استشارات قانونيةالبيت والأسرة

الفسخ القضائي والفسخ والرضائي في القانون

نظرية الفسخ استقر العمل في القانون على قاعدة عامة مفادها أن العقد شريعة المتعاقدين، وعليه متى ما اتجهت إرادة شخصين على إبرام عقد ما بينهما، ومن ثم أصبح هذا العقد نافذًا ساري المفعول، لن يستطيع أحد الطرفين فسخ العقد أو نقله أو إنهاءه إلا باتفاق الطرفين، ووفقًا لما نص عليه القانون، ولكن في ذات الوقت أجاز القانون للقاضي بناءً على طلب أحد طرفي العقد فسخه وإنهاؤه، إذا ما أخل الطرف الآخر بالتزاماته، كما وأجاز القانون لطرفي العقد الاتفاق على فسخ العقد إذا ما أخل أحد الطرفين بالتزاماته بموجب العقد المبرم، أو إذا استحال تنفيذ الالتزام لسبب أجنبي خارج عن إرادة الطرف الذي أخل بالتزامه بموجب العقد، وعليه ينشأ ما يُعرف في القانون بالفسخ.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


مفهوم الفسخ القضائي؟


إذا فشل أحد طرفي العقد في أداء الالتزامات المنصوص عليها في العقد، وكان الطرف الآخر في العقد لا يزال على استعداد تام لأداء الالتزامات المنصوص عليها في العقد، يعتبّر إنهاء العقد بمثابة عقوبة قانونيّة للطرف المتعاقد. ولذلك يُنهي الإلغاء العقد الملتزم بأطراف العقد القانوني، في حين أن إبطال اللغة هو إلغاء الحكم الأصلي، وينهي القانون العقد بآثاره السابقة والحالية والمستقبلية، ويشير إلى أن القانون يعطي العقد إنهاء قدرة الأطراف المتضررة على اللجوء إلى التعويض المناسب الخسارة التي سببها له هذا السلوك. ومثلما يرفض المستأجر دفع الإيجار في عقد الإيجار، في هذه الحالة يمنح القانون المؤجر الحق في طلب إنهاء العقد لأن الطرف الأول لم يفِِ بالالتزامات المنصوص عليها في العقد.


مفهوم الفسخ والرضائي؟

هذا إلغاء مبني على النص القانوني وهو استثناء من النوعين الأولين، لأن القانون يتطلب أحيانًا إلغاء بعض العقود القانونية ذات الطبيعة الخاصة، مثل بيع السلع وعقود الملكية المنقولة وغالبًا ما تتقلب أسعارهم وتتدهور غالبًا بمرور الوقت، أو في عقود العمل حيث يسمح القانون لأصحاب العمل بإنهاء العقود وطرد العمال الذين ارتكبوا أخطاء جسيمة دون اللجوء إلى المحكمة.

الفرق بين الفسخ القضائي والفسخ والرضائي

تشابه كل من الفسخ القضائي والفسخ الرضائي من حيث أنّ كلاهما سبب من أسباب زوال العقد وانحلال الرابطة العقدية بأثر رجعي وإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل التعاقد, ولكن هنالك العديد من الاختلافات والفروق بينهما وهي:

سبب الوجوب: الفسخ القضائي يكون بسبب عدم تنفيذ المدين لالتزاماته بخطأ منه وعليه إذا ما ألحق ضرر بالطرف الأخر وجب عليه التعويض لإصلاح ذلك الضرر الحاصل، وهنا يكون التعويض على أساس المسؤولية التقصيرية، في حين أن الفسخ الرضائي يتم فسخ العقد بحكم القانون يكون بسبب عدم تنفيذ المدين لإلتزاماته بسبب أجنبي خارج عن إرادته فلا مجال للحكم بالتعويض في هذه الحالة.

الإعذار: الفسخ القضائي يكون الإعذار فيه واجبًا، إذ على الدائن إعذار المدين وطلب تنفيذ الالتزام قبل المطالبة بالفسخ في حين أنه في حالة الفسخ الرضائي الذي يكون بحكم القانون فلا جدوى فيه من توجيه الإعذار بسبب أن تنفيذ الالتزام في هذه الحالة أصبح مستحيلًا.

سلطة القاضي: الفسخ القضائي لإنّ لقاضي المحكمة سلطة تقديرية في حالة الفسخ بالحكم به أو بعدمه، وهو بالتالي حكم منشئ للفسخ وليس كاشفًا، في حين في حالة الفسخ الرضائي ليس للقاضي أية سلطة تقديرية، فإذا ما رفع إليه ليس له إلا الحكم بفسخ العقد لاستحالة التنفيذ وهنا حكم المحكمة كاشفًا وليس منشئًا له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88