التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#سيف الدولة الحمداني رفع راية #الجهاد ضد البيزنطيين

#سيف الدولة الحمداني ولد عام 915 م، استطاع توسيع حدود الدولة الحمدانية، وتأسيس “إمارة حلب” التي أصبحت موطنا للفلاسفة والشعراء من أمثال الفارابي وأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني، وأمضى معظم حياته في ساحات المعارك، حتى قيل إنه جمع الغبار الذي تراكم على درعه وملابسه من معركة تلو الأخرى وشكّل منه لبنة وأوصى أن توضع تحت رأسه عند دفنه. توفي عام 967 م.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

برز اسم “سيف الدولة الحمداني” باعتباره الأمير العربي الوحيد الذي شكّل تهديدا على البيزنطيين في زمن انهارت فيه الخلافة العباسية وانشغل الحكام والأمراء العرب بالمنافسة على السلطة.

سيف الدولة الحمداني هو العضو الأبرز للحمدانيون ، والذي خدم في الأساس تحت أخوه الأكبر في محاولات لإقامة سيطرته على الحكومة العباسية الضعيفة في بغداد خلال بداية عام 940 م . ولكن بعد فشل هذه المساعي ، تحول طموح سيف الدولة الحمداني تجاه سوريا ، حيث واجه طموحات اخيدس من مصر إلى السيطرة على المحافظة . بعد حربين معهم ، اعترف بسلطته على شمال سوريا ، والتي تركزت في حلب ، وغرب الجزيرة . حدثت سلسلة من التمردات القبلية ، التي ابتليت بها مملكته حتى عام 955 ، لكنه نجح في التغلب عليها والحفاظ على ولاء القبائل العربية الأكثر أهمية . أصبحت محكمة سيف الدولة الحمداني في حلب في مركز الحياة الثقافي النابضة بالحياة ، وساعدت الدورة الأدبية في جمع من حوله ، بما في ذلك المتنبي العظيم .

وبعد أن استقرت الأمور لسيف الدولة في حلب، حاول توسيع حكمه باتجاه الجنوب بتشجيع ودعم من أخيه ناصر الدولة، ووضع دمشق التي يحكمها الإخشيديون نصب عينيه، ورغم من استطاعته السيطرة عليها بشكل مؤقت عام 945 م فإنه اضطر للخروج منها بسبب الانتفاضة الشعبية ضده، وبسبب الحاكم الإخشيدي في مصر، الذي قاد بنفسه جيشا لمواجهة الحمداني في سوريا وأجبره على التراجع باتجاه الشمال.

وبعد أن وصلت غارات الجيش المصري إلى حلب توصل الطرفان إلى اتفاقية تقضي باعتراف حاكم مصر الإخشيدي بسلطة سيف الدولة الحمداني في شمال سوريا وتقديم جزية سنوية له مقابل أن يتخلى الحمداني عن أحلامه في التوسع وألا يوجه جيوشه باتجاه دمشق ثانية.

وتم ترتيب زواج سيف الدولة الحمداني من ابنة أخ الحاكم الإخشيدي، واستطاع الحمداني انتزاع اعتراف رسمي بحكمه من الخليفة العباسي كذلك.

لكن مع وفاة الحاكم الإخشيدي عام 946 م، ذهبت الهدنة بين الطرفين أدراج الرياح، ففي نفس العام استيقظت أحلام الحمداني في الاستيلاء على دمشق مجددا وجهّز جيشه على الفور متوجها نحو الجنوب للاستيلاء عليها فدخلها وتوجه منها إلى فلسطين ليواجه حاكم الإخشيديين كافور.

غير أنه مني بهزيمة على يد كافور الإخشيدي، مما اضطره للانسحاب إلى دمشق ومنها إلى حمص حيث تجمعت قواته هناك، وفي عام 947 م حاول استعادة دمشق لكنه مني بالهزيمة مرة أخرى.

ولم تكن الهزيمة هذه المرة مقتصرة على حدود دمشق، فقد زحف الإخشيديون باتجاه حلب لمهاجمة الحمداني في عقر داره، ونجحوا بفرض سيطرتهم على حلب مجبرين سيف الدولة على التراجع مع جيشه.

لكن احتلال حلب لم يدم مطولا للعديد من الأسباب، فقد كانت مصر مهددة من قبل الفاطميين آنذاك، والحفاظ على مصر كان أهم بالنسبة للإخشيديين من احتلال الشمال السوري، فضلا عن أن هذا الاحتلال سيكلفهم الكثير من الأموال وفي النهاية فإن حكم الحمداني للشمال السوري يصب في صالحهم لأنه يشكل حصنا أول للدفاع عن البلاد ضد الهجمات البيزنطية.

لذلك قرر الإخشيديون إعلان هدنة مجددا مع الحمداني يعترفون من خلالها بسيطرته على الشمال السوري لكنهم في المقابل توقفوا عن دفع الجزية له.

ورغم من أن سيف الدولة الحمداني لم يتمكن من السيطرة على دمشق كما كان يحلم دائما فإن مملكته امتدت على نطاق واسع شملت حلب وحمص وما حولهما حتى حدود طرطوس وقنسرين ومعظم ديار بكر وديار مضر في الجهة الغربية من الجزيرة الفراتية.

مدائح سيف الدولة الحمداني

وصف أبو منصورٍ الثعالبي في كتابهِ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، سيف الدولة الحمداني قائلاً (وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرحال، وموسم الأدباء، وحلبة الشعراء، ووصفه الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء قائلاً : مقصد الوفود، وكعبة الوجود، وفارس الإسلام، وحامل لواء الجهاد، كان أديباً مليح النَظم.

وفاة سيف الدولة الحمداني

توفي سيف الدولة الحمداني في يوم الجمعة في الخامس من صُفر لعام 356 هـ، ودُفن في ميافارقين، وكان قد جمع من الغبار الذي يجمع عليه في غزواته، وصنع منه لبنةً أوصى أن توضع تحت خده في مماته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88