كيفية أداء مناسك الحج

إنّ الحجّ هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد أمر الله عباده المسلمين المستطيعين بأداء فريضة الحج في قوله تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلًا “، وجاءت السنة النبوية لتوضح كيفية أداء مناسك الحج وفضل الحج العمرة فقال صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. وتعميما للفائدة نرصد في هذا التقرير مختصر كيفية الحج والعمرة وبطريقة سهلة ومبسطة.
قال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته أمه”. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: «أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور“. وفيما يلي هذا مختصر كيفية الحج والعمرة:
كيفية أداء مناسك الحج خطوة بخطوة:
1- الإحرام
الإحرام يقصد به أن ينوي الحاج الإحرام -الدخول في نسك الحج- بِقَلبِهِ، مستحضرًا النية لذلك، وسبب تسميته بالإحرام لأن الحاج بمجرّد الدخول فيه يحرّم عليه أمورًا كانت محللة له، وقد تعددت آراء الفقهاء في حكم التلبية عند الإحرام بين الاستحباب والفرضيّة، والمشهور عند جمهور العلماء القول باستحبابها.
الميقات الزماني والمكاني للحج
للحاج أن يحرم في أشهر الحج، وهي: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وأعمال الحج تكون في الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة وهذا هو الميقات الزماني للإحرام، وفي ما يتعلق بالميقات المكاني للإحرام فهي بحسب البلد كالآتي:
ميقات أهل المدينة: ذو الحليفة وميقات أهل اليمن: السعديّة وميقات أهل مصر والشام والمغرب: الجحفة.
2ـ دخول مكة والطواف
وبعد الإحرام الذي يعد أول مناسك الحج، تأتي خطوة دخول مكة، إذا دخل الحاجُّ مكة بادر إلى المسجد الحرام، ويبدأ نسكه بالطواف والسعي، وهما للمتمتع وللقارن طواف العمرة، وللمفرد طواف القدوم.
3ـ السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج
ثم يسعى المُتَمَتِّع والقارن لعمرتهما بين الصفا والمروة ضمن مناسك الحج بالتفصيل، ويجوز للمُفْرِد والقارن السعي مبكرًا بنيّة سعي الحج فيسقط عنهما السعي بعد طواف الحج ويكون ذلك كافيًا للقارن عن سعي عمرته.
ثُمَّ يتحلَّل المتمتع من العمرة، ويبقى القارن والمفرد على إحرامهما.
4ـ يوم التروية في مناسك الحج بالتفصيل
إذا كان يوم التروية يُحْرِم المتمتع بالحجّ منْ داخل مكة، وَيُسَنُّ للحاج أنْ ينطلق إلى منى، ويُصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا للرباعية فقط بلا جمع، ثُمَّ يُصَلي الفجر يوم عرفة.
5ـ الوقوف بعرفة
وعلى الرغم من أن الوقوف بعرفة يأتي خامسًا عند ذكر مناسك الحج بالترتيب إلا أنه أول ركنٌ من أركان الحج ولا يكتمل الحج إلّا به، وذلك باتّفاق الأئمّة الأربعة، فقد ثبتت ركنيّته بالسنّة والإجماع.
شرطا الوقوف بعرفة
1- الوقت: ويوافق اليوم التاسع من ذي الحجّة وليلة العاشر من ذي الحجّة إلى طلوع الفجر، فمن فاته يوم عرفة أو تأخّر عنه فقد فاته الحج، واتفق العلماء في أنّ طلوع فجر يوم النحر هو وقت انتهاء الوقوف بعرفة، إلّا أن الآراء تعددت في أول وقت الوقوف بعرفة.
سنن الوقوف في يوم عرفة
من السنن المستحبّة في يوم عرفة ما يأتي:
ا- الاغتسال: عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ، لِمَا سُئِل عَنِ الْغُسْل قَال: “يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ”.
ب- خطبة عرفة: وتكون بعد الزوال، وهي خطبتان يُفصل بينهما جلسة خفيفة.
ج- الجمع بين الصلاتين: وتكون بين صلاة الظهر والعصر في وقت الظهر.
د- التعجيل في الوقوف: فإذا ما جمع الحاج صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر، يسنّ له تعجيل المسير إلى الموقف.
هـ- الإفاضة بعد الغروب: فاذا غربت شمس عرفة أفاض الناس والإمام، فمن وجد فرجة فليسرع في المشي.
و- الإكثار من أعمال الخير: بأن يُكثر الحاج من العبادات، والأذكار، وقراءة القرآن، والدعاء.
6ـ المبيت بالمزدلفة ورمى جمرة العقبة
وإن كان المبيت بمزدلفة ويمشى الحاج إلى مزدلفة في سكينة ووقار، ويسرع إذا ما وجد فرجة، وذهب جمهور إلى جواز تأخير صلاتيّ المغرب والعشاء لأدائهما في مزدلفة، وقيل إن ترك الحاج المبيت بمزدلفة صحّ حجّه، لكن عليه دم أي ذبح الهدى. وإن حضر مزدلفة في النصف الثاني من الليل وأقام فيها قلّت المدة أو كثرت حصل المبيت.
7ـ طواف الوداع
وتأتي آخر خطوة في مناسك الحج وهي طواف الوداع، «ثم يطوفُ طواف الوداع وهو سنّة عند المالكية، ويكون هذا آخر عهده بالبيت، وتنتهي بذلك مناسكالحج، والله سبحانه وتعالى أعلم».
محظورات الإحرام :
من أحرم بالحج أو العمرة، يحرم عليه إتيان شيء مما يلى :
النكاح وما يتعلق به مما بين الزوج والزوجة .
لبس المخيط من الثياب ً
تغطية الرأس
إذا لم يجد المحرم نعلاً جاز له أن يلبس في قدميه أي شيء ، على ألا يصل الحذاء إلى الكعبين
التعرض لصيد البر الوحشي ، أو لشجر الحرم وعشبه الرطب بقطع شيء منه بقصد الإتلاف (ولا شيء في قطع العشب اليابس ) ، وكذا ما يزرع للانتفاع به كالحبوب والخضروات ، وما يؤخذ للتداوي أو الانتفاع به في المباني ونحوها
الحلق والتقصير والتطيب وتقليم الأظافر ولا حرج في غسل الرأس والبدن بالماء واستخدام صابون خال من الرائحة الطيبة.
في حال مخالفة تلك المحرمات يجب على الحاج الفدية حسب نوع المخالفة ، إلا النكاح وما تعلق به فهو يبطل الحج.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية