التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

مصعب بن عمير “صاحب اللواء” في يوم أحد

الصحابي الجليل مصعب بن عمير، ذكرته كثير من السِّيَر أنه كان أول سفير ومبعوث خاص لقائد الأمة ونبيها محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان قبل إسلامه يتنعم بثروة ومال وفير، ويلبس الحرير، ويضع أطيب العطور، وكان المدلل عند والدَيْه، وسيم الخِلقة، كريم الأخلاق، لكنه ترك كل نعيم، وجاء بقلب مفتوح ونفس صادقة، ليدخل الإسلام، ويكون من أوائل المسلمين، ومن المحفظين لكتاب الله، وناشري الرسالة العظيمة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


من هو مصعب بن عمير؟

هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي، كنيته أبو عبد الله، وُلد في الجاهلية، كان شابًّا جميلاً عطراً، حسن الكسوة، وكان أبواه ينعمانه. أسلم ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- في دار الأرقم، وكتم إسلامه، خوفاً من أمّه، وكان يختلف إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري، فأعلم أهله، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوساً إلى أن هاجر إلى الحبشة، رجع مع من هاجر إلى مكة ثانية، والتقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان مصعب بن عمير أوّل من هاجر إلى المدينة، وذلك أنَّ الأنصار كتبوا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن ابعث لنا رجلاً يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن، فبعثه -صلى الله عليه وسلم- إليهم. حينما قدم المدينة نزل على أسعد بن زرارة، وكان يأتي الأنصار في دُورهم أو قبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام.

أسلم ابن عمير سراً في دار الأرقم؛ خوفاً من قومه وأمه خناس بنت مالك بن المضرب العامرية، التي كانت تتمتع بقوة شخصية فذّة فخشيها مصعب، وقرّر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمراً، ولما علمت والدته بذلك حبسته أملاً في رده عن دينه، لكنّها واجهت إصراراً كبيراً منه على الإيمان، فقرّرت إخراجه من بيتها وحرمانه من المال.

قبل الإسلام، اشتهر مصعب بن عمير بجماله، وتأنّقه، وارتدائه أفضل الملابس وأغلاها، وتعطُّره بأجمل العطور، كما عُرِف بـ”أعطر أهل مكة”، فكان من زينة شباب قريش.

بعد إسلامه، هاجر ابن عمير إلى الحبشة عندما اشتدّ الأذى على الصحابة رضوان الله عليهم، ثم هاجر إلى المدينة المنورة إثر البيعة الأولى، إذ أرسله الرسول عليه الصلاة والسلام إليها ليُعلّم سكانها القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، ثم عاد بعد ذلك إلى مكة المكرمة مع الأنصار، وأسلم على يده سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير.

مصعب بن عمير من أعلام هذه الأمَّة، وبطل مِن أبطالها، صحابيٍّ جليل مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كان من السابقين إلى الإسلام ممن شهد بدرًا وأُحُدًا، وكان حامل اللواء فيها، وممن هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، أسلَمَ على يديه العشرات، وكان أوَّلَ سفير في الإسلام، ويقال: إنه أوَّلُ مَن صلَّى الجمعة في المدينة.

قصة اللواء

وفي غزوة أحد، حمل مصعب بن عمير لواء المسلمين، وتقدم به أثناء الغزوة، وأثناء المعركة هجم أمية بن خلف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتله، لكن مصعب بن عمير استقبل الضربة عن الرسول ليفديه، وقاتل في أرض المعركة وهو يحمل لوائه حتى ضربه قميئة الليثي الذي هاجمه وهو يحمل اللواء، وضرب يد مصعب اليمنى فقطعها؛ فأخذ اللواء باليسرى فقطعها ابن قمئة؛ فضم مصعب اللواء بعضديه إلى صدره فطعنه ابن قمئة برمح في صدره فقتله.

وقد استشهد سيدنا مصعب في العام الـ3 من الهجرة بعمر 40 عاماً، وبعد انتهاء غزوة أحد جاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها، وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة، وفقًا لما ذكرت المصادر التاريخية وكتب الأثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88