استطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

أسباب وعلاج التعصب الكروي

التعصب الكروي هو مصطلح يستخدم لوصف سلوك غير منضبط في تشجيع نادٍ رياضي معين، أو فريق معين، ويتسبب في العديد من المشكلات ربما تصل للتخريب أو إحداث تصرفات عدوانية.
وقد ينجم عن التعصب ظواهر سلبية كإتلاف ممتلكات عامة وخلافات أسرية ومشكلات صحية تصل إلى أزمات قلبية وحالات وفاة.
فما هي الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الكروي؟ وما هي الطرق السليمة للتعامل مع الظاهرة؟
تكمن الأسباب في التعصب الرياضي في ما يأتي:
انفعال الجماهير أثناء التشجيع، والتي تنتج عنها تصرفات عدائية، نحو الطرف المتنافس، رغبةً في الانتصار. القرارات التي يتخذها الحكم أثناء المباراة، والتي تعتبر خاطئة في نظر المشجعين، الذين يشجعون الفريق الذي وقع عليه الخطأ.
غياب الروح والثقافة الرياضية عند الكثير من الأفراد في المجتمع، والتي تعزز مبدأ الحفاظ على المنافسة الشريفة.
رفض الآراء الناقدة، والتي تخالف وجهات النظر المتحيزة، نحو فريق معين.
عدم تربية الأجيال الجديدة على ثقافة اللعب الجماعي وتُقبل فوز الآخر مشكلة تواجهها المجتمعات، حيث ينشأ الطفل على عدم تقبل الهزيمة، وبالتالي تنعدم الروح الرياضية وتتولد دوافع العنف لديه، ويتفاقم ذلك مع الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية والأنانية مما يحفز لديهم السلوك العدواني في الكثير من الحالات.

https://alhtoon.com/
خصائص المتعصب رياضيًا
يرى عدد من الباحثين أنّ هناك مجموعة من الخصائص العامة التي تُميز المصابين بداء التعصب الرياضي بغض النظر عن نوعية هذا التعصب؛ منها:
الانفعالية الزائدة، والانغلاق الفكري، والعدوان الشديد، والاستئثار بالحديث، واللجوء إلى الصوت المرتفع، والرغبة في السيطرة على الحديث والحساسية المفرطة، وتشوش الأفكار.
تتضمن الجوانب المعرفية للاتجاهات التعصبية الرياضية الاعتقاد بأنّ النادي أو الفريق المعين أفضل من سائر الأندية الأخرى، وأنّ لاعبيه ذو مهارات فنية تفوق الموجودة لدى لاعبي الأندية الأخرى، والاعتقاد بأن الرياضة مكسب على طول الخط، وعدم الاقتناع بالهزيمة، ومحاولة تبريرها بإرجاعها إلى الحظ وليس إلى كفاءة المنافس، والاعتقاد بأن هناك مشاعر كراهية متبادلة بين لاعبي الفرق المختلفة.

https://alhtoon.com/
تتمثل الجوانب الوجدانية في الميل لتشجيع الفرق الرياضية لنادٍ معين دون سواه، والشعور بالانتماء له، والشعور بالسعادة عند مشاهدة المباريات، والشعور بالحزن والضيق عند الهزيمة، وصعوبة تقبل نجوم الأندية الأخرى، وعدم القدرة على إخفاء التعبيرات الحماسية أثناء مشاهدة المباريات، والشعور بمشاعر الكراهية نحو بعض النجوم البارزين في الأندية الأخرى.
أمّا الجوانب السلوكية للتعصّب في الرياضة فهي تتضمن حرق أعلام الفريق المنافس، والسب والقذف بين الجماهير، والدعاء على الفريق المنافس والشّجار والعراك، إضافة إلى المسيرات والتظاهرات المنددة بالفريق المنافس، وأخيرًا تخريب وإفساد المتاجر، والمكاتب والمصالح العامة
طرق علاج التعصب الرياضي في المجتمع
نشر المعلومات في المجتمع، لتعريف الأفراد بمبادئ ضبط النفس، والمنافسة الشريفة. تعريف الأشخاص المتعصبين، بأن الرياضة هي أسلوب لبناء العلاقات القوية بين اللاعبين، وترسيخ مبدأ الروح الرياضية.
تشجيع الشباب للاستفادة من وقتهم، بمهارات تطويرية تنفعهم. التشديد في تنفيذ العقوبات، عند افتعال أي تصرف يسبب بلبلة وفوضى.


تنشأة الأفراد في المجتمع على مبدأ احترام الآراء، وتقبل النقد بكل صدر رحب. ترسيخ فكرة أن الرياضة هي مهارة للتسلية والترفيه، وليس لتشكيل عداءات وتعصب بين أفراد المجتمع.
كما أن هناك برنامجا علاجيا نفسيا يشمل 14 جلسة يتعرض خلالها الشخص المتعصب إلى مواقف مختلفة تؤهله لأن يقلل من رد فعله العنيف أو العصبي بنسبة 50%، ويمنحه القدرة على أن يتعامل مع العالم الخارجي بشكل مناسب، كما أن البرنامج يدعم القوة النفسية للمتعصب ويؤهله، ليتخلص من الضغوط والأزمات ويجنبه ربط حالته المزاجية بنتائج فريقه مهما كانت.
إقامة لقاءات ودية بن الاندية الكبيرة يكون عنوانها نبذ التعصب الرياضي.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى