تشكيل وتصويرفن و ثقافة

ريشة عبد الرحيم تعبر عن قضايا المجتمع بتقنيات رقمية

تؤمن الفنانة التشكيلية نوال عبدالرحيم أن الفن التشكيلي رسالة لها أثر عميق في مخاطبة الفئات كافة وفق المحتوى والأهداف التي يريد الفنان إيصالها، والتي غالباً ما تحاكي الواقع في طرح القضايا المجتمعية.

وترى عبدالرحيم أن الفن التشكيلي زادها شغفا وأضحى جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل حياتها وأعالمها الخاصة، الذي أحبت فيه أن تلامس يداها الفرشاة لتبحر بين الألوان المتعددة مشكلة لوحات مضامينها الإبداع برؤيتها وإحساسها. وتؤكد التشكيلية أن لديها رغبة دائمة بتطوير موهبتها، وهذا يدفعها إلى خوض العديد من التجارب باستخدام خامات متنوعة في صقل مهاراتها.

وتجد عبدالرحيم صعوبة في كيفية الوصول إلى الفكرة، لأن الوصول إليها يؤثر في عمق ترجمتها بحس فني ليس سهلاً، ويحتاج إلى دراسة عميقة حتى يتمكن الفنان من تجسيدها بشكل متقن يذهل المتلقي ويجعله يبحر بعمق في تفاصيلها ويكتشف رسالتها وأهدافها، وفق ما أكدته في حديثها لـ “الغد”، معتبرة أن الفن التشكيلي نافذتها للحياة ووطنها الذي يفيض بحياة أخرى مملوءة بالمشاعر والأحاسيس.
وترى التشكيلية في الألوان ضالتها، إذ طوعت الألوان لتخرج منها أشكالًا مختلفة، وعكست لوحاتها الرقمية الكثير من أفكارها وأحاسيسها الدفينة، هي فنانة عصامية، برزت موهبتها منذ صغر سنها، وكانت العائلة الداعم والمساند لها، حيث كانت تحفزها على تطوير موهبتها إلى أن حققت هذا النجاح.
ورغم أن عبدالرحيم حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر ودبلوم الدراسات العليا في علوم المكتبات والمعلومات، إلا أنها اختارت مهنة التعليم وعملت مدرسة لمادة الكمبيوتر لمدة أحد عشر عامًا، ووفقا لما قالته: “شرعت في تطوير ذاتي فنياً في حياتي المهنية بصورة أعمق وأشمل”، معرجة على التشجيع الذي لاقته منذ طفولتها، فكان المنبع الأول من عائلتها التي وفرت لها كافة السبل وأتاحت البيئة المناسبة لتطوير موهبتها؛ إضافة إلى دور المدرسة التي سمحت لها بالمشاركة في المسابقات والفعاليات.
واعتبرت أن دراستها في مجال علوم الكمبيوتر ساعدتها على تطوير موهبتها من خلال اكتساب الخبرة، واتسعت معارفها ورؤيتها حول التذوق الفني الذي أضحى أساسا متينا وثقافة واسعة لها.
وتعشق عبدالرحيم الألوان بمختلف أنواعها، لكن الألوان الزيتية هي الأقرب لعالمها، حيث تمكنها من خلال تجسيد لوحات تضفي لمسات سحرية لونية ذات إحساس قوي بالفرشاة يجعلها تشعر بعمق العمل والتركيز والإتقان في أدق تفاصيله.
وتؤكد عبدالرحيم أيضاً أن رسائل الفن تلامس المجتمع بتعدد مجالاته في ظل استخدام الفنانون للتقنيات الحديثة التي تختصر الجهد والوقت، وتطمح إلى أن تصنع أسلوبا متفردا يسهم بالارتقاء بالفن ونشر ثقافة الفن التشكيلي لما له من تأثير في المجتمع، منوهة إلى أن الفن لا يحتاج إلى ترجمة فهو من أهم الرسائل التي تتطلب الترويج لها عبر الألوان الفنية المختلفة، بحسبها: “أنا أحب جميع الألوان، ولكنني أستخدمها بحسب المزاج الإبداعي الذي أكون فيه، فاللون بحد ذاته تعبير عن كل حالات الفنان، الفن هو حق لكل إنسان في هذا العالم أن يعيش مطمئنا في سلام ويحقق ما يصبو إليه من رقي وازدهار”.
في السياق ذاته، تشير عبدالرحيم إلى أنها تحاول ترسيخ تلك القيم الإنسانية وكل أحاسيسها من خلال رسوماتها فهي دائمة البحث عن كل ما هو جديد، كما تواصل رحلتها الفريدة في الفن التشكيلي الرقمي وعلم الجمال.
لم يثنها عملها وأسرتها وضيق الوقت عن مواصلة فنها التشكيلي ونشر لوحات جذابة تحاول عن طريقها نشر قيم الجمال والفن الجميل، فالفن بالنسبة لها هو الحياة ومن حق كل إنسان أن يحيا حياة هادئة خالية من الصراعات ولن يتم ذلك إلا إذا ارتقى بسمو الفكر، فعلى الفنان أن يستخدم موهبته فى ترجمة هذا الإحساس.
وتتطرق عبد الرحيم في مشوارها الفني الجمالي إلى الكثير من القضايا والظواهر الاجتماعية التي تلامس هموم المجتمع، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان، وتؤكد في رسوماتها على إنسانية الحياة، لتبقى لوحاتها تعكس تاريخ شغفها وتحقيق ذاتها في مجال الفنون التشكيلية، كما تبقى الباعث الحقيقي لكل خطوة وكل نجاح، مبرهنة في ذلك أن لوحاتها تحمل العديد من القصص والحكايات التي تحاكي الجمال، والأحاسيس تمت بصور خلابة في مخيلتها وقلبها النابض منذ بداياتها الأولى التي جسدتها في صور أبهرت المتفرج، وتظل هذه اللوحات التي رسمتها تجسد جمالاً له خصوصياته ومن شأنها بذلك أن تساهم في إثراء مسار الحركة التشكيلية في المستقبل.
وتعبر الفنانة عن اعتزازها وتأكيدها أهمية اللوحة التقليدية، وأهمية تمكن الفنان التشكيلي ومواكبته للتكنولوجيا، مشيرة إلى أنها قامت باستخدام الواقع المعزز (AR) في جميع لوحاتها خلال المعرض الشخصي، وهي تقنية جديدة تتيح للفنان عمل أبعاد جديدة لربط الرسم التقليدي بالرسم بواسطة الحاسوب، وهي كما أشارت إحدى البوابات الجديدة للمستقبل.
يذكر أن الفنانة عبدالرحيم وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، لها مشاركات في معارض خارج الأردن مثل بريطانيا وكندا وأميركا وهولندا وسيرفو، والعديد من المعارض داخل الأردن، إضافة إلى سعيها الدائم لتطوير وصقل موهبتها من خلال محاولة الوصول إلى الأفضل، فهي عضو في جمعية الفنانين التشكيليين منذ العام 2010.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88