تشكيل وتصويرفن و ثقافة

الفنان التشكيلي عادل أبو الفضل: الإمارات داعم رئيس للمبدعين العرب

يعرّفُ الفنان التشكيلي السوري عادل أبو الفضل الفن التشكيلي بأنه «بحث بصري رياضي إبداعي»، ويرى أن الرسم تعلم وليس موهبة فقط، فمن يرسم بالآلاف، ولكن المبدعين بالعشرات، كما يقول. ويؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل الحاضنة الأهم للمثقفين والفنانين العرب وحتى على مستوى العالم، عبر رعايتها ودعمها العديد من الفعاليات والأنشطة داخل الدولة وخارجها في مختلف صنوف الثقافة والفنون

بداية لو تُعرفنا من الفنان عادل أبو الفضل؟ وكيف بدأت مسيرتك الفنية؟

يقولون إنني كنت متميزاً في الرسم، وكنت أرسم لزملائي في المرحلة الابتدائية، ولم أكن أمتلك الألوان، وكان لدي قلم رصاص، وحقيبة مدرسية صنعتها الوالدة ودفتر واحد، وكنت أرسم للأطفال الذين يمتلكون الألوان. وفي المرحلة الإعدادية، كان مدرسو الفنون يطلبون مني إنجاز بعض الأعمال في قاعة الرسم قبل إقامة المعرض المدرسي، وكان ذلك يشعرني بالسرور والفرح.

وفي المرحلة الثانوية تم اختياري كي أمارس نشاطي الفني في مركز الفنون التشكيلية الذي أسس في سنة 1973، وكنت الخريج الأول فيه، إذ شاركت في معرض فني على مستوى سورية وفازت لوحتي بالمركز الثالث، وهنا كانت انطلاقتي الفعلية في مجال الرسم والتصوير اللوني. ثم دخلت كلية الفنون الجميلة بدمشق، حيث شكلنا مجموعة تحت اسم جماعة «الثور»، تيمناً بثور بيكاسو. وكان مشروع تخرجي مستلهماً من التراث بإشراف الفنان فاتح المدرس.

كيف ترى وظيفة ورسالة الفن التشكيلي في المجتمع؟

لا شك في أن وظيفة الفن ورسالته ثم علاقته بالمجتمع علاقة جدلية ترابطية، فالفنان ابن هذا المجتمع، وعليه البحث في بيئته حاضنة التراث الشعبي، وتقديمه بلغة بصرية جديدة ومعاصرة، فتراثنا العربي منهل لا ينضب ولكن اليوم هناك انجرار من بعض الفنانين الشباب نحو الفن الغربي على حساب الفن الشرقي، وبتشجيع من مصادر مختلفة، وهذا قد يقودنا إلى السقوط في هاوية العولمة المعلبة.

ما الدور الذي أداه الفنان التشكيلي السوري في مجتمعه قديماً وفي فترة الحرب التي مضت؟ هل حقاً عكست الأعمال وقاربت واقع الناس وأثرت في وعيهم؟

لا شك في أن الأزمة السورية كانت أحد عوامل تراجع الحركة الفنية في البلاد، إلى جانب عدم القدرة المادية لدى الفنان التشكيلي، ولا نغفل غياب النقد، وإن وجد فهو متواضع، وكانت الأزمة منذ سنة 2011، وما يعيشه المواطن السوري من آلام وعوز هاجساً للفنان التشكيلي، وبتصوري لا يوجد فنان سوري إلا أرشف رؤيته لهذا الواقع في أعماله.

إذا أردت الرسم ما الذي يُحفزك ويشدك إلى ذلك؟

المؤثرات المحيطة، ومن التفاعل مع الناس وحياتهم، ومن رؤية ذاتية، وغالباً ما يقودني اللون والخط إلى سلسلة من التفاعلات، والمخزون الذاتي في العقل الباطن ينصهر في عجينة اللون ليتحول إلى حالة فنية.بحسب “البيان”

ما رأيك في ما تقدمه دولة الإمارات العربية من دعم للفن بأنواعه كافة في الساحة العربية بإقامة المعارض والمتاحف والبيئة التي توفرها لهؤلاء المبدعين؟

في الحقيقة، قدمت الإمارات فرصاً مهمة للمثقفين والفنانين، وخاصة للفنان التشكيلي، وهي تضطلع اليوم بدور بارز في هذا السياق، برعايتها العديد من الفعاليات سواء داخل الدولة أو خارجها، وفي المحصلة الإمارات تشكل الحاضن المهم في الوطن العربي للأعمال الفنية التشكيلية، إلى جانب كونها من أهم الوجهات العالمية للاقتناء.

كونك فناناً تشكيلياً ما نصيحتك التي تقدمها لكل من يبدع في هذا المجال من الشباب؟

يجب التذكير بأن «الرسم تعلم وليس موهبة»، يستطيع أي إنسان أن يتعلم الرسم، ولكنه لا يستطيع أن يقدم فناً، فتعريف الفن كما أرى «بحث بصري رياضي إبداعي». ومن يرسمون بالآلاف، ومن يبحث في العمل الفني ويقدم فناً حقيقياً بالعشرات.

ماذا عن حال ومستقبل التشكيل في ظل طغيان عوالم الرقمنة وفنون الآن اف تي؟ هل ستؤثر إيجاباً أم سلباً؟

الرقمنة ظاهرها خير، وباطنها خطر؛ بمعنى سحب الروح من الجسد، والخشية من تداعياتها المستقبلية على حضارات الشعوب، وبالتأكيد دخول الفنون هذه البوتقة، وخاصة التشكيل منها، قد يؤدي إلى إلغاء دور الفكر الإنساني، وسيطرة الروبوتات لتقوم بكل الأدوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى