
هادرًا يقطعُ أبعادَ المدى،
صوتًا وليدًا من ألمْ.
ساحرًا يخترقُ العينَ،
سواديًّا نجيعيًّا سؤالًا، قلْ:كُتِمْ.
يكملُ الحرفَ اقتناصًا من جحودٍ،
يزرعُ الحلْمَ على أغلفةٍ،
ينجبُ أطفالَ العدمْ.
آدميًّا مبحرًا في زمنِ الفجوةِ والطمْسِ،
فريدًا يعشقُ الكلَّ،
وكلُّ الجزءِ أفراخُ زعافٍ في قلمْ.
صاحبَ التسعينَ موتًا، مستحيلًا كأبي،
منقلبًا في ذاتِهِ السفلى بريئًا،
مستريحًا يفصلُ الأصوات َدهرًا
عن شجونٍ في نغمْ.
باردًا كامرأةٍ زنجيةٍ في الموتِ،
نارًا في بحيراتِ دماءٍ،
شاردًا بين حبيباتٍ،
شبيهًا لذواتٍ فارقًا عنّا بدمْ.
ساكنًا بين ضجيجِ الروحِ،
معروفًا لكلِّ الناسِ،
مصفوفًا على شكْلِ الرقمْ.
يسكنُ الجذرَ كملحٍ،
مفرغًا أسئلةَ الجوع على سنبلةٍ،
يقطنُها الخبزُ المغطّى برجاءٍ،
فمُهُ جندبةٌ تسعى وراءَ الدفقِ والوحْلِ،
صباحًا لاهثًا في موقدِ الإنجابِ،
نزعًا يلتوي في رحمٍ، إجهاضُهُ لم يحتدمْ.
صاخبًا في فوهةٍ،
من أنا؟
رمزٌ هاربٌ من ذاتِهِ،
من أمنياتِ الفجرِ، أقتاتُ الندمْ.
من أنا؟!
يا مستغيثًا،
يا وضيعًا في ثيابِ المحترمْ.
واقفًا فوق عصاراتِ الرحمْ.
الشاعر/ أحمد جنيدو