أكبر السدود في العالم

قبل الحديث عن أكبر السدود في العالم ومزاياه، لا بأس بالتعريج قليلًا على السدود وأهميّته؛ إذ تشكل السدود مصدرًا مهمًّا للمياه بالإضافة لأهميتها الكبيرة الأخرى في توليد الطاقة الكهرومائية والملاحة النهرية وغير ذلك، فهي توفر المياه الصالحة لكافة الاستخدامات كالاستخدام المنزلي والري والاستخدامات الصناعية.
فيما يلي فوائد ومزايا السدود الكبيرة والتي من أجلها تعمل الدول على بنائها والاستثمار فيها بالرغم من كلفتها الكبيرة وهي:
تنتج السدود الكهرباء بمعدل ثابت عن طريق مساعدة الطاقة الكهرومائية، وفي حال لم يكن هناك حاجة للكهرباء فيمكن إيقاف توليدها وإغلاق بوابات السد وبالتالي توفير المياه لوقت لاحق.
البحيرة المتشكلة خلف السد يمكن استخدامها لأغراض الري والزراعة والرياضات المائية، ومن الممكن أن تشكل منطقة لجذب السياح والقيام بالعديد من النشاطات فيها.
السدود صديقة للبيئة فهي تقلل من تلوث الغلاف الجوي حيث تولد الكهرباء من دون إطلاق لغازات الاحتباس الحراري.
أغلب دول العالم عملت على تشييد السدود نظرًا لأهميتها الكبير، ومن أكبر هذه السدود هي:

سد الممرات الثلاث
يُعدّ سدّ الممرّات الثلاث أكبر السُّدود في العالم من حيث كميّة الكهرباء التي يتمّ توليدها عن طريقه، فهو يُعدّ من كُبرى محطّات توليد الطاقة الكهربائيّة في العالم، وتُقدَّر كميّة الطاقة التي يُنتجها بما يُعادل كميّة الطاقة الناتجة عن 34 محطة توليد كهرباء ضخمة، وهو ما يُعادل كميّة الطاقة التي تنتج من حرق 50 مليون طنّ من الفحم، أو حرق 25 مليون طنّ من النفط الخام، ويقع سدّ الممرات الثلاث على ثالث أطول نهرٍ في العالم وهو نهر اليانغتسي في مقاطعة هوبي الصينيّة.
بُنِي سدّ الممرات الثلاث على حساب الكثير من المناطق فائقة الجمال في الصّين؛ فقد غُمر أكثر من ألف موقعٍ أثريٍّ لبنائه، كما هُدِمت حوالي مئة بلدةٍ ومُستوطنة، الأمر الذي أسفر عن إجبار ما يقارب 1.24 مليون شخصٍ على الانتقال من أماكن سكنهم لبناء هذا السدّ العظيم، وعلى الرّغم من متانة السدّ وقدرته على الصّمود أمام أقوى الزّلازل، إلّا أنّه في حالة انهياره فمن المُتوقَّع أن يودي بحياة ملايين السكان الذين يعيشون قُربه، ويُقدَّر عددهم بـ 360 مليون شخصٍ.
تنتج السدود الكهرباء بمعدل ثابت عن طريق مساعدة الطاقة الكهرومائية، وفي حال لم يكن هناك حاجة للكهرباء فيمكن إيقاف توليدها وإغلاق بوابات السد وبالتالي توفير المياه لوقت لاحق.
البحيرة المتشكلة خلف السد يمكن استخدامها لأغراض الري والزراعة والرياضات المائية، ومن الممكن أن تشكل منطقة لجذب السياح والقيام بالعديد من النشاطات فيها.

سد أكوسومبو، غانا:
ثالث أكبر سد في العالم من حيث سعة التخزين. يقع على نهر فولتا، مكونًا بذلك بحيرة تعرف باسم بحيرة فولتا والتي تبلغ مساحتها السطحية 8500 كم2 ، والتي تعتبر أكبر بحيرة في العالم.
تم بناؤه من عام 1961م إلى عام 1966م لغرض توليد الطاقة الكهربائية، ولكنه أصبح أيضًا مصدر رزق لـ 300 ألف شخص لصيدهم الأسماك من بحيرة فولتا.
سد «هوفر-The Hoover Dam – أمريكا»
يعتبر سد هوفر بأمريكا من عجائب القرن الـ20، نظرًا لضخامته وقدراته العالية على توليد الطاقة الكهربائية، وهو إلى الآن يعتبر معلما هاما في عالم بناء السدود، وتم إنجازه في عام 1936، وسمي على اسم الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت «هوفر» الذي كان له دور فعال في إنشائه، ويبلغ ارتفاعه 221 مترًا، واستخدمت كميات هائلة من الأسمنت في إنشائه، وقتل أثناء إنشائه أكثر من 100 شخص.
كما اشترك في بنائه أكثر من 16 ألف عامل، جاءوا من جميع أنحاء الولايات المتحدة التي كانت تعاني في ذلك الوقت ركودًا وأزمة اقتصادية ضخمة؛ وكان مكان إقامة السد غير مُستغل ولا يصلح للمعيشة، وتحمل العمال السكن في خيام على طول نهر «كولورادو» لمدة ثلاث سنوات في ظروف حياتية سيئة وبدون مياه شرب نظيفة.
سد كاريبا – زيمبابوي
يقع هذا السد الضخم على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي ، وهو أكبر سد من حيث سعة تخزين المياه.

يقع السد في وادي كاريبا السابة، ويخلق بحيرة كاريبا – بسعة تخزينية تبلغ 185 مليار متر مكعب من المياه ومساحة سطحية تبلغ 5580 كيلومترًا مربعًا.
بدأ بناء السد في عام 1956 واكتمل في عام 1959 ، ويوفر السد حوالي 6700 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنويًا ، والتي تولدها شركات الضفة الشمالية والجنوب في كاريبا.
في الواقع لقد جاء هذا السد بتكلفة باهظة ، مما تطلب إعادة توطين أكثر من 30.000 من أفراد قبيلة باتونكا في زامبيا وإجلاء آلاف الحيوانات البرية.
عارض بعض الأفارقة في البداية بناء السد ، ولكن لاحقًا ، تم قبول السد بسبب الطاقة الكهربائية غير المكلفة إنها تقدم صناعة النحاس المزدهرة في زامبيا.
سد دانيال جونسون – كندا
يقع هذا السد ، المعروف أيضًا باسم سد Manic 5 ، على نهر مانيكواغان ، مما أدى إلى إنشاء خزان مانيكواغان بسعة تخزين 139.8 مليار متر مكعب.

الخزان هو رابع أكبر خزان في العالم ، ويبلغ ارتفاع السد 213.9 مترًا وطوله 1310 مترًا ، وقد تم تشييده باستخدام 2.2 مليون متر مكعب من الخرسانة.
تم بناؤه من عام 1959 إلى عام 1968 بطاقة إنتاجية تبلغ 2660 ميجاوات.
في الواقع تم تسميته على اسم دانيال جونسون ، رئيس وزراء كيبيك العشرين ، الذي كان مسؤولاً عن بدء المشروع أثناء وجوده في منصبه ، الذي توفي في اليوم الذي كان من المفترض أن يترأس فيه افتتاح السد.
سد أسوان العالي
السد العالي في أسوان، الذي يقع على نهر النيل مكونًا بحيرة ناصر، يعتبر سادس أكبر سد في العالم من حيث السعة التخزينية. تبلغ السعة التخزينية لخزان سد بحيرة ناصر، 132 مليار م3. تبلغ مقدار الطاقة الكهربائية المجهزة من هذا السد 2100 ميغا واط.

سد أسوان الذي يبلغ ارتفاعه 111 م، وطوله 3830 م، وعرض قاعدته الأساسية 980 م، له استخدامات متعددة فهو يسد احتياجات الري لكل مصر والسودان، وكذلك يسيطر على الفيضانات، ويستخدم أيضًا في توليد الطاقة الكهربائية، كما أنه يساعد في تحسين الملاحة عبر نهر النيل. تبلغ سعة القناة الواحدة لتصريف المياه الفائضة 11 ألف م3 في الثانية الواحدة.
سد «قارون-Karun – إيران»
أنشئ سد قارون بإيران عام 2005 ويعتبر ثالث سد من حيث الضخامة على مستوى العالم ويفي بكافة الاحتياجات المحلية الإيرانية من الكهرباء، ويبلغ طول هذا السد 460 مترًا وارتفاعه 205 مترات، وهو سد مُتقوس أحكم بنائه بين صخور جبلين فاضطر الماء إلى المرور من ممر ضيق زاد من سرعة تدفقها، ومن شدة ضغطها، وفاعلية مساقطها، الشيء الذي زاد سِعة واستطاعة السد في توليد الكهرباء.
سد «دوورشاك- Dworshak – أمريكا»
يقع سد دوورشاك بالولايات المتحدة الأمريكية، بدأ بناؤه عام 1966 وانتهى العمل منه بعد 6 سنوات، وشغلت توربينات توليد الطاقة فيه عام 1973، ويقع في ولاية إداهو، وهو أعلى سد ذو محور مستقيم في الدول الغربية، يبلغ ارتفاعه 219 مترًا، ويبلغ طول بحيرة التخزين التي تشكلت خلف السد 80 كيلو متر.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية