إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الحرية والبقرة الضاحكة

علي بن عويض الأزوري

يقال: (إن العدل المطلق مفسدة)، فما بالكم بالحرية المطلقة

5.75 ريال

7.50 ريال

8.00 ريال

9.00ريال

12.00 ريال

هذه أسعار لمنتج واحد، وهذا المنتج ليس ضروريًّا ولا أساسيًّا، لكنه عينة لمنتجات كثيرة تتفاوت اسعارها من بقالة إلى سوبر وهايبر ماركت.

التبرير: أن التجارة حرة (تبث أخبار لك عليها)

خمسة أسعار مختلفة لنفس السلعة، والسؤال: هل الذي يبيع بالسعر الأول يبيع بخسارة؟

لا.. قطعا.

على الأقل هو كسبان 50%، لأنه يدخل في الربح إيجار المحل، وفواتير الكهرباء، ورواتب العمالة، وضريبة القيمة المضافة.

ومن يبيع بأعلى مكاسبه أعلى، تفوق الألف بالمئة (1000%).

هنا يتنطط سؤال: لماذا تتفاوت الأسعار من بقالة إلى بقالة، ومن سوبر وهايبر ماركت الى سوبر وهايبر، ومن مدينة الى مدينة، مع أن المورد واحد؟ لا تصدقوا أن الأرز الذي تشاهدونه على أرفف المحلات باختلاف مسمياتها يأتي من الهند أو تايلند أو الباكستان في أكياس وعليه الاسم التجاري وما إلى ذلك، وإنما يصل (فرط) ويتم تكييسه (فعل جديد اخترعته) وبعد ذلك يتم توزيعه ووضع السعر الذي يناسب التاجر والموزع والسوبر والهايبر والبقالة.

الأرز هو السلعة الاستهلاكية الأساسية هنا، والذي لا قدر الله، لو انقطع لشهر لرأيت الملايين وهم يرتعشون، ومئات الآلاف في المستشفيات يعالجون من نقص فيتامين (أ ر ز ARZ).

أدعو لتجارنا أن تزيد أرصدتهم البنكية وتتضخم، ولكن ليس من جيوب المواطنين الذين يعرفون أن هناك جشعًا يفوق ميزانية الكثير من الأسر. وما يدعو إلى التساؤل أن المخازن والمستودعات مليئة بتلك البضائع (الأساسية) وأسعارها عند شرائها كانت منخفضة، فلماذا يقوم التجار برفع الأسعار بين حين وآخر؟

لن أصدق أن أجور الشحن البحري والجوي مرتفعة، فالمؤشرات والدلائل والأخبار في صحفنا تقول العكس، فقد هوت وهبطت أجور الشحن اضطراريا بعد كورونا، وهذا ينسف مبرر غلاء الأسعار، وهذا يعني أن هناك سببًا آخر وهو ارتفاع مؤشر الجشع والكسب الصاروخي من جيوبنا.

لماذا في محلات أبو خمسة أجد سلعًا هي نفسها التي في السوبر والهايبر والسعر يتجاوز الثلاثة أضعاف؟

ذكرت في المقدمة أنهم يدفعون إيجارات وفواتير ومرتبات ويربحون.

يا تجارنا الأعزاء.. نعلم ان الدولة -جزاها الله خيرًا- جعلت التجارة حرة عندنا، لكن لم تجعل الاستغلال والتلاعب ذريعة لكم لتفسير مفهوم الحرية التجارية.

الأسعار المتفاوتة التي ذكرتها في بداية خربشتي هي للحلاوة البقرة (يعرفها من هم في جيلي وبعد جيلي/ ليس المقصود السيارات)

حتى البقرة أصبحت (مكشرة) بسبب تفاوت سعر حلاوتها.

عمتم مساءً

بقلم/ علي بن عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى