البيت والأسرةتربية وقضايا

كيف تتعامل مع الخلافات الزوجية بذكاء

تجنب الخلافات في الزواج هو هدف بعيد المنال. فالاعتقاد بأن الزيجات السعيدة قائمة على حياة خالية من المشكلات، هو اقتراح مثير للضحك. فالزواج ليس اتحادًا يستنسخ فيه أحد الشريكين مجموعة السمات التي يمتلكها الآخر. وتظهر الخلافات الشائعة في الزواج لأنه يجمع الشركاء باختلاف طبائعهم وقيمهم وعاداتهم وخلفياتهم المتنوعة.

الأسباب الشائعة للخلافات الزوجية

قبل الخوض في طرق حل الخلافات الزوجية، من المهم أن نسلط الضوء على الأسباب التي تقود إلى اشتعال الخلافات بين الأزواج:

ارتفاع سقف التوقعات

يفترض أحد الشركاء أن يكون الآخر قارئًا للأفكار ويشاركه التوقعات نفسها. يتسلل الإحباط بشكل خفي عندما لا تسير الأمور والأحداث بالطريقة التي توقعناها.

ينتقد الشركاء أزواجهم بسبب الخلاف حول خيارات نمط الحياة، أو الإقامة، أو الميزانية، أو تذمر أحد الشريكين من عدم تقدير الطرف الآخر، أو توقعات الأسرة، أو مشاركة الأعمال المنزلية أو حتى حول عدم دعم خياراتهم المهنية بالطرق التي يتخيلها الزوج الغاضب.

تضارب وجهات النظر حول الأطفال 

برغم أن الأطفال هم بلا شك إضافة رائعة للعائلة فهم ثمرة الزواج بين الرجل والمرأة. لكن هؤلاء الأطفال الذين هم بالفعل امتداد لك في الحياة، قد يكونون هم فتيل الصراعات بين الزوج والزوجة.

. عدم القدرة على إدارة أموال الزواج

غالبا ما تتركز الخلافات الزوجية حول المسائل المالية، وهذه الخلافات قد تتزايد وتتفاقم وتخرج عن نطاق السيطرة، ما لم يتم حلها جذريا في البداية.

عدم تخصيص الوقت الكافي

بعد الزواج لا يمكنك أن تكرس طوال الوقت لنفسك فقط، دون أن تضع الطرف الآخر في اعتبارك. فلا ينبغي أن يكون وقتك بالكامل لوظيفتك وممارسة هوايتك الشخصية، والجلوس مع أصدقائك، أو العائلة فقط، لكن يجب أن تدخل زوجتك أيضا في جانب كبير من اهتماماتك وأولوياتك. لأن عدم القيام بذلك قد ينسف العلاقة الزوجية من أساسها.

التعامل مع الخلافات الزوجية بذكاء

الأنانية هى السبب الرئيسي وراء أغلب الخلافات الزوجية، سواء كانت منكِ أو من طرف زوجكِ، ولحل مشكلاتكِ لا بد من التخلص منها وتنحية العناد والشعور بالغضب والمرارة جانبًا في محاولة لخلق حوار حقيقي بينكما، والنصائح التالية ستساعدك في التواصل مع زوجكِ:

لا تكوني عدوانية مهاجمة ولا تتعمدي الهجوم والعدوانية، ولا تكوني شديدة اللوم ولا تصرخي، كل تلك الأمور لن تحل المشكلة بل لن ينتج عنها سوى استفزاز الطرف الآخر.

لا يكون ردك الصمت وعدم النقاش في المشكلة فهما ليسا حلًّا سليمًا للمشكلة، هذه الفكرة غير مجدية فعند حدوث مشكلة أو غضب أحد الطرفين من تصرف الآخر يجب عليهما النقاش والتوصل لحل للمشكلة، فربما الصمت يزيد من المشكلة ومن الترسبات داخل كل من الطرفين.

كوني صادقة مع نفسك أولًا وتعرفي على حقيقة مشاعرك، واطلبي من زوجك القيام بذلك أيضًا، لأن هذا ييسر لكما النقاش والتفاهم والوصول لحلول.

اسمحي له ولنفسكِ ببعض الخصوصية والحرية، فليمارس كل منكما نشاطاته الخاصة ويقابل أصدقاءه، فهذا ينمي ثقة كل منكما بنفسه.

ابتعدا قليلًا عن بعضكما البعض على فترات، كسفركِ مع أسرتك للاستجمام أو سفره مع أصدقائه، فهذا يزيد من الشوق ومن تعلقكما ببعضكما البعض.

تخيري الوقت المناسب للنقاش والكلام في أي مشكلة تؤرقكما.

لا تتناقشا في أمور مهمة فيها خلاف بينكما أو تتشاجرا أمام الصغار، ولا تسمحا لصوتكما بأن يصل إليهم مهما كان.

لا تظهرا خلافاتكما أمام الأسرة والمعارف، حافظا على خصوصيتكما إلا لو تفاقمت المشكلات بشكل كبير لا قدر الله.

لا تتركا الجلسة قبل حل المشكلة، فإن حدثت مشكلة ما اطلبي منه تحديد موعد لنقاشها وحلها ولا تطيلا الأمر، وإن كانت هناك ضرورة للتفكير في الأمر، فاسمحي له ولنفسك بذلك وأجلا النقاش قليلًا.

لا تتحدثي عن الطلاق دون سبب، ولا ترددي كلمة “طلقني” باستمرار، ولا تسمحي له بأن يهددكِ به لإنهاء أي خلاف، بقوله: “عليَّ الطلاق” أو “إذا فعلت ذلك فأنتِ طالق”، فالطلاق ليس لعبة.

لا تشركا الأبناء في خلافكما، بأن يخاصمه طفلكِ لأنه يخاصم ماما، أو ترسليه برسائل شفهية له… وهكذا.

كيف تتعامل مع الخلافات الزوجية بذكاء -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى