استطلاع/تحقيق/ بوليغراف / هستاق

كيف تتعلم علم الفراسة

تبين مما تقدم إمكان الاستدلال على الخُلق الباطن من الخَلق الظاهر، ونحن باسطون فيما يلي خلاصة ما وصل إليه أهل هذا الفن بأبحاثهم في دلالة كل عضو من أعضاء الوجه وغيرها على أخلاق أصحابه، ولا تتحمل تبعة ذلك إلا فيما نخصه بدليل فيسيولوجي أو تشريحي، أو نبدي رأينا فيه ونترك الحكم فيما خلا ذلك لفطنة القارئ؛ لأن البحث في هذا العلم حديث لا يزال قابلًا للنقد والتحوير، فلنبدأ بأعضاء الوجه عضوًا عضوًا، وعلى الله الاتكال.

أهمية الفراسة
توجد العديد من المزايا في التعرّف على خبايا شخصيات الآخرين دون الحاجة إلى سؤالهم، حيث إنّ المعاملات التجارية التي تتطلب مفاوضات يكون الطرف الرابح فيها هو الأكثر قدرة على الوصول إلى نقاط ضعف الآخر، وخارج إطارات العمل فإنّ التعرّف على أشخاص جدد اجتماعياً يفضّل أن يتضمّن تلك الحالة من الإدراك، حتى أنّ بعض الأشخاص يبهرون ممّن يتعرّفون عليه حديثاً بإخباره معلومات عن ذاته، وأصدرت الكثير من الكتب الحديثة المتخصّصة في لغة الجسد والتواصل، والتي تعدّ تطوراً لعلم الفراسة العربي.
طريقة تعلم علم الفراسة
يعرّف علم الفراسة أنه فن دراسة واكتشاف شخصية الفرد وطباعه من خلال ملامح الوجه أو بنية الجسم، ويعتبر الإيطالي غيمباتيستا ديلا بورتا الأب الروحي لهذا العلم، الذي اكتشف من خلال تجارب كيميائية قام فيها بتقطير جوهر المواد النقي وقارن بينها وبين جوهر الإنسان، ووجد أنه يمكن التعرف على ميزات الشخص من خلال ملاحظة تجريبية لصفاته الجسدية، وذلك في أوائل عام 1600م.
وتعتبر أفضل طريقة لتعلم علم الفراسة (physiognomy) هي تعلم طريقة التعرف على ملامح الوجه المختلفة أولًا، ثم تعلم طريقة إقامة علاقة بينها وبين سمات الشخصية ذات العلاقة.
ومن المهم لم يرغب بتعلم علم الفراسة أن يكون قادرًا على الإجابة عن عدد من الأسئلة، على سبيل المثال: كم تبلغ المسافة بين العين والحاجب؟ أو هل المسافة بين العينين كبيرة أو صغيرة مقارنة بالأصدقاء؟
كيفية تعلم الفراسة
يمكن تعلم علم الفراسة من خلال الكتب التي تتحدث عن لغة الجسد، ومن خلال القراءة في علم النفس وعلوم الاجتماع والأنثروبولوجيا، حيث تتيح المعرفة بتلك العلوم قدر كبير من إدراك الشخصية الإنسانية والفروقات بين طبائع الشعوب والصفات الأساسية في البنية والشخصية المتحكمة في الأشخاص بشكل عام، ويمكن ملاحظة المزايا الجوهرية بين الشخصيات من عدة حركات جسدية لا إرادية كالتالي:
العينين: الأشخاص الذين تتحرك نظراتهم سريعاً أثناء النقاش إلى كافة الاتجاهات هم في الغالب يحملون مشاعر سلبية تجاه محدثيهم، هذا في حالة قدرتهم على تثبيت النظر في مكان واحد أثناء الحديث، حيث إنّ البحث عن مخرج من النقاش أو الخداع في الحديث أو الضيق يظهر على العينين كمحاولة للهروب من وجود المحدّث.
السلوكيات والعادات: هناك بعض الأشخاص الذين يقومون أثناء الحديث وبشكل أوتوماتيكي بتنظيف غبار وهمي عن أنفسهم أو مسح أياديهم، هؤلاء في الغالب يشعرون بالاضطراب داخلياً وربما يعانون من مشاكل نفسية، كذلك عندما يهتم المتحدث بشرب الماء كثيراً أو التدخين فإنّها علامة واضحة على التوتر، بينما يدلّ تشبيك الذراعين أو الساقين على عدم الأمان، واتجاه الجسم أثناء الحديث إن كان للخارج فهو رغبة في الخروج من الموقف وإنهاء المناقشة.
الابتسامة والضحك: الابتسامة السريعة مع بقاء الشفاه مغلقة هي في الغالب ابتسامة مجاملة أو ابتسامة مزيفة وذلك حسب نبرة حديث الشخص، بينما تدلّ الابتسامة الواسعة على الراحة والمودة، وكثر الضحك بصوت عالٍ على الحرية وكسر الحواجز في النقاش، بينما تدلّ الضحكات التي لا صوت لها على الخجل غالباً.
تسمح لك الفراسة بقراءة الوجه ولغة الجسد مما يسهل عليك فهم من حولك والتواصل معهم، وإليك بعض من أهم النقاط التي تسمح لك بتعلم علم الفراسة:
أولًا: قراءة الوجه:
• ملاحظة بؤبؤ العين: فمثلًا يشير تقلص بؤبؤ العين إلى رؤية شيء سلبي أو غير محبب، وغالبًا ما يشير قيام الشخص بإشاحة نظره أثناء حديثك على عدم تركيزه الكبير.
• ملاحظة الشفاه: حيث تشير الشفة المزمومة إلى التوتر أو الرفض، في حين تشير الشفة المنتفخة إلى الاستهزاء وعدم الثقة.
• ملاحظة الحواجب: إذ يشير تجعدها مثلًا لاستغراب الشخص، كما يشير تقاربها وانسحابها نحو الأسفل إلى الغضب أو التركيز الشديد.
ثانيًا: فهم العواطف المختلفة وذلك من خلال الانتباه إلى بعض الأمور الأساسية في حركات الشخص، فمثلًا يشير العبوس إلى الانزعاج أو الحزن، في حين تدل العيون المتوسعة والفم المفتوح إلى التفاجؤ والاستغراب.
ثالثًا: تقييم المواقف
• قراءة التعابير الجزئية: ويصعب اكتشافها من شخص لآخر نتيجة استمرارها من 1/25 إلى 1/15 من الثانية فقط.
• فهم التعابير الدقيقة: وهي تكون أكثر دقة من سابقتها وتظهر على الشخص قبل ظهور العاطفة كرد فعل طبيعي لديه.
• مقارنة العواطف مع لغة الجسد: فمثلًا يشير ارتخاء الجسد أثناء الحديث إلى انعدام الثقة، في حين أنّ إشاحة الشخص بنظره عنك وهو يتكلم غالبًا ما يكون دليلًا على كذبه، كما أنّ نغمة الصوت الثابتة تشير إلى أنّ التعابير الظاهرة على الوجه تتوافق مع عواطف هذا الشخص الداخلية.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى