كيفيّة تغيير #طباع الزوج

قد يكون للرجل طباع حادة مستوطنة فيه، تسيطر عليه وعلى سلوكه في كثير من الأحيان، كما أنها تكون سبباً في كثير من السلبيات التي لا يمكن أن تتغاضى عنها الزوجة بسهولة.
وقد تحاول الزوجة تغيير هذه الطباع أملاً في تخفيف حدة التوتر في الحياة الزوجية، وحتى لا تكون هذه الطباع سبباً في تدمير العلاقة بينها وبين زوجها، وتعرضها للإنهيار في كثير من الحالات.
عندما يحب الرجل بصدق، فإنه يحاول أن يتغير من أجل المرأة التي أحبها، كما أنه يحاول جاهداً أن ترى منه محبوبته سواء كانت خطيبته أو زوجته كل شيئاً جميلاً يقربها منه ويبهرها به، وهنا لن يكون هناك عبئاً على المرأة بأن تقوم هي بتغيير طباع الرجل.
كيف أغير طبع زوجي
قد يكون السبب الحقيقي وراء رفض الزوج تغيير طباعه، أو صعوبة التغيير لديه، عدم فهم الزوجة شخصيّته وطريقته الخاصة بالتفكير،والتالي فإنّ من واجبها محاولة فهمه قدر الإمكان، كما يُمكن أن تُعيد النظر في طباعه وتتسامح معه، وتنظر في إمكانيّة تقبل بعض الاختلافات بينهما، إضافةً للرغبّة في مساعدته بدلاً من الاختلاف معه، فتتعامل معه بطريقةٍ مُهذّبة ولطيفة تُشجعه على الاستماع لها، والتغيير بالمُقابل من أجل إرضائها وكسب ودّها، والحفاظ على سعادتهما.
لا يقتصر دور الزوجة على تقديم النُصح للزوج، وإخباره بالصفات الواجب تغييرها، بل يجب عليها أن تقف إلى جانبه، وتدعمّه للتغيير، فلا تلومه أو تتحدث معه بشكلٍ غير مُهذّب يُسيء له، أو يجرح مشاعره، وبالمقابل تحاول قدر الإمكان أن تُعبّر له عن حُبّها وتقبّلها له، لكنها ترغب برؤيته الزوج الأفضل، والأب المثاليّ الصالح الذي يقتدي به أبناؤه، وبالتالي ترفع من معنوياته، خاصةً عندما يشعر بالإحباط أو بصعوبةٍ الأمر، فتشد على عزيمته، وتحثّه على الصبر والمثابرة، وتزيد من ثقته بنفسه وقدرته على تغيير الصفات السلبيّة، وتُبيّن له مدى فخرها به وثقتها بخطواته الثابتة وقدرته على التقدّم والإصلاح.
أيضاً حيث إن رغبةُ الزوجة في تغييّر زوجها تفرض عليها رقابة ذاتيّة على صفاتها وسلوكاتها بالمقابل، وتقبّلها التغيير للأفضل أيضاً، والاستماع لوجهة نظره، والاهتمام بنظرته الخاصة بها، فتلجأ لتغيير السلوكات التي تُزعجه، وهذا يدعم مبدأ المساواة بين الزوجين؛ فالجميع يُخطؤون ويحتاجون لتقويم وتعديل سلوكيّاتهم بمساعدة الاشخاص المحيطين بهم، كما أنّ اعتراف الزوجة بأخطائها ورغبته الذاتيّة بإصلاح نفسها ترفع من قدرها أمام زوجها وتزيد من احترامه لها، واستماعه وتقبله لنصائحها له للتغيير بالمقابل.
رغم تقدير الزوجة لمكانة زوجها العظيمة، وإيمانها بدوره الكبير في قيادة الأسرة والرقيّ بها، إلا أن هنالك حدود يجب على كلا الزوجين احترامها، وعدم تخطيها تحت ذريعة الطباع، أو طريقة التفكير، ونوع الشخصيّات، وهي أمور يجب عليهما الاتفاق عليها، والتأكيد على الالتزام بها في بدايّة العلاقة؛ لضمان الحفاظ على استقرارها واتزانها لاحقاً، ومنها:
وجود مساحة خاصة لكل من الزوجيّن، ووجود بعض الحريّة والخصوصيّة الفرديّة بينهما، شرط عدم استغلالها بطريقة تؤذي مشاعر الطرف الآخر أو تزعجه، أو تهدد علاقتهما.
الثقة المتبادلة والأمانة بين الزوجين، واحترام كل منهما لشريكه، فيتجنب الكذب، أو الغش، أو الخيانة، أو الأساليب الأخرى التي تهدم الثقة بينهما.
تجنّب الإساءة والعنف بأيّ أشكاله، والتأكيد على الحوار البنّاء كسلاحٍ لحمايّة العلاقات، والحفاظ على استقرارها. وضع حدود وضوابط شخصيّة لكلا الزوجين تمنعه من الإساءة لشريكه، أو تخطي الأدب معه، أو تجاوزالحدود المُتفق عليها.
تختلف الطباع الشخصيّة من شخصٍ لآخر بناءً على عوامل وراثيّة وبيئيّة واجتماعيّة متعددة، وقد تكون مصدراً لجذب الشريكين من خلال تعزيز الاتفاق والانسجام في السلوكات والهوايات والرغبات، لكن في بعض الأوقات يحتاج المرء لتغيير بعضها، والتي قد تؤثّرعليه، أو على علاقته مع الآخرين، وهو أمر يحتاج فهم الشخص وإدراك سبب سلوكه وطبيعته بشكلٍ جيّد؛ لإيجاد الطريقة المُناسبة لتقويمه، مع ضروة التحلي بالصبر والإرادة القويّة، وإيمانه وثقته بنفسه، إضافةً لتقبّل مُساعدة الآخرين له عند الحاجة.