معرض فني للفنانة التشكيلية مها الداية.. بعنوان ” ليس مجرد ركام “
“ليس مجرد ركام”، عنوان معرض فني للفلسطينية مها الداية في غزة، والتي أعادت تشكيل مجموعة من الصور الفوتوغرافية في إبّان الحروب الإسرائيلية على القطاع.
19 لوحة تشكيلية، بألوان زيتية على كانفاس، حاورت التشكيلية الفلسطينية مها الداية (1976)، من خلالها، مجموعة من الصور الفوتوغرافية، التي التُقطت في إبّان الحروب الإسرائيلية المتوالية على قطاع غزة، وأعادت تشكيلها بكل التفاصيل الممكنة، لتظهر بكل حلتها في معرض فني بعنوان “ليس مجرد ركام”.
وجاء المعرض للتعبير، ولو بالقدر القليل، عن الفاجعة التي ألمت بسكان المباني التي تعرضت للقصف الهمجي، ومسحت بذلك كل الذكريات التي ضمت الأمكنة.
المعرض، الذي انطلق في منتصف تموز/يوليو الماضي، من دون أي دعم مادي من أي جهة، استضافه “ملتقى شبابيك الفني” بحضور المهتمين بالفنون وصحافيين وإعلاميين، قاموا بتغطية وقائع المعرض.
تألقت الداية، وهي المقلة في أعمالها الفردية، بثوب فلسطيني مطرز، وأخذت تشرح للزوار هدفها في إلقاء الضوء على المباني المهدمة، وتأثير الحدث المتواصل في أهالي القطاع المحاصر، وما يحدث من سلب الأمان المعيشي من الناس، ومحاولة منعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.
نجحت الداية في جعل الصور الفوتوغرافية أكثر قرباً من النفس، وأكثر قدرة على ملامسة أوجاع الناس. فالحدث فاجعة متكررة. أما اللون الرمادي، الذي يسيطر على معظم لوحاتها، فمدخل لجعل الزائر يقف أمام عمل يعكس واقعاً مؤلماً.
مها الداية، الفنانة التي تمكنت من الالتحاق بالإقامة الفنية في مدينة الفنون مطلع عام 2012، قالت: “هذه هي المرة الأولى التي أتناول فيها موضوع الحرب في أعمالي. غالباً ما كنت أعاني نوبات اكتئاب شديد، لأنه لا يمكنني فعل شيء”، لكن في أثناء عدوان عام 2021، تمكنت من التقاط الفكرة، وقررت المضي في تجسيدها بمساعدة عدد من المصورين الصحافيين الغزيين”.
وأضافت الداية، في حديثها عن المعرض: “سعيدة بمعرضي، وهو جاء بالصدفة لدى زيارة شريف سرحان، مسؤول “ملتقى شبابيك الفني”. وهو الذي عرض فكرة إتاحة هذه الفرصة لترى لوحاتي النور”.
وتنطلق الداية من مسؤولياتها المجتمعية والوطنية، وترى أن من الضروري أن يساهم كل شخص في عكس الواقع المرير، الذي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني، من جراء الاحتلال وممارساته العدوانية المتواصلة، واختارت التعبير عن تلك الممارسات عبر ريشتها وألوانها ولوحاتها التشكيلية.
أما بشأن دور الفن في حياة الداية وزوجها الفنان التشكيلي أيمن عيسى، فقالت إن “الفن هو الينبوع الذي يمكننا من خلاله التخلص من كميات كبيرة من الاكتئاب والكبت والألم والمشكلات الحياتية، وله دوره في التخفيف من آلام الشعوب”.
يُذكَر أن الداية أقامت قبل ذلك معرضين، هما ” الأرض”، و”أماكن”.