مكتبة هتون

رواية الأخوه كارامازوف للكاتب دوستويفسكي

هي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي وعموماً تعتبر تتويجاً لأعماله. أمضى دوستويفسكي قرابة عامين في كتابة الإخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة الرسول الروسي وأنجزها في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1880. كان دوستويفسكي ينوي أن يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث أن فارق الحياة بعد أقل من أربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف.

وفي أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي».

عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين.

فكل شخصية من شخصيات هذه الرواية يمثل نزعة بشرية وإنسانية معينة إما أن تكون تلك النزعة في الخير أو في الشر ولهذا فإن هذه الرواية تتمحور حول الأنسان بصورة عامة ليضع الكاتب من خلال شخصيات الرواية قوالب وسمات بشرية موجودة في كل زمان ومكان.

ونظرًا لاختلاف طباع البشر وتفاوت سماتهم فإن شخصيات الرواية تتفاوت فيما بينها في الطباع والسلوك، ونتيجة تفاعل هذه الشخصيات قريبة النسب بعيدة الميول والطباع نتجت ملحمة الإخوة كارامازوف التي تكشف عن الكثير من السمات المتأصلة في أفراد هذه البشرية.

الأسلوب والسرد

قامت الرواية على وجود راوٍ مجهول الشخصية، حيث إنّنا لا نعرف عنه سوى أنّه من سكان البلدة، وعلى دراية كافية بالإخوة كارامازوف؛ حيث إنّ هذا الراوي قادر على تحليل شخصيات الإخوة، ووصفها بعمق ودقة، ويختفي أحيانًا عن أذهاننا فلا نعود ننتبه لوجوده بالأساس، وذلك عندما تحتدم الأحداث في الرواية، وتتصدر الدراما المشهد.

يُعتبر الأسلوب السردي الذي يتبعه ديستويفسكي “متعدد الأصوات”؛ حيث إنّه يُعطي الشخصيات فرصة التحدث والتعبير عن أنفسهم، إلّا أنّ الراوي يبقى يتدخل لإبداء رأيه في الأحداث، ويبقى يجمع الأحداث المبعثرة، ويفك تعقيد الأمور المعقدة ويحاول فهمها، وذلك إيحاء للقارئ بأن يبذل نفس المجهود في محاولة لملمت الأحداث وفهمها بعمق، وحل عقدها.

ويتميز فيودور دوستويفسكي بالأسلوب الفلسفي الفريد من نوعة، حيث يستخدم هذه النزعة الفلسفية الفريدة والملكة الكتابية المتقنة؛ للإبحار في خبايا النفس البشرية؛ لمعرفة تفاصيلها ودوافعها؛ لكي يكشف الخبايا التي لا تُرى، والتناقضات التي لا تُحس، فاشتهر بالتوجه الإنساني في الكتابة وهذا ما ميز دوستوفيسكي وجعله على قمة هرم الأدب العالمي.

نبذة عن الكاتب:

فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي (11 نوفمبر 1821 – 9 فبراير 1881). هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. وهو واحدٌ من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. رواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية.

ولِد دوستويفسكي في موسكو عام 1821، وبدأ قراءته الأدبية في عُمرٍ مُبكّر من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير من كُتّاب روس وأجانب. توفّيت والدته عام 1837 عندما كان عُمره 15 سنة، وفي نفس الوقت ترك المدرسة والتَحق بمعهد الهندسة العسكرية. وبعد تَخرّجه عَمِل مُهندساً واستمتع بأسلوب حياةٍ باذِخ، وكان يُترجم كُتباً في ذلك الوقت أيضاً ليكون كدخلٍ إضافيّ له. في مُنتَصف الأربعينيات كَتب روايته الأولى المساكين

مؤلفاته:

وأكثر أعماله شُهرة هي الإخوة كارامازوف، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين. وأعمالُه الكامِلة تضم 11 رواية طويلة، و3 روايات قصيرة، و17 قصة قصيرة، وعدداً من الأعمال والمقالات الأخرى. العديدُ من النُقّاد اعتبروه أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي حول العالم. وهو أحد مؤسسي المذهب الوجودي حيث تُعتبر روايته القصيرة الإنسان الصرصار أولى الأعمال في هذا التيّار.

يمكنك تحميل الكتاب من هنا

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى