نَـسِـيـتُ وَكَـانَ نِـسـيَانِي مُحَالا.
نَـسِـيـتُ بِـذَلِـكَ الـنِّـسـيَـانِ حَالا.
بِـكُـلِّ تَـنَـفُّــــــسٍ كَـانَـتْ هَـوَاءً
وكُـلِّ تَـفَـكُّــــرٍ كَـانَـتْ خَـيَـــالا.
وكُـلِّ تَـحَـرُّكٍ كَـانَـتْ وُجُـــودًا
وكُـلِّ تَـلَـفُّـظٍ كَـانَـتْ سُـــــــؤَالا.
يَـهِـيـمُ بِـطَـرفِـهَـا الأخَّـاذ قَـلبِي
تَنَاسَى الحَظُّ مِنْ طَرفٍ وِصَالَا.
أُدَوِّنُ سِـحرَها أَنسَـى سُطُورِي
تَـجُـوبُ الـعَـالَـمَ الثَّـانِي ضَلَالَا.
تَـرَكـتُ وَرَاءَ أُمـنِـيَـتِـي خَـرَابًا
ومِنْ بَـيـنِ الخَـرَابِ بَـدَتْ جَمَالَا.
يَـقِـيـنِـي مُـرهَــقٌ يَـا ذِكـرَيَـــاتِـي
رَسَمتَ الوَصلَ في الوصلِ اسـتَحَالا.
أُرِيـدُ الـنَّـومَ ســــيِّـدَتِـي قَـلِـيـلًا
أَرِيـحِـيـنِـي فَـسِــــرِّي لَـنْ يُـقَالا.
أُحِـبُّـكِ فَـاعـتُـقِـيـنِـي لَـو ثَوَانٍ
فَـحُـبُّـكِ مُـتـعِـبٌ صَــارَ احتِلَالا.
حَـفَـرْتُ عَلَى جِدَارِ اللَيلِ حُلمًا
فَـأَقـبَـلَ صُـبـحُـكِ التَّـالِـي زوالا.
أُطَـارِدُ طَيفَكِ المَسكُونَ رُوحِي
فَـأَلـتَـقِـطُ الـمَـشَـاعِـرَ والجـدالا.
أَنَـا المَـنـسِــيُّ والنَّـاسِـي تَعَالِي
فَـجُـرحُ تَـحَـطُّـمِـي فِـيـنَا تَعَـالى
فَـأَنـتِ حَـقِـيـقَـتِـي حِينَ افـتَرَقنَا
يَـصِـيـرُ الـمُـلـتَـقَـى أَمَـلاً مُـنالا.
مَـلَاكِـي حَـارِسِـي أَنتِ انتِمَائِي
وَ نُـبـلُ تَـصُـوُّفِـي زَادَ امـتِـثَـالَا.
وُجُودِي عَالَمِي وَطَنِي مَصِيرِي
سِـوَاءَ نَسِيتُ لَا أَنسَى الخِصَالَا.
أُعَـاتِـبُـهَـا بِـدَمـعِ الـعَـيـنِ بَـثّـاً
تَـئِـنُّ كَـطَـعـنَـةٍ حَـزَمَـتْ مُـغَالا.
يُـحَـرِّرُ بَـحَّـةَ الـنَّـايَـاتِ حُـزنِي
لِأنِّـي أُنـشِـــدُ الـحُـبَّ اكـتِـمَـالَا.
تُـرَاشِـقُـنَـا الـتَّـفَـاسِـيـرُ اعتِرَافاً
قُـيُـودُ الـحُـزنِ تُـبـقِـينَا انفِصَالا.
حَـمَـلتُ الآهَ فِي صَدرِي طَوِيلًا
وبَـعـدَ زَفِـيـرِهَـا الثَّانِي اسـتَمَالَا.
رَسَـمـتُ عُيُونَهَا السَّـودَاءَ فَجرًا
أَضَـعـتُ الـنُّـورَ أَلقَـاهَـا مُحَالَا.
نَـسِـيـتُ وَكَـمْ تَنَاسَـى فَوضَوِيٌّ
وَ بَـعـثَـرَ فِي جَـوَارِحِـهِ ابـتِـهَالا.
وعَـادَ يُـعَـاتِـبُ الأيَّـامَ ظُـلمًـا
فَـأَردَى عُـمـرَهُ يَـرجُـو اعتِدَالا.
نَـسِـيـتُ وَلَـعـنَـةُ النِّـسـيَانِ رَجعٌ
يُـقَـلِّـبُ صَـفـحَـةَ الذِّكرَى احتِفَالا.
يُـرَصُّـعُ فِي الخَـيَـالِ أَنِـينَ رُوحٍ
فَـيَـصـدَحُ بِـالـمَـحَـبَّـةِ إِنْ يَـنَـالَا.
الشاعر/ أحمد جنيدو
من ديوان “إنها حقًّا”