التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

أحمد عرابي وعقدان في المنفى

أحمد عرابي قائد عسكري وزعيم مصري، ولد عام 1841، وقاد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق، التي أدخلت البلاد في حرب مع فرنسا وبريطانيا، على إثرها حكم عليه بالنفي إلى سيلان (سريلانكا) عام 1890، ودخلت البلاد بعدها تحت الاحتلال البريطاني.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


ولد أحمد محمد عرابي محمد وافي محمد غنيم عبد الله الحسينى فى 31 مارس 1841م ، في قرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية، وينتهي أصل عائلته إلى الإمام الحسين، ترتيبه الثاني وسط أربعة أشقاء (محمد، عبد السميع، عبد العزيز) والده عمدة هذه القرية ،حفظ بالكتاب بعض سور القرآن، ثم عهد به والده إلى ميخائيل غطاس صراف القرية ليعلمه المسائل الكتابية والحسابية لمدة 5 سنوات، توفى والده بالكوليرا في 23 يوليو 1848م، والتحق بالأزهر عام 1849 لأربع سنوات أتم فيها حفظ القرآن كاملا وتعلم جزءا من علوم التفسير والفقه واللغة.

أصدر الخديو سعيد أمراً بتجنيد أبناء المشايخ والأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس والمصريين، فالتحق عرابى بالخدمة العسكرية برتبة “شاويش”، وترقى فيه حتى وصل إلى رتبة قائم مقام “عقيد” في 1861 وهي رتبة لم يصل أي مصري قبله إليها.

التجربة العسكرية

كانت قدرة عرابي على القراءة والكتابة والحساب سببا في انضمامه إلى فيلق المشاة الأول، غير أنه كره هذا العمل ورأى أنه لا مجال فيه للترقي، فألح كثيرا على رئيسه سليمان باشا كي يلحقه بقسم آخر في صفوف الجيش، رغم أن ذلك كان سيخفض أجره من 60 قرشا إلى 15 قرشا فحسب، لكنه أصر حتى عُيّن في الجيش برتبة شاويش.

بعدها بسنتين رقّي لرتبة ملازم ثان، ثم ملازم أول، وما لبث أن رُقّي إلى بكباشي، وهو حينئذ في 17 من عمره، وواصل الترقي حتى بلغ رتبة قائم مقام، وهو أول منصب يتولاه مصري كما قال هو نفسه في مذكراته.

وكانت لعرابي نزعة قومية مصرية، فلم يعجبه تولي الشركس للمناصب العليا في الدولة، وهو ذاته مذهب سعيد باشا الذي لازمه وجعله قدوة له.

ويذكر عرابي في مذكراته مدى تأثره بخطبة ألقاها سعيد في “قصر النيل”، وهي دعوة وطنية للنهوض بالبلاد عبر تمكين أهلها، ونبذ الاستعباد والظلم التي تعرض له المصريون في تاريخهم، لكن وفاة سعيد باشا وتولي الخديوي إسماعيل بعده، أوقفا حلم عرابي، ومعه ترقيته.

وتأثُّر عرابي بسعيد باشا بلغ حد قوله إن هذا الأخير كان يقرأ كتابا عن حياة بونابرت فأغضبه كيف دخل نابليون لمصر وقهر أهلها، فرمى الكتاب على الأرض غاضبا، وما كان من عرابي إلا أن أخذه وعكف على قراءته طوال الليل، وفي الصباح ذهب إلى سعيد وقال له إن ما جعل الفرنسيين ينتصرون هو جيشهم المنظم، وهو ما يستطيع المصريون فعله إذا أرادوا.

وخلال فترة حكم الخديوي إسماعيل، هيمن الشراكس والترك على قيادة الجيش، وطُرد عرابي بعد خلاف مع الشركسي خسرو باشا عام 1863، الذي كان رئيسا على عرابي لفترة، ووصلت المشاكل بينهما حد اتهامه خسرو بإساءة استعمال سلطته فحُبس على إثرها 21 يوما، لكن المجلس الأعلى قضى ببراءته، غير أن إصرار خسرو أبعد عرابي عن وظيفته 3 سنوات، مما زاد من سخطه على الشركس، حتى عفا عنه الخديوي إسماعيل.

حوكم عرابى ورفاقه وحُكم عليه بالنفي، وغادرت سفينة بميناء السويس فى 28 ديسمبر 1882م متجهة إلى جزيرة سيلان يرافقه إلى المنفى محمود سامى البارودى.

عاد بعد 19 عاما فى المنفى إلى السويس، في وقت تمكن الإنجليز من البلاد، لا يذكره أحد من الجيل الناشئ أو يذكر ثورته إلا بالسوء، فسكن مع أبنائه في شارع الملك الناصر، وكتب مذكراته بعنوان “كشف الستار عن سر الأسرار” وذكر فيها أنه لم يجد ما يقرب من الحقيقة عما حدث في النهضة المصرية، فكتبها تصحيحا للتاريخ وخدمة للإنسانية، أوصى أولاده أن ينشروها مهما قابلهم من عقبات، وقد ترك 4 أبناء في مصر قبل نفيه وتزوج في منفاه و أنجب 4 أبناء عادوا معه إلى مصر أما البنات فبقين هناك.

 

أصيب بمرض السرطان، واشتد عليه المرض وغاب عن الوعي لأكثر من 30 ساعة، ثم مات عرابى فقيرا فى 21 سبتمبر 1911م عن عمر 70 عاما، أبناؤه انتظروا صرف معاشه لتجهيزه ودفنه، ودُفن بالإمام الشافعي، وقد كرمته ثورة يوليو وأنشأت له متحفا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88