إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

يَا دَارُ أَبْكِيْكِ

أحمد جنيدو

يَا مُـدْلِـجَ الخَطَوَاتِ كيفَ سَـنَـحْـملُ.

عَـهْـدًا وَقَـدْ ضَـاقَـتْ بِـهِ مَـا تُـثْقلُ.

مَـا أَصْـعَـبَ الأيَّـام حِـيَنَ تَـثَـاقَـلَـتْ

وحَـقِـيْـقَـةُ الأَيَّـامِ صـرْنَـا نَـجْـهَـــلُ.

ونُـفَـارِقُ الأَحْـبَـابَ بِـالفَـمِ ضِحْكَـةٌ

مَـمْـزُوْجَـةٌ بِـالزّيْـفِ والفَمُ مَرْجَـلُ.

يَـا سَـارِقَ اللَـحَـظَـاتِ مِنْ أَعْـمَارِنَا

خُـذْ مِنْ صَـرِيْـرِكَ مَا يُلَفُّ ويُخْزَلُ.

وَاعْـرُجْ عَـلِـيْـهِـمْ قُـلْ لَهُمْ لَسْـنَا هُنَا

نَـبْـكِـي الفرَاقَ وإِنَّـنَـا لَا نَـخْـجَـلُ.

قُـلْ: عَنْ بَـدَائِـعِـنَـا قَـصَـائِـدَ عُــرَّةٍ

فـوقَ الـجـبَـاهِ مَـهَـانَـةٌ تَـتَـدَلَّـلُ.

واخْـبِـرْ ذَوِيْـنَـا كيْفَ بَـاتَ مُـشَــرَّدًا

ذاكَ النَّـبِـيْـلُ على الخَـطَـايَـا أَخْـيَـلُ.

 

وَ(امْرِقْ) عَلَى بـيْـتِ الأَحَبَّةِ لَحْظَةً

وَاطْبَعْ سَـلامًا فِي النَّـوَاقِـصِ يُكْمَلُ.

يَـا دَارُ أَبْـكِـيْـكِ ابْـتِـهَـالًا إِنْ طَـوَى

حَـبْـلُ الحَـيَـاةِ سَـرِيْـرَهُ لَا يَـحْـبَـلُ.

نِـصْـفِـي المُضِيْءُ ظَلَامُهُ ولنِصْفهُ

يَبْكِي الظَّلَامَ عَلَى المَفَارِقِ يَخْضِلُ.

نَـتَـقَـاطَـرُ اللَعَنَاتِ فِـسْـقـًا إِنْ بَـغَتْ

لتَـبَـاعَ فِي سَــفَـهِ الوُجُـوهِ وتَـسْـأَلُ.

يَـتَـلَـعْـثَـمُ الصّـوْتُ الدَّفِـيْـنُ بِـنَـبْـرةٍ

مُـشْـــــتَـاقَـةٍ بيـنَ الـثَّـنَـايَـا تَـثْـمـلُ.

والحُـبُّ يَـمْـضِـي تَـارِكـًا أَحْـلَامَـنَا

فوْقَ الأَنِيْنِ تَـصُـوْلُ تَهْمِي تَصْـهَلُ.

وبُـكَـاؤُها المَـسْـمُـومُ يِدفـنُ صبْرَنَا

والدَّفْـنُ فِي عَـجْـزِ المَـصَائِـرِ يَأْفَلُ.

تَـبْـقَى الحَـنَـايَا فِي الحَـنِـيْـنِ مَنَابِعًا

فِي الجوعِ تَرْوِي والبَـقَـايَا تُوغِلُ.

 

والعَـابِـُرُوْنَ عَلَى كُـفُـوْفِ دُعَـائِـنَـا

فِي صوْتِـهِـمْ بَـاحُـوا بِمَا يَـتَـجَلْجَلُ.

مَـاذا نَـقُـولُ وقَـدْ تَـنَـاءَى وَقْـعُـنَـا

يُهْذِي عَلَى قِصَصِ الخَيَالِ ويَرْحَلُ.

ويُـشَـارِكُ الأَوْهَـامَ فَـصْـلَ عِـنَـاقِـهِ

فِي مَـعْـصَـرِ التَّجْوِيْعِ صَبْرًا يَغْزلُ.

والخـيـطُ يَـجْـدلُ بِالمَـصَـائِـد ثوبَنا

نَحْـنُ العُـرَاةُ عَلَى التَّـخَـبُّـطِ نَـجْـدلُ.

بِالأَمْــسِ مَـرَّتْ فِي القَـصَـائِدِ عَبْلَةٌ

واليـوْمُ يُـجْـبَـى مِنْ حُـرُوْفِكَ حَنْظَلُ.

يَـا عَـابِـرِيْـنَ الـشِّـعْـرَ مِنْ أَوْثَـانِـهِـمْ

خَـضَـعَ الجـمِـيْـعُ وصـوتُهُمْ يَتَحُـوَّلُ.

يَـتَـظَـلَّـلُـوَنَ بِـقِـصَّــةٍ مـوْهُــوْمَـــــةٍ

بِـيْـنَ الـسُّـــطُـورِ فُـرَاقُـهَـا يَـتَـجُـوَّلُ.

يَـتَـسَــــابَـقُـوْنَ إِلَـى المَـهَـانَـةِ ثُـلَّــةً

فَـرْعٌ يَـبُـورُ وَ جَــذْرُهُ يَـتَـخَـلْخَــلُ.

 

ذَاكَ الرَّبِـيْـبُ عَلَى الرُّكُـوْعِ مُنَافِـقٌ

يَطْوِي الأَقَـارِبَ والعَـقَـارِبُ أَجْمَلُ.

يا صـوتَـنَـا المَـكْـبُـوتَ فِي أَعْـمَاقِنَا

كُـنْـتَ الرِّسَـالَـةَ فِي الوِجَـاءِ تُزَلْزِلُ.

تَـصْـطَـفُّ أَخْـطَـاءُ الأُخُـوَّةِ شَـاهِدًا

عِـنْـدَ الحَـقِـيْـقَـةِ لِـلْـوَضِـيْـعِ تُـزمِّـلُ.

لا تُـرْهِـق الأَرْوَاحَ فِي إِقْـنَـاعِـهِـــمْ

يَـكْـفِـي القَـلِـيْـلُ لِيَـفْـهَـمُـوا مَا تُبْـذَلُ.

تَـرْوِي فُـصُـولَـكَ سِـلْـعَـةً مَغْمُوْسَـةً

بِــدَمِ الـبَـرَاءَةِ وَالـدَّوَافِــعُ مَـعْـقـــَـلُ.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان “إنها حقًّا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى