التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

مروان بن الحكم الخليفة الأموي الرابع

مروان بن الحكم  هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمه آمنة بنت علقمة بن صفوان الكنانية، ويلقب مروان بن الحكم بأبي القاسم أو أبي الحكم، وهو رابع الخلفاء الذين شهدتهم الدولة الأمويّة ولد في مكة وتوفي عن عمر 63 عاماً، نشأ مع عائلته في الحجاز الذين انتقلوا إليها في عام 683 بعد أن طردهم عبد الله بن الزبير والي المدينة في ذلك الوقت، كان فقيهاً وراوياً للحديث إذ يَعُدُهُ البعض صاحبي كونه وُلِدّ في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيلَ عنه من أوائل التابهين إذ روى عنه الكثير من التابعين الحديث.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مكانة مروان بن الحكم
لقد حظِيَ مروان بن الحكم بمنزلة رفيعة ومكانة مرموقة في حياته، فكان من سادات قُريش، وكانَ ابن عمِّه الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يُكرمُه ويُعظم من شأنه وكان من المقربين إليه فكانَ؛ مُساعده وُمستشاره، وكاتبه الخاص. وكان مروان بنك الحم قاضيًل يخشى الله ويقف عند حدوده؛ فكان يتّبع نهج الصحابي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كما عُرفتْ عنه الكياسة والفطنة ورجاحة العقل والحكمة فكان يجتمع بالصحابة الموجودين في ذلك الوقت، ليستشرهم فيما وقع من مشاكل، وكان يتلو القرآن بإتقان وروى الحديث عن أعلام الصحابة فروى عن عُمر بن الخطاب.

مروان بالحكم

قفز “مروان بن الحكم بن العاص” إلى السلطة على إثر اجتماع تاريخي لكبار بني أمية وأعيانهم، عقد في “الجابية” في [3 من ذي القعدة 64 هـ= 22 من يونيو 684م] قرروا فيه البيعة لمروان بن الحكم، وكان شيخًا كبيرًا قد تجاوز الستين، يتمتع بقسط وافر من الحكمة والذكاء وسداد الرأي، وكان شجاعًا فصيحًا يجيد قراءة القرآن، ويروي كثيرًا من الحديث عن كبار الصحابة، وبخاصة “عمر بن الخطاب“، ويعد هو رأس “بني أمية” بالشام. ووضع المجتمعون اتفاقًا تاريخيًا لتجنب أسباب الفتنة والشقاق، واشترطوا أن تكون ولاية الحكم لـ “خالد بن يزيد” من بعد “مروان”، ثم “عمرو بن سعيد بن العاص” وكان مروان قد سطع نجمه في عهد ابن عمه الخليفة “عثمان بن عفان” الذي قربه إليه، وجعله مساعدًا ومشيرًا له، وكان كاتبه ومديره، فلما قُتل عثمان كان مروان أول من طالب بدمه، ثم بايع “عليا بن أبي طالب”، فلما حدثت واقعة الجمل اعتزل الحياة السياسية، فلما آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان ولاه على “المدينة”، وكان أقوى المرشحين لاعتلاء عرش “بني أمية” بعد وفاة معاوية بن يزيد (معاوية الثاني). ومن العجيب أن مروان وأسرته كانوا قد قضوا حياتهم كلها في الحجاز، ولم ينتقلوا إلى الشام إلا في نهاية [ربيع الآخر 64 هـ= ديسمبر 683م]، أي قبيل البيعة لمروان بستة أشهر فقط‌‍‍‍!!


الخلافة الأموية

لقد حكم الأمويون والمعروفون بـ (بني أميّة) بلاد المسلمين ما يُقارب القرن من الزمن والتي بدأت، منذ أن تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان وشهد عصر الخلافة الأمويّة العديد من الملوك والحُكام الذين أحدثوا فرقاً شاسعاً في طريقة حكمهم ومنهم؛ زيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد وسليمان أبناء عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك.

نهاية أليمة
وأرسل مروان بعد عودته إلى الشام حملتين، أولاهما إلى الحجاز لقتال عبد الله بن الزبير الذي دعا لنفسه بالخلافة، وقد هُزمت تلك الحملة، أما الحملة الأخرى فسيرها للقضاء على الشيعة في الكوفة ولم تحقق شيئًا يذكر. وقرر مروان أن يجعل الخلافة لابنه “عبد الملك” من بعده بدلا من خالد بن يزيد، كما نصت اتفاقية “الجابية” التاريخية، فتزوج أم خالد (أرملة يزيد)، وأصبح دائم التحقير من شأن خالد، يكثر من سبه ويعيّره بأمه، فلما أخبر خالد أمه بذلك نقمت على مروان الذي أسفر عن حقيقة نواياه باغتصاب الخلافة من ابنها، فتحينت الفرصة للانتقام منه، وفي إحدى الليالي، بينما كان مروان مستغرقًا في نومه، وضعت أم خالد وسادة على وجهه، فلم ترفعها حتى مات. وقيل بأنها سقته لبنًا دست فيه السم، كما قيل بأنها أغرت به جواريها فخنقوه، فلما علم ابنه عبد الملك بذلك أراد قتلها، ولكن قومه نصحوه ألا يفعل حتى لا يُعيّر بأن أباه قتلته امرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88