تشكيل وتصويرفن و ثقافة

الفن التشكيلى بين الحضور والغياب

“كل ما عليك فعله، أن تفتح هذه النوافذ وتطرق تلك الأبواب.” هكذا أقول لنفسى كلما أردت متابعة حدث أو التحقق من صحة خبر أو الاستزادة بمعلومات عن موضوع يشغل تفكيري.

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعى أضحت نوافذ وجسورا ذللت البعدين الزمانى والمكانى وقربت المسافات بين مستخدميها فأصبحت ساحات للتلاقى والتعارف والتآلف والتحاور بل وللتناحر أيضاً فى بعض الأحيان إن أساء مرتادوها استخدامها.

ومع تنامى وتزايد تطبيقات التواصل ووسائطه كما وكيفا، استطاع الكثير من المثقفين والفنانين التشكيليين أن يغتنموا ويستغلوا هذه الوسائط التواصلية كى يعلنوا ويروجوا لنتاجاتهم الأدبية والفنية، بل إن الأمر تعدى ذلك إلى الترويج لمثقفين وفنانين تشكيليين آخرين غادروا إلى عالم آخر من زمن طويل.

فلا نندهش إذا وجدنا صفحات وحسابات تواصلية تحمل أسماء: پابلو پيكاسو وڤان جوخ وسلڤادور دالى وإدڤارد مونك وليوناردو داڤنشى وغيرهم من عظماء ورواد الفن. وعلى هذه الصفحات يتم نشر أعمال فنية كثيرة تتراوح بين الرسم والتصوير والنحت وغيرها من الفنون التشكيلية والبصرية المختلفة كما تدور حوارات وتُولد أفكار من خلال التعليقات والردود.

أما فى الواقع فمما لا شك فيه أن الفن التشكيلى يشغل مساحة ما فى وجدان المواطن المصري، فبيوتنا على اختلاف هيئاتها زاخرة بالعديد من القطع الفنية فى شكل لوحات أو آيات مقدسة أو أمثال شعبية معلقة على الحوائط وأيضا فى شكل تصاميم وتكوينات زخرفية تزين الجدران والأركان والأبواب والنوافذ. وبناء عليه يمكن القول أن الفن التشكيلى حاضر بشكل أو بآخر فى حياة المواطن المصرى حتى وإن جهل بماهية وتصنيف أوصانع هذا العمل. أما المثقف المصري، فبالتأكيد للفن التشكيلى دور مهم فى تكوين آرائه وأيديولوجياته ومنطلقاته التفكيرية والمعرفية ويظهر هذا جليا فى حرص الكثير من المثقفين على حضور العديد من الفعاليات الفنية التشكيلية كالمعارض والبيناليات المختلفة هذا إلى جانب زيارة المتاحف، بالداخل أو بالخارج، لمطالعة ودراسة ما خَلّفه لهم الأجداد والرواد من موروث فنى وثقافي.

ومن هنا يمكن اعتبار التشكيلى أداة تعبير ومقاومة وتمرد وثورة راقية تبنى ولا تهدم، تُجَمل ولا تُخَرب. وأذكر مرة أنى تصفحت إلكترونيا صورا حقيقية لمناطق مدمرة فى بلد عربى استطاع فنان بارع أن يعيد تشكيلها فى هيئة لوحات مرسومة تبعث على الأمل وكأنه يقاوم ويتمرد على هذا القبح بل وينتصر عليه معلنا أن ثمة وردة نديّة تبزغ من وسط الحُطام.

وتبقى حصة التربية الفنية فى الجدول المدرسى اليومى هى أساس تشكيل الوعى الفنى عند النشء وبالتالى تصبح المسؤولية بأكملها على عاتق وفى ضمير الإدارة المدرسية. فهناك إدارات مدرسية تحرص بشدة على تفعيل حصة التربية الفنية وتهتم بكل مدخلاتها وروافدها ومخرجاتها عن طريق توفير الأدوات والوسائل وإقامة المعارض الفصلية والسنوية وكذا إثابة وتشجيع المجيدين من المعلمين والطلبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88