تشكيل وتصويرفن و ثقافة

في #الفن_التشكيلي .. بصمات حاضرة بألوان #الجمال للمرأة السورية

تنوعت موضوعات المرأة في الفن التشكيلي السوري بين وصفٍ لقضاياها أو رسائل توجهها إلى المجتمع بشأن مواضيع متعددة، فجسدت الكثير من اللوحات معاني الأمومة والطفولة ومعاناة الأنثى اليومية، وكان لحضورها في اللوحة بعدٌ فلسفي عميق يعكس برمزيته معنى الحياة والطبيعة والأرض والخصوبة وعنواناً للجمال والمحبة.

ولم تحضر المرأة كفكرة ورمز وصورة بل خرجت من ذاك الإطار، وخلدت نفسها بصمةً حاضرة في ذاكرة تاريخ الفن التشكيلي العالمي وليس العربي والسوري فقط، وأثرى وجود التشكيليات السوريات مسيرة الفن التشكيلي، وشكل نهضة على المستوى التقني والفني الإبداعي بجهودهن الفردية، وبمعارض جماعية فكن رائدات حركة تشكيلية سورية بدأت بذورها تنضج على مدار ما يزيد على سبعة عقود مضت.

امرأة من كريستال” اسم لقّب به النقاد والمهتمون بالفن التشكيلي الفنانة التشكيلية إقبال ناجي قارصلي التي استطاعت منتصف القرن الماضي أن تمهد الطريق أمام المرأة السورية للدخول إلى عالم الفن التشكيلي بمعرضها الفردي الأول عام 1964 لتكون بذلك أول تشكيلية سورية تقيم معرضاً فردياً، تاركة إرثاً فنياً يقارب الـ 750 لوحة موزعة داخل سورية والعالم، فعُرفت كأهم رائدات الفن التشكيلي السوري في زمن كان امتهان الفنون صعباً حتى على الرجال.

أما تجربة التشكيلية أسماء فيومي فهي واحدة من التجارب الأساسية التي بدأت في النصف الثاني من الستينيات مع أهم رواد التشكيل حينها فشكلت بصمات أغنت هوية الفن التشكيلي السوري، وظهر الحس الإنساني منذ بداياتها الفنية فلم تبتعد يوماً عن حمل هموم المرأة والطفل والوطن وتجسيدها بقوة في أغلب معارضها منذ بداياتها إلى الآن.

واختارت رسوم الأطفال التشكيلية لجينة أصيل لتكون الناطقة ببراءة عالمهم فشكلت تجربة فنية رائدة فاح شذاها في الوطن العربي والعالم، فحفزت خيال الأطفال وزرعت الأمل بلوحاتها التي تجاوز عددها الـ200 لوحة فنية إضافة لثمانين كتاباً للأطفال، وسبعة أفلام متحركة استحقت جائزة “بام” التي تمنحها الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط في مدينة بلغراد بصربيا التي تمنح لمن قدم مساهمة قيّمة على مدى سنوات عمره في مجالات العلوم أو الثقافة أو الفن أو الأدب.

وبجدارة مستحقة انطلقت التشكيلية السورية سارة شمه إلى العالمية، وشكلت علامة فارقة في الفن التشكيلي السوري المعاصر ومعادلة صعبة بين القيمة والانتشار بفلسفتها الفنية العميقة التي صورت ملامح خاصة، وحملت معها قضايا وطنها وجسدت مأساة شعبه في الحرب بتجليات صريحة تارة وبأسلوب تعبيري تارة أخرى.

واستطاعت النحاتة الشابة نجود الشومري تحدي نفسها والظروف معاً وفرضت موهبتها وقدرتها فشقت طريقها التشكيلي في صخر البازلت وطوعته لتخرج منه منحوتات تميزت بأنوثتها الطاغية وبحسها الفني القوي، وأثبتت أن هذه المهنة التي ورثتها عن والدها لم تكن حكراً على الرجال فقط، وحملت على عاتقها إكمال المسيرة التي بدأها زوجها التشكيلي الراحل فؤاد أبو عساف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88