
صباح الخير، مساء الخير، من الجميل أن تستيقظ على باقة ورد ونغمات موسيقى جميلة هادئة في يوم من الأيام. ولكن أن يكون لديك مثلها ألف باقة وضعفها مقطوعات موسيقية، وأضعافها أدعية، لا تعلم مصدرا لها، هنا يجب أن نتوقف ونقول: أخي وأختي.. شكرًا جزيلًا بحجم كل رسائل الصباح والمساء، وأتمنى منكم عدم اقتحام خصوصيتي بكل هذه الصباحات والمساءات والمباركات المزعجة.
أيامي تسير كما هي، صدقوني لم يتغير شيء، وإن حدث فانتظروني؛ سأعلن لكم ولن أتردد بموافاتكم بجديدي القديم المستعصي على فهمي قبل أن أشرحه لكم.
حياتي اليومية بسبب هذا الغثاء المتكرر تشابهت فيها الأيام.. أعلم يقينًا بأنك تجاملني، ولكن هل تعلم بأنك تزعجني أيضًا؟ هل يكفيك هذا أم أزيد؟!.
المزعج أكثر عندما يضبط جهازه الشخصي ليرسل لي يوميًّا، وفي وقت محدد؛ يا هذا.. بالله عليك ألا تخجل من ذلك؛ تجاملني إلكترونيًّا في وقت أنت تحدده ويجب أن أستقبله أنا بردًا وسلامًا.. ماذا بقي لديك؟! ألم تكتفِ برسائل (وصلنا الآن من مصدر مسؤول؟) وهو مضروب في عشرة ومغشوش وليس فيه من الصدق شيئا غير الأحرف التي كتب بها. المضحك بأن من يرسل هذه الرسائل يتجاهل بعد ذلك السلام في أي لقاء عابر وكأنه يقول: أو لم تكتفِ صباحات ومساءات عصرية منمقة يحملها أثير روابط إلكترونية مدفوعة الأجر مسبقًا، تكفيك دون النظر إليك أو مد يديك تلطفًا. يا قوم أشهد اللهَ أني أحبكم، ولكن إلى متى وأنتم تتناقلون الأكاذيب، والمجاملات السمجة، صدقًا لم أجد معنا ولا شيئًا مفيدًا في ذلك إلا أنها مضيعة للوقت.
قاتلَ اللهُ الذكاءَ عندما يوضع في أيدي أغبياء.
ختامًا:
يستشعر السوء ويراه واقعًا حينما اسودت أيامه وأظلم حلمه، فرقد متوسدًا ذراع أقرب الأشقياء، فغمره حتى لفظ أنفاسه الأخيرة دون عناء.
ومضة:
ثق بأني لن أكون ملزمًا بما تعتقده أنت.
يقول الأحمد:
الحياة كأسها مر.. ومرها مرهم للبعض.
شيء من ذاته:
يجنح به سلطانه إلى قتل عذابه ودفنه، فلم يعد يأبه لكرامته الضائعة أو يستنصر لها، فقد سكبت على أرض ابتلعتها ومزقتها إلى أشلاء، يصعب جمعها دون أن تُدفن تحت ما تبقى له من كرامة.
بقلم الكاتب/ عائض الأحمد