التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

عمر بن الخطاب .. دولة العدل والفتوحات

#عمر بن الخطّاب هو أمير المؤمنين؛ عمر بن الخطّاب بن نُفيل بن عبد العزّى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، ويُكنّى بأبي حفص القرشيّ العدويّ، و أمّه هي: حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر المخزوميّة رضي الله عنها، وهي أخت أبي جهل، وقد أعَزّ الله -تعالى- الإسلام بإسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- وهو ابن سبعٍ وعشرين سنة، وكان ذلك في شهر ذي الحِجّة من السنة السادسة من بعثة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان إسلامه فتحاً عظيماً ونصراً للإسلام والمسلمين.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


نشأته

نشأ عمر بن الخطاب نشأة لم يكن يحظى بها كل الأطفال في وقته، فقد تربى وتعلّم القراءة والكتابة وهو الأمر الذي كان نادرًا في هذا الوقت، ويُذكر أنه كان من بين سبعة عشر رجلًا يجيدون القراءة والكتاب في قريش كلها، وكان يجيد الشعر ويحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وتعلم بها التجارة.

كان عمر بن الخطاب يرعى أغنام أبيه عندما شب وأصبح غلامًا، وكذلك كان يرعى أغنام خالات له من بني مخزوم. تميز عمر بن الخطاب بقوة جسدية أهلته لأن يكون فارسًا عظيمًا؛ فقد أجاد المصارعة وركوب الخيل كما أتقن الفروسية والرماية.

كان عمر بن الخطاب في شبابه محبًا للهو وشرب الخمر والنساء، وكان ذلك قبل الإسلام هو الحال المعتاد بين شباب قريش، وقد ورث عن والده كثرة الزيجات، فتزوج في حياته تسع نساء أنجبن له ثمانية أولاد وأربع بنات.

كان عمر بن الخطاب من أشراف قريش وكان سفيرها؛ فإذا ما وقعت حرب بينها وبين أحد كانوا يبعثون به سفيرًا، وإن أرادوا الرد على أي مفاخر أو منافر أسندوا إليه المهمة وارتضوا قوله.

لقب عمر بن الخطّاب

لقد أعزّ الله -تعالى- أمّة الإسلام برجلٍ ليس كسائر الرجال، فعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عرف طريق الحقّ فحقّه، وعرف طريق الباطل فأبطله، وهو الذي فرّق الله -تعالى- به بين الحقّ والباطل، فوسمه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بلقب الفاروق، فكان إذا سلك مسلكاً لم يجدِّ الشّيطان له فيه من سبيل، حتى قال عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أيّها يا ابن الخطّاب؛ والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً قطّ إلّا سلك فجّاً غير فجّك)، ولأجل ذلك حُقّ له أن يكون أوّل من لُقّب بأمير المؤمنين، وحُقّ له أيضاً أن يُعّز دين الإسلام بإسلامه، فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما زِلْنا أعِزَّةً منذُ أسلَم عُمَرُ).

فتوحات عمر بن الخطاب

فتح دمشق

ارتحل أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- مع جيشه من اليرموك ونزلوا مرج الصفر، ثم طلب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يحدد له وجهة الجيش، فهل يتجه مع جيشه إلى دمشق أم يتجه إلى فحل بأرض فلسطين، فأشار عليه الخليفة بأن يبدأ بدمشق لأنها حصن الشام، فلما وصل الجيش إلى دمشق قاموا بنصب الدبابات والمجانيق وكان حصارهم لها شديدًا، وقد اُختلِف في مدة الحصار.

وقد كان فتح دمشق في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في العام الرابع عشر للهجرة، وقد اختلف العلماء حول فتح دمشق إن كان صلحًا أو عنوة أو أنه كان بين الأمرين.

فتح العراق وفارس

اهتم الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بفتح العراق وفارس، فقام بإرسال الجيوش إلى الجهة الشرقية بقيادة العديد من العظماء كأمثال سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد والمثنى بن حارثة وغيرهم، وكانت معركة القادسية من أعظم المعارك التي دارت بين المسلمين والفرس، وقد تم فتح المدائن والتي كانت عاصمة إمبراطورية الفرس، كما تم فتح تكريت والموصل ونهاوند والري “طهران” وبلاد خراسان وغيرها، ليتم بذلك القضاء على الإمبراطورية الفارسية بشكل كامل.

فتح مصر

بعد أن تم للمسلمين فتح فلسطين اهتم المسلمون بفتح مصر؛ وذلك لغنى مصر من ناحية ولوجود جيوش رومية فيها من ناحية ثانية فلا بد من تأمين وجود المسلمين في فلسطين، فاستأذن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتوجه إلى مصر لفتحها، ففتح العريش ثم الفرما والفيوم وغيرها، وحاصر حصن بابليون إلى أن سقط في يد المسلمين ومن ثم فتح مصر السفلى كاملة وبعد ذلك توجه إلى الإسكندرية ففتحها.

فتح برقة

بعد أن تم لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- فتح الإسكندرية توجه غربًا إلى برقة ففتحها صلحًا، وكان ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في العام 21 هـ.

فتح بيت المقدس

لمّا فرغ أبو عبيد بن الجراح -رضي الله عنه- من دمشق قام بالتوجه إلى بيت المقدس وحاصر أهله، فلما اشتد الحصار على أهل بيت المقدس وضاق بهم الأمر وافقوا على الصلح ولكنهم اشترطوا قدوم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسار إليهم وتم الصلح، وقد دخل أمير المؤمنين المسجد من ذات الباب الذي دخله رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ليلة الإسراء، فصلى في محراب داود تحية المسجد، ثم جعل مسجده -المسجد العمري- قبلي بيت المقدس، وبذلك يكون الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد فتح بنفسه بيت المقدس.

فتح بلاد الروم

استطاع المسلمون في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يقوموا بفتح بلاد الشام كاملة وأن يحرروها من الحكم الروماني، وكان المسلمون يتوغلون في بلاد الروم دون أية مقاومة تذكر، وقد فتح أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- كلًا من قنسرين وأنطاكيا حتى أنه وصل إلى طرسوس.

فتح حمص وبعلبك

مرّ أبو عبيد بن الجراح -رضي الله عنه- على بعلبك فطلب منه أهلها الصلح والأمان، فصالحوه وأعطاهم الأمان على أنفسهم وعلى كنائسهم وكذلك أموالهم، ثم تابع السير إلى حمص فأرسل أمامه خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقاتله أهلها ثم طلبوا الصلح والأمان، فكان الصلح وكان لهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88