إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

بَعْضُ حُلْمٍ

أحمد جنيدو

أَسكَنتُ اللَيلَ المَجنُونَ بِعَينِيكِ،

سَرَقتُ النَّجمَ المَسحُورْ .

وَوَضَعتُ خُلَاصَةَ أَحلَامِي في حُلمٍ مَكسُورْ.

وَفَتَحتُ دَفَاتِرَ أَشوَاقِي، عَينَاكِ مَنَابِعُ نُورْ.

وَعَشِقتُ الوَقتَ عَلَى عَجَلٍ، فَالوَقتَ شُعُورْ.

يَا كُلُّ سِنِينَ الحُلمِ أَخَافُ،

لِأَنَّ المَوجَ بِعَينِيكِ يَثُورْ.

وَمَرَاكِبُ عِشقِي مِنْ دَمعٍ،

أَمَّا مِجدَافِي مِنْ بَردٍ وَقُشُورْ.

أَسكَنتُ رَبِيعَ العُمرِ فُتُوْقِي،

وَحَمَلتُ حَقَائِبَ أَوجَاعِي، وَعَبَرتُ الخَوفْ.

تُمطِرُنِي الوِحدَةُ أَشلَاءً،

وَشِتَائِي كَجَفَافِ الصِّيفْ.

انتَظِرُ المَطَرَ الرَّاجِعَ فِي نَدَمٍ،

يُلغِي أَعرَافَ العُرفْ.

يُبقِينِي فُوقَ الوَتَرِ البَاكِي،

لِيَعُودَ فَيَسأَلُنِي، مَا نَفعُ العَزفْ؟!.

إِنْ أَحبَبتُ السِّحرَ بِعَينِيكِ،

يُمَزِّقُنِي فِي الحُبِّ الظَّرفْ.

إِنْ أَرغَمتُ شُجُونِي، تَكوِينِي،

تَسحَقُنِي صَولَاتُ الطَّرفْ.

إِنْ أَطلَقتُ عَنَانِي، يُرجِعُنِي أَلَمٌ،

غَيرَ الرَّاقِدَ رَقصَ الرَّجفْ.

أَيُّ الأَحلَامِ تُعَاتِبُنِي،

وَزَرَعتُ عَلَى جِسمِكِ كُلَّ رُسُومِ الطَّيفْ.

أَيُّ الأَشوَاقِ تُحَاصِرُنِي،

إِنْ كَانَتْ خَاتِمَةَ الحَرفْ.

أَسكَنتُ جِرَاحِي،

وَسَكَنتُ بِعَينِيكِ إِلَى أَنْ أَعمَانِي النَّزفْ.

أَشبَاهاً كُنَّا فِي المَاضِي وَالحَاضِرِ أَطيَافْ.

فِي دَفتَرِ هَذَا الوَقتِ هُرَاءٌ، والوَقتِ نَشَافْ.

الصَّمتُ يُدَاوِينِي، الحُبِّ رَنَا الإِضعَافْ.

وَيَبَاسُ الشَّفَتِينِ لُغَاتٌ

وَذُبُولُ العَينِينِ الأَعرَافْ.

يَسحَقُنِي حُبِّي، وَنِهَايَتُهُ كَاللَحدِ تُضَافْ.

لَا أَحتَاجُ إِلَى جَسَدٍ، وَالعَابِرُ ظَهرِي سِيَّافْ.

مَادَامَ القَابِعُ فِي ذَاتِي يُلغِينِي،

لِيُهَمِّشُنِي دَجَّالٌ، وَليَملِكنِي عَرَّافْ.

أَوطَاناً كُنَّا للحُبِّ،

فَصُرْنَا عنوَاناً للمَوتِ وَأَرضِ الإِجحَافْ.

فَدَخَلتِ حَيَاتِي ضَربَةَ حَظٍّ،

وَحَيَاتِي أَدمَاهَا الإِنصَافْ.

هَاتِي المَوَّالَ الهَارِبَ مِنْ وَجَعِي،

مَلعُونٌ ذَاكَ المَوَّالْ.

يَسرِقُنِي مِنْ أَمَلَي، يَغمِرُنِي فِي وَهمٍ قَتَّالْ.

هَاتِي الرَّقصَ اللَاعِبَ فِي إِحسَاسِي،

مُوجِي في ذَاكِرَتِي سِحراً وَخَيَالْ.

فِي خَدِّكِ يُولَدُ صُبحٌ، في أَهدَابِكِ لَيلٌ يَختَالْ.

أَلعَقُ أَحزَانِي، أَجتَرُّ وُصُولِي لمُحَالْ.

هَاتِي المَجهُولَ، فَإِنِّي إِحسَاسِيٌّ،

وَجُوَابٌ يَبحَثُ عَنْ ظِلِّ سُؤَالْ.

أَسكَنتُ الصَّوتَ النَّاطِقَ مِنْ حُزنِي،

وَنَطَقتُ دَماً ببُرُود ٍيَنثَالْ.

وَجهُكِ إِشرَاقَةُ فَجرٍ، وَنَسِيجُ حِكَايَاتْ.

وَفُؤَادِي بِضُحَاكِ فَرَاشَاتْ.

أَمَّا الصَّرخَةُ فِي الأَورَاقِ أَنَا،

وَصَدَاهَا النَّبَرَاتْ.

قَلَمِي بَارِقَةٌ تُدمِينِي، تَجعَلُنِي شَيئاً فَاتْ.

صَوتُكِ أَنشُودَةُ طَيرٍ فِي صَمتِي،

عَنَّتْ فُوقَ نِدَاءٍ مَاتْ.

هَذَا المَاضِي سَجَّانٌ، مِنْ أَوجَاعِي القُضبَانُ،

وَمِنْ أَضلَاعِي الصَّرَخَاتْ.

وَغَدِي لَونٌ يَبحَثُ عَنْ وَجهٍ،

لِيَعُودَ، فِيَسبَحَ فِي بَحرِ الظُّلُمَاتْ.

قَلْبِي قِطعَةُ حُزنٍ مَثوَاهَا الدَّمَعَاتْ.

فَانتَشِرِي بَينَ ثَنَايَا الجسَدِ المَنهُوكِ،

كَنَبضَةِ حُبٍّ، لِأَرَى  الضَّحِكَاتْ.

أَهرُبُ مِنْ عَينِيكِ، لِيَنهَشَنِي حُزنِي.

أَخرُجُ مِنْ أَسوَارِكِ، أَبحَثُ عَنْ وَطَنِي.

تَسرِقُنِي عَينَاكِ،

لِأَلقَى فِي عَينِيكِ سَرَاباً وَطَنِي.

أَرمِي الحُلمَ السَّاكِنَ عَينِيَّ،

أَضُمُّ شُعَاعاً مِنْ عَينِيكِ،

لِيَسهُو وَهماً فِي حُضنِي.

مَفقُودٌ أَصطَادُ خَيَالاً مِنْ وَنِّي.

أَهرِبُ مِنْ ذَاتِي، أَلقَاكِ،

فَأَطرَحُ مَا فِي الوِجدَانِ مِنَ الوَهَنِ.

يَكوِينِي صَمتُكِ سَائِلَتِي،

جَدَلٌ أَنهَى جَدَلاً، وَسُؤَالِي أَنِّي.

أُفرِغُ مَا فِي حَدسِي،

حَسبِي أَنتِ النَّاسُ، وَظَنِّي.

رُغمَ البَردِ النَّائِمِ أَضلَاعِي

رُغمَ الخَوفِ القَابِعِ أَفئِدَتِي،

مَعذِرَةً سَأُغَنِّي.

حَسبِي أَنَا بَحرٌ مِنْ وَجَعٍ،

أَنَا سِربٌ مِنْ وَهمٍ،

أَنَا حَقلٌ مِنْ دَمعٍ، فَاجْنِي.

أَثمَانَ القَدَرِ الآمِرِ،

أَرضَخُ لِلأَيَّامِ، الوَاقِعُ يُغنِي.

فَدَعِينِي فِي حَسبِي، فِي ظَنِّي.

هَذِي الأَحلَامُ تُخَاصِمُنِي،

ذَاكِرَةً مُتعَبَةً كَونِي.

فَاعتَذِرِي عَنْ حُبِّكِ،

يَا أُغنِيَةً تَاهَتْ في اللَحنِ.

أَهرُبُ مِنْ عَينِيكِ وَمِنِّي.

أَلقَاكِ تَنَامِينَ تَمَنِّي.

يَا لَيتَكِ كُنتِ، وَلَيتَ الحُلمَ السَّاكنَ يَسحَقُنِي،

يَأْخُذُ وَجهَكِ عَنِّي.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان “أسايَ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى