منحوتات مذهلة للكندية ديبرا تحكي قصص المحيط المنسية
يظل المحيط بفضاءاته اللامتناهية، وغموضه الجاذب العميق، وخلوده الآسر السحيق، وأمواجه الرتيبة المتواترة، وتلك العتيدة العاتية التي تؤتي على الأخضر واليابس بلا ألم ولا وجل موضع إلهام لا ينتهي للنحاتة الكندية ديبرا بيرنييه والتي حكت وما زالت تحكي لجمهورها ومتابعيها مئات القصص المدهشة من قصص المحيط المنسية في منحوتات مذهلة من خامات البيئة نحتتها يد الطبيعة الفطرية وصاغتها أنامل ديبرا الملهمة الذكية.
• مغرمة بالطبيعة منذ الطفولة
بحسب موقع streetartutopia.com، كانت ديبرا مغرمة بالشاطئ والطبيعة منذ الطفولة ولا تزال سعيدة وشاكرة لأنها قادرة على مشاركة هذا الحب وصياغته بمختلف الأطر عبر فنها مع الناس.
تقول لـ streetartutopia.com “لا تزال الفتاة الصغيرة في داخلي مفتونة بالأشكال الخشبية، والشمس المتلألئة على مياه المحيط، يجذبني صفاء نفسه، ونقاء سريرته، واتساع فضاءاته، وروعة مخلوقاته المقيمة بداخله والمتجولة على شواطئه، والمهاجرة المتنقلة على حوافه، وتأخذني الأحجار الملساء والرمادية الناعمة، والأعشاب البحرية المالحة لعوالم أخرى من الروعة والإلهام، فهذه البساطة الفطرية المبدعة الامتناهية تجلب لي المزيد من السعادة أكثر من أي شئ آخر بالحياة تكبله تعقيدات وترتيبات وقواعد وتنظيمات ونسب وتوازنات كلاسيكية صناعية وضع أصولها الإنسان وسطر قواعدها الأوائل، وكبّل فطرتها المذاهب والمدارس . آمل أن أظل حرة، وأشارك حريتي مع الآخرين.”
• فنانة استثنائية تدمج الإنسان بروح الطبيعة
ديبرا بيرنييه فنانة استثنائية من فيكتوريا، كندا. تستخدم مواد طبيعية، مثل الأخشاب الطافية والطين والأصداف لإنشاء منحوتات ساحرة. تمثل هذه القطع المعقدة روح الطبيعة وتحولاتها، والتي ينتج عنها اندماج الإنسان مع المادة الطبيعية التي شكلتها البيئة بتقلباتها القاسية أو بهدهدتها الرقيقة المتواصلة، فتتحول قطع الخشب الطافي التي يلقيها المحيط بطول ذراعيه على الشاطئ إلى منحوتات خيالية مذهلة تفيض حياة وغموضًا، تشبه أرواح الطبيعة.
• منحوتات أنشاتها مداعبات الأمواج والرياح
لم تبتعد ديبرا أبدًا عن المواد الطبيعية البحرية كخامات أصيلة لعمل منحوتات مدهشة مثل الأخشاب الطافية والأصداف والطين، حيث ظلت البيئة والطبيعة هي الوحي والإلهام والضوء الذي تستمد منه ديبرا روح وقصص منحوتاتها التي تحكيها في كل مرة والتي توشي بكثير من أسرار وخفايا المحيط، فتميط اللثام عن غموضه، وتفك عُرى عقده وتعقيداته بطريقتها الفنية المتمكنة وأدواتها التشكيلية المتخصصة وإحساسها المبدع المتدفق، فالأخاديد والحفر والكسور في قطعة من الأخشاب الطافية تعًد أعمال فنية صغيرة تم إنشاؤها بواسطة الطبيعة، وتكون نقاط انطلاق ملهمة لأعمالها الفنية السحرية.
تقول: “عندما أعمل مع الأخشاب الطافية، لا أبدأ أبدًا بلوحة بيضاء. كل قطعة من الأخشاب الطافية عبارة عن منحوتة تم إنشاؤها بواسطة مداعبات الأمواج والرياح “.
“تروي كل قطعة من الخشب قصة، فأحاول التفكير وسبر أغوار رحلة هذه القطعة وما تعرضت له حتى وصلت إلي، ولفتت انتباهي لكي أحملها في يدي، واجعلها تفتح مخزون أسرارها وتقص حكاياتها عندما أعيد صياغتها، فأمد أو أقصر المنحنيات والخطوط الموجودة بالفعل في الأشكال المألوفة للحيوانات أو وجوه الناس.”
تتحول قطع الأخشاب الطافية من خلال أصابع ديبرا المتمكنة لمنحوتات بأشكال بشرية وحيوانية ومنحوتات أخرى ذات روح صوفية خالدة. مستوحاة من حبها لما هو مقدس في العالم، الأطفال والحيوانات والطبيعة. حيث يُعد عمل بيرنييه ما هو إلا احتفاء بالعالم الطبيعي بكافة صوره وعلاقة البشر به.
تقول عبر حسابها الرسمي عبر الفيس بوك: “القطع النهائية ليست انعكاسًا لحياتي وعائلتي وأطفالي فحسب، بل إنها تعكس ارتباطًا أبديًا ومقدسًا نتشاركه جميعًا مع الطبيعة”.
وتضيف: “أتمنى أن أريكم ما أشعر به عندما أكون وحيدة أمام المحيط أو في الظلام ، حيث الضوء المذهل لكيانك يملأ الأجواء ويرشدك لعوالم من الإبداع”
“نحتاج جميعًا بحاجة إلى تذكير الضوء الذي نحمله في داخلنا، فالنغمات الزرقاء مثلًا تمثل عالم أحلامنا الداخلي. روحنا هي النور الذهبي في الوسط ، الذي يضيء في أيامنا المظلمة ، مثل النجوم في سماء الليل.”