مكتبة هتون

كتاب إحياء علوم الدين

مؤلف الكتاب الإمام الفيلسوف السلفي الصوفي محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي، المتوفى سنة 505هـ. شغل الدنيا بأفكاره وكتاباته وتعارضت آراء الناس فيه بين “العلم” و”الادعاء” والصوفية والسلفية، ويظل كتابه “إحياء علوم الدين” أكثر هذه الكتب إثارة لهذا الدجل، فقد مدحه قوم حتى غلو في مدحه وقالوا: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء، وذمه قوم حتى أفتوا بحرقه ومنعه.
كتاب إحياء علوم الدين، من الكتب الجامعة والشاملة لعدة مجالات فهو يجمع بين الأخلاق والتربية وأيضا التصوف والعقيدة وكذلك الفقه، بالإضافة إلى أنه من الكتب التي تشتهر بالنفع والبركة بين العلماء والمشايخ وأهل البركة، حيث يشتمل على الحقيقة والطريقة، ويكشف عن الغوامض.
وقام الغزالي رحمة الله عليه برتيبه على “مقدمة- ومقصد- وخاتمة”، حيث يقصد بالمقدمة في عنوان الكتاب، والمقصد في فضائله، والخاتمة في ترجمة المصنف رضي الله عنه، وتفسيره لطريقة الترتيب المتبعة في كتاب إحياء علوم الدين كالآتي حيث يذكر الغزالي انه يعلم جيدا طرق العبد التي يتقرب بها إلى ربه حيث تنقسم إلى قسمان قسم ظاهري، وقسم باطني، فالقسم الظاهري ينقسم إلى معالمة العبد مع ربه، وعلى الجانب الآخر معاملة العبد مع الخلق، والقسم الباطني يرتكز على قسمين أيضا، الصفات المذمومة والتي يحب تزكية القلب عنها، والصفات المحمودة التي يجب تحلية القلب بها.
ويشتمل على كتب آداب الأكل والنكاح، وأحكام الكسب والحلال والحرام والصحبة والمعاشرة مع الخلق، والعزلة، وآداب السفر والسماع والوجد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآداب المعيشة وأخلاق النبوة. ثم ربع المهلكات ويتضمن كتب شرح عجائب القلب ورياضة النفس وآفات شهوتي البطن والفرج، وآفات اللسان والغضب والحقد والحسد وذم الدنيا وذم المال والبخل، وذم الجاه والرياء والكبر والعجب والغرور. ويختتم بربع المنجيات وفيه كتب التوية والصبر والشكر والخوف والرجاء والفقر والزهد والتوحيد والتوكل، والمحبة والشوق والأنس والرضا، والنية والصدق والإخلاص والمراقبة والمحاسبة والتفكر وذكر الموت. ويذكر في كل ربع من الخفايا والآداب والأسرار ما لا يستغني عنه مسلم يطلب الكشف عن مناهج الأئمة المتقدمين ويوضح العلوم النافعة عند النبيين والسلف الصالحين.

سبب تأليفه:
وجد الغزالي انحرافًا كبيرًا في العلم والفقه الإسلامي في عصره، وذكر هذا في مقدمته، فرأى من واجبه أن يبين وجه الصواب في هذه القضية، وقد أوضح ذلك بقوله «رأيت الاشتغال بتحرير هذا الكتاب مهماً إحياءً لعلوم الدين وكشفاً عن مناهج الأئمة المتقدمين وإيضاحاً لمباهي العلوم النافعة عند التبيين والسلف الصالحين» فاستخدم تعبير «إحياء علوم الدين» بما يحمله المفهوم من محاولة لوضع الأسس المنهجية والعلمية للمعرفة الإسلامية. والغاية المطلوبة التي يسعى إليها هي الحث على قرن العلم بالعمل، وتخليص العمل من الشوائب ليتحقق فيه الإخلاص الذي هو الغاية المطلوبة.
تقاسيمه
اتسع الغزالي في تنظيم الإحياء على طريقة فريدة لم يسبق إليها، فقد قسم كله إلى أربعة أرباع. الربع الأول: العبادات، الربع الثاني: العادات، الربع الثالث: المهلكات، الربع الرابع: المنجيات.
ثم قسم كل ربع من هذه الأرباع إلى عشرة كتب، وكل كتاب مقسم إلى أبواب، تكبر وتصغر حسب الموضوع، والأبواب محتوية على فصول تطول وتقصر أيضًا.
يمكنك تحميل الكتاب من هنا

نبذة عن المؤلف:
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري، يُكنّى بأبي حامد لولد له مات صغيراً.
ويُعرَف بـ “الغزّالي” نسبة إلى صناعة الغزل، حيث كان أبوه يعمل في تلك الصناعة، ويُنسب أيضاً إلى “الغَزَالي” نسبة إلى بلدة غزالة وهي قرية في طوس.
ولد الغزّالي عام 450هـ الموافق 1058م في “الطابران” من قصبة طوس، وهي أحد قسمي طوس، وقيل بأنّه وُلد عام 451 هـ الموافق 1059م، وقد كانت أسرته فقيرة الحال، إذ كان أباه يعمل في غزل الصوف وبيعه في طوس، ولم يكن له أبناء غيرَ أبي حامد، وأخيه أحمد والذي كان يصغره سنّاً.
كثرت تأليفات الغزّالي خلال مدة حياته البالغة خمس وخمسين سنة في مختلف صنوف العلم، حتى قيل إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم كتاب وبسبب شهرة الغزالي وتصانيفه، نُسبت إليه الكثير من الكتب والرسائل، منها:
• (إحياء علوم الدين) أربع مجلدات
• (تهافت الفلاسفة)
• (الاقتصاد في الاعتقاد)
• (محك النظر)
• (معارج القدس في أحوال النفس)
• (الفرق بين الصالح وغير الصالح)
• (مقاصد الفلاسفة)
• (المضنون به على غير أهله) وفي نسبته إليه كلام
• (الوقف والابتداء) في التفسير
• (البسيط) في الفقه.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى