تشكيل وتصويرفن و ثقافة

تشكيليو نينوى يزرعون سماء آمالهم بالألوان

إغتنم فرع جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في نينوى فصل ربيعها لتتويج نشاطاتها بمعارض تبهر الناظرين وتسر العابرين .. وكان لربيع المرأة في عيدها حيز ناعم في نتاجات الجمعية، من خلال معرض “هُنَّ”، الذي أقيم بمقر الجمعية، والذي حضره قامات الفن والثقافة الموصلية ،وكان من بينهم الروائي فارس السردارالذي تحدث عن انطباعه وزيارته للمعرض، قائلاً : إحتفاءً بيوم المرأة العالمي ، اقامت جمعية التشكيليين – فرع نينوى معرضا تشكيلياً لفنانات نينوى بعنوان هُنّ في 11 اذار الجاري بمشاركة ثلاث وثلاثون فنانة تشكيلية نينوية. وقد امتاز المعرض بتنوع طروحاته التي جاءت متزامنة مع روح المرأة العراقية المتميزة بطاقاتها الجمالية العالية واصرارها العالي على بث روح الأمل والإشراق، متجاوزة رحلة عذاباتها التي خلفتها الحروب والحصارات.. محاولة التعبير عن موقفها الرافض لكل أشكال الضغط والتطويق، عبر ملحمة لونية أكدت على إشاعة روح الفرح والأمل والإعتزاز بالمكان والطبيعة التي إستقت منها رحيق الجمال الذي هي عليه. المعرض لم يقتصر على اعمال الرسم فحسب بل احتفى بأعمال النحت واعمال خزفية مزججة عبرت عن غنى البيئة الموصلية بالتجارب الخزفية تراثية كانت ام معاصرة، كما انه لأول مرة نقف امام لوحات استخدمت خامات مختلفة عما تعودناه، مما لفت النظر، الى ان الفنانة العراقية عامة والموصلية خاصة رغم ما تمر به من ظروف نجدها مواكبة لتطور الحركات الفنية المبهرة في العالم والتي تخلق فضاءً جديدا يعنى بما تنتجه التكنولوجيا المعاصرة وعلوم الحاسوب، من ابتكارات تجسر المسافة ما بين تقاناتها وذائقة الجمهور الذي بدأت ثقافته تنسحب لما هو جديد ومبهر عبر ما يعرف بفن (سترنك) وهو فن يعتمد التشكيل بالخيط والمسمار. المعرض استقطب اعدادا غير متوقعة من المهتمين والذواقة للفن التشكيلي خاصة وان المعرض كان متخصصا بالفن التشكيلي المستوي.. وقد رأينا ان أجيالاً من الفنانات الموصليات ساهمن باندفاع مضيفين لمساتهن الرقيقة على منجز زميلاتهن حديثي العهد بهكذا تجارب كانت تختبئ وراء جدران مشاغلهن. كما ان اعضاء جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين – فرع نينوى كان لهم حضوراً متميزاً ورعاية مخلصة لنحظى بمعرض ستبقى إضاءاته راسخة في أذهان متلقيه، تحية للمرأة بإبداعاتها الخلاقة دوما ، إضافة الى ماهي عليه من رقة وجمال وحيوية.

 تراث الموصل

وفي الأمس القريب زخرفت الجمعية حياة مواطنيها وروادها المتعطشين للبهاء التي عودتهم عليه حيث افتتحت مهرجانها السنوي (الموصل في عيون مبدعيها).. الذي أقامه فرع نينوى برعاية مقر الجمعية المركز العام وبالتعاون مع مفتشية آثار وتراث نينوى في قاعة البهو الملكي بالمتحف الحضاري في أيمن الموصل ،وكان كرنفالاً فنياً بإمتياز، ضم المهرجان كوكبة نيّرة وكفوءة من ألمع الفنانين والفنانات الذين ترجموا خلجاتهم وعبروا بمشاعرهم الشفافة على سطوح فاضت جمالاً وتفردوا بحبهم لمدينتهم الام (الموصل العظيمة ونينوى الأصيلة) التي ما انفكوا يرسمونها بجميع تفاصيلها حيث أختاروا لمعرضهم عنواناً عميقاً بعمق تاريخهم الأزلي الذي يفخرون به ووضعوا نصب أعينهم أن للمدن شواخص وقامات ومقامات , هم اليوم يزينون أروقة البهو الملكي بها، يجاورهم دجلة الخالد الذي يجري في العروق والوجدان .. الموصل اليوم ليست كأمسها القريب الذي لم يعهدوه أهلها.. الموصل اليوم غزيرة الجمال كما هي دائماً .. عظيمة بأهلها, بهية الكبرياء .. جميلة الملامح .. ربيعها الثالث يبدأ هنا ومن هنا أيضاً تهرول الخيول المنفلة من لوحة الفنان محمد ذنون التي تخترق الأزقة الباردة التي شيدها الفنان خليف محمود التي غزت لوحاته ينتظرها بشموخ المنتصرين فردٌ شديد الملامح عريض المناكب يتوسط العمل الفني للفنان حكم الكاتب يشير ذاك الشامخ الكبير الى فتاة عذبة كدجلة زرقاء العينين شعرها منسدل الى الشبابيك القديمة هذا كله يخرج من تحت أنامل الفنانة لبنى الطائي تلك الفتاة تنتظر اباها حاملاً المعول الأشوري الذي وضعه الفنان سيف مطر في معصم الرجل الهميم العامل الصنديد الذي يتكئ على جدار من جدران الفنان مروان طارق وزخرفات الفنان ناطق عزيز التي تغازل وتتناص وتلك الزخرافات التي إعتاد أن يرسمها فوق ثياب الأطفال والبنات اللاعبات بمراجيح الفنان احمد مزاحم تلك المراجيح الممتدة من أعلى السماء التي تخترق الغيوم الرمادية التي مسك بها بطل يحلق بجرة أشورية خضراء مثقوبة تتقاطر منها مجوهرات جمعها الفنان احمد الجليلي بعناية كي يشتري لمعشوقته تاجاً يكلل رأس تلك الجميلة التي تتسطح في مخدعها، هي فتاة بملامح موصلية رسمتها الفنانة زبيدة عمار تغازل القمر .. مهرجان ضم أعمالاً للرسم والنحت والخزف .. العامل المشترك الذي اتفق عليه الجميع هو المدينة والإنسان , ليس كما يدعي الأخرون انهم مبدعون لكن ومن دون شك انهم عشاق متيمون لم يعتادوا العيش في الموصل لكن الموصل تعيش فيهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88