إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

خيرُ التَّزوُّدِ تقوى

أحمد جنيدو

سقطتْ منِّي في المتاهةِ سهوا.

فكرةٌ تصطادُ الرُّؤى صيدَ مروى.

فكرةٌ باحتْ في النُّفوسِ مدارًا،

كلُّ ضيقٍ يغلو مداهُ، ويقوى.

متعبٌ منْ مآربي حينَ ترسو،

كلُّ تيهٍ عندَ المضائقِ تُروى.

تقرعُ النَّاقوسَ القديمَ يداهُ،

فتعيدُ الأسبابَ، إنَّكَ بلوى.

لو شكوتَ الحزنَ الدَّفينَ إليهِ،

ردَّ منْ تسخيفِ التَّجاهلِ شكوى.

أو رفعتَ الكفَّ الأثيمَ دعاءً،

لرأيتَ العيونَ بالضَّعفِ تُزوى.

قدْ فديتَ الحبَّ المسمَّرَ حزنًا،

كمْ خسرتَ الحبَّ العظيمَ بفدوى.

حيثُ ترتيبِ العهدِ يأتي طباعًا،

ألفُ آهٍ في البعدِ يصبحُ قصوى.

كمْ أُناجي إلى الليالي شجوني،

صوتُ إحساسي في لياليكِ نجوى.

نفحةُ الرُّوحِ تحفرُ الذَّاتَ أجدى،

في شفيرِ الوعدِ المُدمِّرِ مأوى.

كلُّ عشَّاقِ الليلِ تاهوا سرابًا،

ببزوغٍ أمْنِ المجازفِ يهوى.

أُشهدُ الحرفَ إنَّني متناهٍ،

عنْ ديارٍ تئنُّ عمقَكَ نزوى.

لو حملتَ الغريبَ يفضي جنونًا،

قدْ ملكتَ الأعذارَ تفقدُ سلوى.

فذراعي في العشقِ تبني قلاعًا،

وذراعي في الكرهِ تُضعَفُ، تلوى.

أيُّها العابرُ المثيرُ توقَّفْ،

فجراحي لم تُقترفْ دونَ جدوى.

عفوكمْ قدْ مررْتُ حلمًا صغيرًا،

دونَ أنْ يدري القلبُ ما مرَّ عفوا.

مقصدي من ذرِّ الرّمادِ عيونٌ،

سترى السُّوداءَ العميقةَ فحوى.

لو قنصتَ الغزالَ ترجو انتصارًا،

ذنبُكَ الموتُ، اليتيمةُ أروى.

مشتهاةُ الحروفِ رعشُ دماءٍ،

ناعقُ الصِّفرينِ المنمَّقُ أغوى.

لا تكنْ في عبورِهمْ طيفَ وهمٍ،

صفحةً تطوى، هامشًا ماعَ يطوى.

إنَّ ميزانَ العدلِ إنصافُ خلقٍ،

فتزوَّدْ، خيرُ التَّزوُّدِ تقوى.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “سقطتِ النقطةُ عن السطر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى