التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

عبد المجيد الثاني.. آخر خليفة عثماني انتهت معه الخلافة

#عبد المجيد الثاني ولد عام 1868، وهو آخر سلاطين الدولة العثمانية وابن السلطان عبد العزيز، انتخب خليفة للمسلمين يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1922 وخلع بعد 16 شهرا فقط، ثم طرد من البلاد. في ظل حكمه قامت الجمهورية التركية عام 1923، وبرحيله إلى أوروبا انتهت الخلافة العثمانية التي امتدت لأكثر من 6 قرون. توفي في منفاه عام 1944.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


يُعدّ السُّلطان عبدالمجيد الثاني آخر الخلفاء العُثمانيّين؛ فقد استلم حُكم الدولة العثمانيّة بعد السُّلطان محمد السادس، حينما كانت الدولة العُثمانيّة مُتهالِكة، ومُضطربة، ومُحاطَة بأعداء كُثُر، ولم يكن عبدالمجيد الثاني قادراً على مواجهة هذه الأخطار التي تكاثَرَت عليه، ممّا أدّى إلى نفيه خارج البلاد، علماً بأنّ فترة حُكمه استمرَّت منذ عام 1922م، وحتى عام 1924م، وبعدها طُوِيت صفحة الخلافة العثمانيّة، وتمّ إعلان الدولة التركيّة بقيادة مُصطفى كمال أتاتورك.

تولي السلطنة

يوم 4 يوليو/تموز 1918، عُين عبد المجيد الثاني وليا للعهد، في عهد ابن عمه السلطان محمد السادس الذي أزيح عن عرشه في فاتح نوفمبر/تشرين الثاني 1922، بقرار من مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال الدين أتاتورك.

ألغي بعدها منصب السلطان باعتباره سلطة رمزية، وبقيت السلطنة روحية فقط، ونصب عبد المجيد خلفا لابن عمه، بموافقة 148 نائبا من أصل 162 في جلسة الهيئة التشريعية (الجمعية الوطنية الكبرى).

وجاء في برقية مؤرخة يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني “إن عبد المجيد أفندي يحمل لقب خليفة المسلمين قاطبة، ولن يضاف له أي لقب أو أية صفة أخرى” لكن عبد المجيد زاد لقبا له فيما بعد هو “خادم الحرمين الشريفين” فكان آخر من استخدمه بعد السلطان سليم.

واعتلى عبد المجيد مقام الخلافة بدون لقب السلطان يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني، واحتفل بقبول البيعة بجلوسه على العرش الذهبي، الذي أخرج إلى فناء جناح البردة الشريفة في قصر “طوب قابو” لكنه لم يستطع ارتداء زي الفاتح أو الزي العسكري، فكان لباسه عاديا من بنطال وسترة.

إلغاء الخلافة وسقوط العثمانيين

بعد مرور سنة و3 أشهر و15 يوما على تولي السلطان عبد المجيد الحكم، استقبل الخليفة العثماني والي إسطنبول آنذاك “حيدر بيك” مساء الثالث من مارس/آذار الذي أبلغه بقرار إلغاء الخلافة رسميا ووجوب خروجه من الأراضي التركية خلال 1.5 ساعة من استلامه القرار، لكن القرار أغضب عبد المجيد فأمر الوالي بالخروج، لكن قائد الشرطة أخبر السلطان بأوامر إخراجه بالقوة عند اللزوم، وكان القصر محاصرا وخطوط الهاتف مقطوعة، ولم يكن منه سوى الامتثال.

وتذكر كتب التاريخ أنهم وجدوا الخليفة حينها في مكتبه بجانب حامل اللوحات الخاص به، يتصفح المجلة الفرنسية الثقافية المفضلة لديه “مجلة العالمين.

وصدر قانون “رقم 431” الذي أمر بإسقاط الجنسية التركية عن 144 فردا عثمانيا، ومصادرة كافة ممتلكاتهم وحظر دفن جثثهم في التراب التركي، وطُلب منهم مغادرة البلاد خلال 10 أيام بحد أقصى بصحبة مرافقيهم وخدمهم، فبلغ عدد الوفد المنفي 234 شخصا حسب ما أوردت السجلات التركية الرسمية.

الطريق المُرّ إلى المنفى

الساعة الخامسة من صباح 4 مارس/آذار 1924 نقل الخليفة من قصره سرا إلى محطة “كاتالجا” لمنع الاحتجاج العام بصحبة اثنتين من زوجاته الأربع، مع ابنه وابنته التي كانت تبلغ وقتها 10 سنوات، مع رئيس الخدم وطبيبه الشخصي وكاتبه.

ومنتصف الليل، غادر تركيا في عربة خاصة ألحقت بقطار “سمبلون-أوريانت إكسبرس” وناوله والي إسطنبول مغلفا يحتوي على ألفي جنيه إسترليني، وتأشيرة دخول مؤقتة من القنصلية السويسرية باسم “السيد عبد المجيد عبد العزيز”.

وعندما اجتاز الحدود أطلق عبد المجيد الثاني تصريحا أعلن فيه أن قرار خلعه “لاغ وباطل” لكنه لم يلق استجابة، وبقي على الحدود السويسرية بينما أخرت السلطات ترتيبات إعفائه من قانون منع المهاجرين متعددي الزوجات.

وعندما اكتشف السلطان المخلوع أن سويسرا باهظة التكاليف، انتقل للعيش في مدينة نيس الفرنسية في أكتوبر/تشرين الأول 1924، وعاش على بيع لوحاته، حيث كان الرسم نشاطه الإبداعي الأبرز في منفاه.

وفاة السلطان عبد المجيد الثاني

في 23 أغسطس/آب 1944، توفي الخليفة عبد المجيد الثاني عن عمر 76 عاما وشهرين، بنوبة قلبية في منزله في “بوليفارد سوشيت” في باريس، وذلك بعد 20 عاما و5 أشهر في المنفى.

وكان قد أوصى بدفنه في مقبرة “تربة” إلى جانب أجداده في إسطنبول، لكن الحكومة التركية رفضت استقبالَ جثمانه، وبقي محفوظا في حجرة خاصة في مسجد باريس لمدة 10 سنوات.

وفي عام 1953 وافقت حكومة أنقرة على نقل الجثمان إلى تركيا، لكنها رفضت مرة أخرى بعد اعتراض الأميرال المتقاعد رفعت أوزدش من الحزب الديمقراطي، فنُقل إلى المدينة المنورة ودُفن في مقبرة البقيع في 30 مارس/آذار 1954.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88