#الصّحابيّ عثمان بن مظعون أول من #دفن في البقيع

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وقد توفي بعد غزوة أحد، فكان هو أول رجل يموت في المدينة من المهاجرين، وعندما دفن وضع الرسول -عليه الصلاة والسلام- عند رأسه حجرًا وقال: هذا قبر فرطنا، وقد كان يوصف بأنه شديد الأُدمة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو كبير اللحية عريضها، وكان من أشد الصحابة زهدًا في الدنيا وكان من فضله أن قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لابنته زينب -وفي رواية رقية- عند وفاتها: الحقي بسلفنا الصالح الخير عثمان بن مظعون، وشهادة النبي الكريم له بالخير من أعظم ما يدل على فضله ومكانته العالية.
إسلامه وهجرته:
أسلَم مع عبيدة بن الحارث وأبو عبيدة بن الجرّاح وعبد الرحمن بن عوف حين حضروا النّبي فنبّأهم بأمر الإسلام فأسلموا في نفس المقام، وكان ذلك قبل دخول النّبي دار الأرقم. حرّم عثمان بن مظعون على نفسه الخمر منذ الجاهلية قبل تحريمها وقبل حتّى دخوله الإسلام.
كان عثمان بن مظعون من المسلمين الذين كانوا قد خرجوا للحبشة، وقد بلغهم نبأ كاذب بإسلام أهل مكّة فخرجوا من الحبشة عائدين لمكّة. ولكن مع قربهم علِموا بكذب الخبر، فلم يدخل منهم إلا قليل (قيل 33 فقط) بحصانةٍ أو استخفاء وكان منهم عثمان بن مظعون بجوارٍ من الوليد بن المغيرة. ولكنّه لمّا رأى ما يلقاه إخوانه المسلمون من الأذى والضرر والتّشريد، ردّ على الوليد بن المغيرة جواره.
شهد بدرًا مع النّبي، وآخى بينه وبين أبي الهيثم بن التيهان.
عثمان بن مظعون أول من دفن في البقيع
إن أول من دفن في مقبرة البقيع من الصحابة هو الصحابيّ الجليل عثمان بن مظعون -رضي الله عنه وأرضاه-، وهو أول من توفي من المهاجرين، وقد توفي -رضي الله عنه- في شهر ذي الحجة، من السنة الثانية للهجرة النبوية، وهو من أولياء الله المتقين، والذين فازوا بأن كانت وفاتهم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد صلى عليه صلاة الجنازة.
وقيل إنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قبَّل الصحابي عثمان بن مظعون عند وفاته حتى رُأيت الدموع تسيل على وجهه، وقد روي أيضًا أن أم العلاء -رضي الله عنها- رأت له عين ماء تجري في المنام، فسألت النبي -عليه الصلاة والسلام- عنها، فقال لها بأنّ هذه العين هي أعماله الصالحة تجري له، فقد كان -رضي الله عنه- من الأغنياء، وقد تكون صدقة جارية له.