إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أمٍّي والأَرضُ والمَنفَى

أحمد جنيدو

سَنَرحَلُ حَامِلِينَ صَفِيرَ ذِكرَى،

وأَقـفَـاصَ الأَمَـانِـي وَ البَـعِـيـدا.

ونُغمِضُ لَفحَةَ الشّوقِ انكِسَارًا،

ونَجمَعُ لوعَـةً، صَارَتْ نَشِـيدا.

سَنَخطُفُ مِنْ نُجُومِ الليلِ مَنفَى،

نُعَلِّـقُ فِي الصُّدورِ هَوَىً فَرِيدا.

عَـشِـقـنَـا مَـاءَ أغـنِـيَـةٍ، وَبُحـنا  …  بِأَحـلَامٍ ، زرَعـنَـا كي نُـعِـيـدا.

رِوَاءُ الـنَّفـسِ مِـنْ نَـفـسٍ حَيَاةٌ،

لِـتَـبـعَـثَ جِـثَّـتِـي فَـجـرًا جَدِيدا.

سَـنَعبُرُ قوسَ أَلوَانٍ، ونَصحُو …  ونَعـقُـدُ حُـزمَـةً، كي تَسـتَزِيدا.

جَـمَـالُ صَغِـيرتي سُوَرٌ ونورٌ،

وَ قَـلـبٌ فَـاتِـــحٌ لـلـحُـبِّ عـيـدا.

سَـنترُكُ خَـلفَنا قِصَصًا تَهَاوَتْ

تُـنَـاغِـي ثـورةً يَـأْســًا شَـــدِيـدا.

فَـتُـمـطِـرُنَـا الأَغَـانِي ذِكرَيَاتٍ،

تَـقَـمَّـصَـتِ الـبِـدَايَـةَ والـشَّـرِيدا.

نُغَمِّـسُ مِنْ دَمِ الشِّريَانِ رَوحًا،

فَكَـيـفَ يَـكُـونُ لِلمَـنـفَى عُهُودا.

ونَـرسُـمُ لوحَـةَ الأَمواتِ أُنثَى،

تُـغَـاوِي في إِثَـارَتِـها الرَّشِـيدا.

فيَـسـقُطُ عَقلَهُ، يُمـسِـي خرابًا،

وَيَـدهَـنُ ذيـلَـهُ نَـجَـعـًا عَـتِـيـدا.

يَـدُورُ يُـفنِّـدُ  الأَورَاقَ ضَعفًا …  ويَـشـجُبُ ذَلِكَ المَعنَى صُعُودا.

سَـنُـؤمِـنُ بِالقَـضَـاءِ إِذَا كَـفَرنَا،

فَذَنبُ العَـجـزِ يَكفِي، كي يُفِيدا.

نَـضَـجـنَـا  بَاكِـرًا  مُـتَـأَخِّـرِينَ

عَنِ الأَمـوَاتِ شَــاهِـدَةً شَـهِـيدا.

عَـمِـيـقـًا  قَـدْ تَـدَلَّـى  دَلـوُ أُمِّي

بِجَوفِ الرُّوحِ يَنضخُ كي أُزِيدا.

تَـجَـاعِـيـدُ الحَـيَـاةِ بِوَجـهِ أُمِّي،

تُـنِـيـرُ الـلـيـلَ والقَـلـبَ البَـلِيدا.

وأُمِّـي نَـسـمَـةٌ وَغِـنَـاءُ طِـفـلٍ،

يَـقـصُّ شَـرِيـطَـكَ الآنِي وَلِيدا.

يُـعـلِّـمُـكَ الكَـرَامَـةَ من جراحٍ …  ويَـلـعَـنُ لَـحـظَةً، صرنَا عَبِيدا.

يُـداعي ثـورةَ الأَحـرَارِ صبرًا،

ويَـرضـعُ تُـربَةَ المَلقَى قَصِيدا.

كَأَنَّـكَ تَـعـرُفُ الأَحـلامَ مِثـلي،

تُـحَـاوِرُ مـدمِـنَ المَوتَى وَحِيدا.

سَـيَجعَلُ مِنْ تَفَاصِيلِي مَشَـاعًا،

ويَجعَلُ مِنْ تَـقَـاسِـيـمِي سَـديدا.

مَرَرتُ بِبَالِ صفصَافٍ حَـفِيفًا،

كَـنَـايٍ يُدهِـشُ الصَّمتَ الجلِيدا.

وَعَـتَّـقْـتُ الجرارَ بِكَأْسِ حَـظٍّ،

وعَاقَرتُ الشَّرَابَ صَدَىً صَدِيدا

وفِي خَيطِ الـنِّهَـايَـةِ مُـسـتَحيلٌ،

يَجـزُّ نَـوَاحِرَ الـمَـأْوَى قُـصُودا.

يَـسِـيلُ دَمُ العَـذَارى دُونَ حقٍّ،

بغى الإِحسَاسُ لـوَّاعـًا عَـتـيـدا.

طَغَى الإِنسَانُ فَضفَاضًا لِيبقى،

فَعَادَ، يُمَجِّـدُ الـمَـسـعَـى مريدا.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى