مكتبة هتون

الجريمة والعقاب للكاتب الروسي دوستويفيسكي

الجريمة والعقاب (بالروسية: Преступление и наказание) هي رواية اجتماعية نفسية واجتماعية فلسفية ضمن أدب الجريمة من تأليف الروائي الروسي فيودور دوستويفيسكي. نُشرت الرواية لأول مرة في المجلة الأدبية الرسول الروسي عام 1866 على شكل سلسلة أدبية بحلقات متسلسلة على 12 شهرا بعد سنة، نُشرِت طبعة منفصلة ومحسنة الهيكل عن إصدارات المجلة الأدبية ضمت اختصارات وتغييرات أسلوبية أدرجها المؤلف ضمن إصدار الكتاب.
تعد الرواية ثاني أطول روايات دوستويفيسكي بعد عودته من منفاه في سيبيريا وأفضل رواياته خلال فترة نضجه الأدبي، كما تصنف واحدة من أعظم الأعمال الأدبية في التاريخ.
إنه دوستويفسكي, الروائي العظيم الفريد من نوعه الذي أثر فينا ثأثيرا كبيراً, بحيث جعل من نفسه شريكاً لنا في تصرفاتنا وأفعالنا السيئة منها قبل الحسنة. لم يكن دوستويفسكي عالماً نفسياً, لكنه تمكن من الغوص إلى أعماق أعماقنا, فتعرف إلى أفكارنا, التي كثيراً ما كنا نرغب ألا يتعرف أحد إليها, فجعلنا محرجين, ليس أمام الآخرين وحسب, بل, وحتى, أمام أنفسنا.
هذا الروائي العظيم الذي مزق العذاب جسده على مدى ستين عاماً كاملة. ما عرف للطفولة معنى, ولا للشباب صبوة, وجاءت شيخوخته امتداداً لماضيه: عذاب… معاناة, أرق وقلق… إنه القدر الذي يقسو عليه لكنه يعجز عن قهره, فكان مبدعاً خلاقاً, حول آلامه إلى رجاء. إنه أشبه بحبات الحنطي تحت حجر الرحى, يطحنها لتصبح عجين خبز يسد جوع الجياع.
تشكل الرواية أطراً متشعبه في ظل السرد الروائي وتستدرج خيال القارئ الفذ لإنعاش تصوراته الذهنية والفكرية والتحليلية بالإضافة الى نسج خيوط الاحداث ووقائعها على شِباك المنظور السيكولوجي الاجتماعي، الثقافي، ومسك ختامها تنتهي في العدالة القانونية وبهذا تكتمل الصورة الروائية على جميع الأصعدة.

يجسد الكاتب شخصيه راسكولينكوف وانفعالاته وتداخلاته النفسية من خلال دوافعه لارتكاب جريمة القتل والسرقة، ويجسد الكاتب احداث الرواية ومزجها بين نمطيه الكاتب الفلسفية من جهة ومن جهة أخرى شبكها مع انفعالات النفس والحوارات الداخلية في نفسيه كل شخصيه في الرواية، وبالتحديد شخصيه راسكولينكوف
يعيد الكاتب للقارئ مرجعيته النفسية من خلال حوارات النفس الداخلية والتي يجسدها لنا في شخصيه راسكولينكوف فكيف يكون ذلك؟
من خلال الانا السفلى والانا العليا، أي ان الانا السفلى هي النفس الأمارة بالسوء العجولة في الحصول على المكاسب والطمع الاعمى، اما الانا العليا فهي الحكيمة العاقلة المتزنة والرزينة صاحبه الضمير الحي الصوت الداخلي للإنسان الواعي المدرك لذاته وهي منبع الفطرة السليمة للإنسان.
الحبكة في رواية الجريمة والعقاب
تدور أحداث حبكة الرواية حول ارتكاب جريمة قتل عجوزٌ شمطاء والتي ترمز الى الاستغلال المادي ووجودها يصبح نقمه على المجتمع الروسي لذا يعتقد راسكولينكوف انه إذا تخلص منها سيرتاح ويريح المجتمع الروسي من نقمتها فيذهب اليها عازماً على قتلها وسرقتها فينفذ ما كان يفكر به واقعياً.
بعد مرور تلك الاحداث في الرواية يتعرف راسكولينكوف على صونيا هذه الفتاه رغم صلابتها الا انها تتشابه معه في ارتكاب جريمة بحق نفسها وهي “البغاء”.
الا يستدعي خيالك عزيزي القارئ الى وجود هدف للكاتب من وجود الشخصيتان معاً! من الممكن ان يكون هدفه السيكولوجي من التقائهم هو ان المجرمون يحتاجون الى المساندة والوقوف معاً للإيجاد مفر او حلٌ للهروب او حتى الخروج من مأزقهم.
مع تراكم التعقيدات في الحبكة تأتي والدته الحنون واخته الشريفة على عجل من سفرهم اليه، اظن ان هدف الكاتب هنا هو اعاده الضمير الحي الذي فقده راسكولينكوف قبل وبعد ارتكابه للجريمة. ربما كان هدف الكاتب من حضور عائلته هو الارتجاع عن فعلته بمقارنه تصرفات الشرف الموجودة في اخته واكتساب الردع بتصرفات امه الحنون ذات القلب الرقيق.
ومع تزامن الاحداث وبلوغها الذروة. كانت صونيا على أهبه الاستعداد لان تكون المنقذ لراسكولينكوف واخراجه من حالته المستنفرة الامر الذي جعله يقع في حبها.
وهكذا في النهاية تتحقق العدالة القانونية والعدالة النفسية واستيعاد راسكولينكوف كينونته بعد معاناته النفسية التي دامت السنة والنصف.
يمكنك تحميل الكتاب من هنا
نبذة عن المولف:
هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. وهو واحدٌ من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. رواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية.
بدأ دوستويفسكي بالكتابة في العشرينيّات من عُمره، وروايته الأولى المساكين نُشِرت عام 1846 بعمر الـ25. وأكثر أعماله شُهرة هي الإخوة كارامازوف، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين. وأعمالُه الكامِلة تضم 11 رواية طويلة، و 3 روايات قصيرة، و 17 قصة قصيرة، وعدداً من الأعمال والمقالات الأخرى. العديدُ من النُقّاد اعتبروه أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي حول العالم. وهو أحد مؤسسي المذهب الوجودي حيث تُعتبر روايته القصيرة الإنسان الصرصار أولى الأعمال في هذا التيّار.
ولِد دوستويفسكي في موسكو عام 1821، وبدأ قراءته الأدبية في عُمرٍ مُبكّر من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير من كُتّاب روس وأجانب. توفّيت والدته عام 1837 عندما كان عُمره 15 سنة.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88