إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تنفس الخريف

تنفس الخريفُ بنسيمٍ عليل، وتزاوجت المزونُ بالتلقيح المُبين، فأصدرَت سيمفونياتِها الرعدية، وأضاءت ببروقها مشارقَ الأرضِ وجوانِبَها الغربية، معلنةً بذلك بزوغَ سُهيلِ الخريف ومشارفَة قيضَ الصيفِ على الإنتهاء، ثم ابتسمت حُبيبات الرمال وفتَحت ثغورها مرحبةً بنوازل البذور النافعة، لتحتَضِنها لبرهة قصيرةٍ من الوقت، ثم تسمح لها بالانفلاقِ والخروج من أعناقِ أمهاتها، ثم الانتشارُ كلٌ حسب توجيه العلي القدير الذي يأخذُ بنواصيه المُسيَّرة من قاع تربة الأرض، فيعرجُ بها إلى ما شاء الله في سمائه، ليُثمر الأرزاق ثم يينَع ويحينُ قِطَافُه إكرامًا لسيد الكائنات المخيَّر {الإنسان}، فَمِن المخيَّرين مَن يقول: الحمدُ للهِ الذي رزقنا هذا مِن غيرِ حولٍ منا ولا قوة، وقد فاز ذاك بإيمانه، ومنهم مَن يقول: هذا من خير الطبيعة، وقد خَسِرَ ذاك بكفرهِ وجحودهِ وعصيانه، أما نحنُ المسلمين فنقول: هذا من فضلِ ربي لا شريكَ له، فلهُ الحمدُ والمِنّةُ عرفانًا منا على لطفهِ وأنعامِه.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى