البدور: الفنان روح المجتمع بثقافته وليس صاحب متجر لبيع اللوحات

يرى الفنان التشكيلي خالد أحمد عارف البدور، أنه لا يمكن إخضاع الفنان التشكيلي لمدرسة ما، وهذه الأساليب التشكيلية أصبحت من الماضي، مشيراً في السياق ذاته أن الفنان الذي يضع نفسه في إطار ما، فإنه يظلمها ويرهقها، مؤكدا أن لكل مدرسة فنية ظروفها الخاصة، وهي عبارة عن مراحل من مراحل تطور الفن، معتبرا الرجوع إلى تلك المدارس غير منطقي.
ويقول: “أحب أن أرسم بحرية ما يستهويني كطفل مدلل أخذ من هنا وهناك، لا أرسم إلا إذا استفزني موضوع ما فأنا صوفي موضوعي واقعي تعبيري”.
ويعتبر البدور نفسه فناناً ملتزماً في أغلب الأحيان، ويختار موضوعاته من الواقع الأردني وبالشأن الفلسطيني والعربي، متأثرا كغيره من الناس بالأحداث التي تدور على الساحة العربية والعالمية، وفق ما ذكر: “طريقتي بالرسم تعبر عن نفسي وأفكاري وأحاسيسي ومشاعري الخاصة بي، متأثرا بالبيئة والجمال والناس”.
ويؤكد البدور أنه يرسم للناس حسب رغباتهم وما يطلب منه مشاركة أحاسيسهم وتطلعاتهم بأسلوبه الفني، لأنه يتعامل مع الفن التشكيلي كفن هادف وحقيقي ورسالة ذات أهداف وأبعاد إنسانية واجتماعية ترضي أذواق وعقلية المجتمع، معتبرا الإيحاء عالمه الغارق في المساحات اللونية والفراغ هو الشرارة التي تشتعل داخل الروح فتضيء الظلام.
كما يرى البدور أن الإيمان مهم جداً لدى الفنان الملتزم بقضايا مجتمعه، إذ لا يمكن للفنان أن يعيش بتجرد عن الواقع حتى لو كان فنان تجريدي ذاتي النظرة، فالإيمان أساس الإبداع وركن من أركان الهوية، مشيراً إلى أنه يرى أن الفنان التشكيلي حاله كحال الشاعر الهيمان والممثل والمطرب دائم الشرود والانشغال والتأمل لا يلتفت كثيرا للرسميات والتقاليد، يحب الحرية والانطلاق بلا قيود، فأعماله الفنية فيها جزء كبير من شخصيته.
ويضيف البدور ، أن كل إنسان عنده القدرة على الرسم، مثل الكتابة وقيادة السيارة، والرسم أداة من أدوات التعبير، يكفي أن توجد الرغبة والتعليم لتصبح موهوبا، والموهبة مرحلة متأخرة، فالعمل يسبق الموهبة حتى تكون موهوباً يجب أن تعمل وتتعلم “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، أما مقولة أن الموهبة تولد معنا فلا أعتقد، فالفن حالة مكتسبة عن طريق المشاهدة والتعلم والممارسة.بحسب “الغد”
وعن دور المعارض الفنية (الجاليرهات)، قال: ما تشهده الساحة الفنية من كثرة المعارض دليل على عظم الحركة التشكيلية وتنوع مؤسساتها، لكن ما يعيب هذه التظاهرة الفنية كثرة الدخلاء على الفن التشكيلي وهم لا علاقة لهم بالفن التشكيلي يستغلون الفنانين الهواة، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون هناك نقابة تدافع عن حقوق الفنانين، ويجب أن يكون هناك إشراف مباشر من رابطة الفنانين التشكيليين على هذه المعارض التي باتت مكررة لأعمال مجترة بلا أهداف سوى الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحول مكانة الفنان التشكيلي المحلي مادياً ومعنوياً، فقد أكد البدور الذي يجيد استخدام جميع أنواع الفنون التشكيلية ويجيد أيضاً التعامل مع الأطفال من مختلف المراحل التعليمية، والفنان التشكيلي ليس صاحب متجر لبيع اللوحات، الفنان هو روح المجتمع بثقافته وحضارته وازدهاره، وعندما يختار طريقه يدرك أنه سيخسر المال والجهد والمناصب، لكنه يستمر في ممارسة غيه وانصهاره، انه الحب للفن والحياة ما يجعله صامدا. قيمة الفن أعلى من كل الرتب، ناصحاً الفنانين أن يختاروا لهم مهنة يعتاشون منها، كي يوفروا لأسرهم مورداً ماديا بعيداً عن الفن، وفق قوله: “الفن لم أجني منه إلا رائحة الأصباغ وصفاء الروح”.
وأسس التشكيلي البدور جمعية المرسم الجوال في مدينة الزرقاء، بعد أن أسس جمعية الفن التشكيلي وهي أول جمعية فنون في الأردن تأسست عام 1995 وما زالت قائمة، وفق ما ذكر ان تأسيس جمعية المرسم الجوال تأسست عام 2014 يهدف أن تكون جمعية متجولة في كل الأردن، وهي عبارة عن مشروع انبثق من جمعية الفن التشكيلي واستقل بذاته تحت اسم جمعية المرسم الجوال، تعمل الجمعية على أربعة محاور الأول معرض فلسطين حكاية ولون الدولي الثاني معرض الأردن في عيوننا الدولي، الثالث مشروع الورش الإبداعية الرابع مشروع الرسام الصغير.
يذكر أن الفنان خالد البدور حاصل على ماجستير فنون جميلة وعلم الجمال. من جامعة: (Veliko Turnovo ) (بلغاريا) وفي عام 1988 تخصص بورتريه، وتتلمذ على يد البروفيسور الكساندر ترزيف بـ (التصوير الزيتي) وستويان ستويانوف (غرافيك).
ويحمل الفنان البدور مسيرة حافلة في عالم الفن التشكيلي، حيث له مقتنيات فنية في بلغاريا “متحف تورنوفو” 1987 وأخرى في الأردن منها: في بيت عرار الثقافي 1995، المركز الثقافي الملكي 1994، وزارة الثقافة 1995، مبنى صحيفة السبيل 2001/28/2 ، مركز الملك عبد الله الثاني الزرقاء 2001، مديرية تربية الزرقاء الاولى، سلطنة عمان، رسومات جدرانية عديدة في مديرية تربية الزرقاء الاولى، وفي كثير من المدارس وبالخصوص في مدرسة ابن طولون، وعمل في تصميم أغلفة الكتب والرسومات الداخلية للعديد من الكتاب والشعراء الأردنيين ومنها: الاديب الراحل زياد عودة لرواية (الكتابة على جدران الزمن)، مجلة عرار الثقافية، رباعيات ابن ستين. “شعر” قصة سامر، والكتاكيت للكاتب محمد صوانه– الرياض 2015 وغيرها.
وعمل البدور في الديكور المسرحي لبعض المسرحيات المحلية والعربية، إلى جانب المشاركة في العديد من المعارض الجماعية، كما عمل مدربا على الرسم والتصوير الزيتي والمائي والفحم والباستيل والرصاص من خلال جمعية المرسم الجوال، وعدد من المراكز والأندية والجمعيات.