أبو بكر الصديق رفيق النبي في هجرته

واحد من أهم الشخصيات الإسلامية، له أوليات، منها أنه أول رجل حر أسلم، وأول الخلفاء الراشدين، ولد بمكة وكان رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجرته إلى المدينة المنورة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
كان عفيفا قبل إسلامه وتقيا بعده، وشهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كل غزواته، وحارب في خلافته مانعي الزكاة والمرتدين عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهده توسعت الدولة الإسلامية شمالا وبدأ جمع القرآن.
كان يلقَّب في الجاهليَّة بالصدِّيق، وقد كان من وُجهاء قريش وأحد أشرافهم، كما كان موكّلَاً بالدِيات، وقد ناداه الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- بهذا اللقب لكثرة تصديقه إيَّاه، فقد كان أوَّل من صدَّق النبيِّ في حادثة الإسراء والمعراج، ومن ألقابه أيضًا العتيق، فقد لقَّبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالعتيق لأنَّه كان حسن الوجه جميلاً، والعرب تقول: رجلٌ عتيق، أي: كريم، نجيب، وعتيق الوجه: كريمُه.
كانت البيئة حوله مليئةً بالفساد، ولكنَّه كان سليم الفطرة عفيفاً، لم يتأثَّر ببيئة المنكرات، فكان ذو بصيرةٍ مُدركاً أن الخمر تُذهب العقل وتخدش المروءة فما شربها في الجاهلية، ولم يسجد لصنمٍ قط، فقد رأى أن ذلك يخلُّ بالفطرة السَّليمة، ولم يقتل الأولاد خوفًا من الفقر، وكان -رضي الله عنه- يتجنَّب مجالس قومه ولهوهم وإثمهم، فلم يجتمع معهم إلَّا في الأخلاق الحميدة والفضائل.
إسلامه ودعوته
كان الصديق -رضي الله عنه- عفيفا قبل إسلامه، فكان تاجرا لم يشرب الخمر قط ولم يسجد لصنم، وهو أول رجل حر أسلم وصدق النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان ممن رأى دلائل النبوة حتى قبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع آثاره، فلما فاتحه عليه الصلاة والسلام بالدعوة أسلم من حينه، ولم يكلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- قط بشيء إلا قبله فورا.
وفرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسلام أبي بكر فرحا شديدا، وكان الصديق -رضي الله عنه- سمح الخلق، وأحبه قومه لسماحته وفضله، وأقروا بأنه أعلمهم بأنسابهم وتاريخهم، فلما أسلم حمل الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وأسلم على يد أبي بكر -رضي الله عنه- صفوة من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن أبرزهم الخليفة الراشد عثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح، وكانوا رضوان الله عليهم من الدعامات التي قام عليها صرح الدعوة إلى الإسلام.
وكانت لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أوليات سبق بها بقية الصحابة، فكان أول من أسلم وأول من جمع القرآن وأول من سماه مصحفا وأول خطيب دعا إلى الله ورسوله، كما كان أول خليفة تفرض له رعيته العطاء، وأول خليفة يتخذ بيت مال للمسلمين.
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أوَّل الخلفاء الراشدين، فقد بويع -رضي الله عنه- للخلافة في يوم وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السَّنة الحادية عشرة للهجرة، فقد اجتمع الصحابة -رضوان الله عليهم- على أحقِّية خلافة الصديق -رضي الله عنه-، ولا تجتمع الأمَّة على ضلالة، وسمِّي خليفة رسول الله، وقد كان الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- يُقدِّم الصديق إماماً للصلاة دون غيره من الصحابة؛ وذلك لفضله و مكانته في الدعوة، وقد كانت مدَّة خلافته سنتين وثلاث شهور، وهي مدةٌ قصيرةٌ لكنَّها كانت فترةً مهمةً وعظيمةً للدعوة ونشرها.
مرضه ووفاته
قالت عائشة بنت الصديق -رضي الله عنهما- إن “أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خَلَونَ من جمادى الآخرة، وكان يوما باردا، فَحُمَّ 15 يوما لا يخرج إلى الصلاة”.
ووصى أبو بكر وهو في فراش مرضه بالخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وتوفي في مرضه الذي ذكرته عائشة -رضي الله عنها- في أغسطس/آب 634 م، ودفن إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم.