تشكيل وتصويرفن و ثقافة

الفن التشكيلي بحاجة إلى خارطة طريق

دعا الفنان التشكيلي والمختص في فن الاسترجاع، عبد الكريم قاسة، إلى ضرورة ضبط المعايير والميكانيزمات المتعلّقة بسوق الفن التشكيلي، من خلال إعداد خارطة طريق حول سوق الفن وطريقة تسويق منتوج الفن التشكيلي، يتمّ فيها الأخذ بعين الاعتبار آراء المختصين والباحثين على مستوى معاهد الفنون الجميلة والتشكيلية، مع طرح الآليات والضوابط المتعلقة بتقييم ونقد الألواح الفنية، مثل تقييم السعر، توفير الرواق المخصّص لعرض المنتجات، مع الاقتداء بالتجارب الأجنبية في مجال التسويق للفن التشكيلي، على غرار دول أوروبية، من خلال ربط منتجات هذا الفن بأسواق عرض عالمية تتولى الدولة مهمة الترويج لها للجمهور المتعطش لهذا الفن..
يؤكد الفنان قاسة في حديث مع “الشعب” على ضرورة التفكير في حلول مرتبطة بتسويق المنتوج الفني من خلال ربطه بالجانب الصناعي والسياحي لكل منطقة، مشيرا إلى منطقة برج بوعريريج التي تعتبر عاصمة الصناعة الإلكترونية بامتياز، ومن خلال ذلك، يمكن ربط الإنتاج الفني التشكيلي مع المستثمرين والزوار الأجانب القادمين من أوروبا وآسيا، بإعطائهم الفرصة للاطلاع على تاريخ المنطقة والجزائر عبر اللوحات الفنية التي أبدع في رسمها فنانون تشكيليون، وتعبّر عن بصمة المنطقة وماضيها العريق، كلوحات الطاسيلي وبرج المقراني، والدولة الزيانية بتلمسان وغيرها..
وقال محدثنا: “الإنتاج الفني يمثل بصمة وخصوصية تعبر عن تاريخ الأمة الجزائرية، ناهيك عن أنها تمثل جسرا ثقافيا بين الدول والثقافات العالمية”، ويراهن قاسة على أن المواطن الجزائري ذواق لهذا الفن التشكيلي، من خلال تلك المبادرة التي طرحت قبل وباء كورونا بالجزائر العاصمة، أين لاحظنا إقبالا كبيرا من طرف المواطنين على الفن التشكيلي، مؤكدا بأن الجمهور سيتجاوب إذا ما تمّ حل الإشكالية وتوفير فضاءات خاصة بهذا الفن، كما دعا الفنانين في كل ولاية إلى تقديم مبادرات محلية ترعاها دور الثقافة ومختلف المراكز الثقافية عبر جلسات نقاشية، تتوّج في النهاية بمبادرة وطنية تكون حجر أساس لقيام سوق للفن التشكيلي والنهوض بهذا الفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى