زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

لم أكن أعرف أنك تُحبني

صالح الريمي

كان لي صديق يجمعني به جلسة شبابية أسبوعية، ويومًا حصل بيننا نقاش أدى إلى ارتفاع الأصوات، وخرج كلٌّ منّا من المجلس إلى سبيل حاله، وقبل أن آوي إلى فراشي تذكرت الموقف، فأرسلت لصديقي هذه الرسالة: (أعلم يا صديقي العزيز “فلان” أنني جرحت مشاعرك بردة فعلي العنيفة وأخطأت في حقك أمام الشباب -ويعلم الله أنني لم أكن كذلك، لكن قلتها تطييبًا لخاطره- وأنك تشعر الآن بخيبة أمل منّي، لذا أعتذر فقد كنتُ مخطئًا بما قمتُ به تجاهك، وأنت لا تستحق مني ذلك، واعلم أنني أحبك، ولك مكانة خاصة في قلبي وأنك أحب شباب الجلسة لدي).

في اليوم التالي جاء إلى سكني ومعه هدية باهظة الثمن، وقام بتقبيل رأسي، قائلًا: قد تخاصمت كثيرًا ومن طبيعتي لا أحب الاعتذار حتى لو كنت أنا المخطئ، لكن رسالتك بصدق أدمعت عيني؛ ودعوت لك في صلاتي، وحلفت أن لا تغرب شمس هذا اليوم حتى أقوم بزيارتك معتذرًا عما بدر مني، ولم أكن أعرف أنك تُحبني. انتهت القصه ولم ينته الكلام.

الحياة أقصر من أن نكتم مشاعرنا، فإن أخطأت اعتذر، وإن أحببت فأخبر من تحب، وإن اشتقت أخبر من تشتاق له، وإن أعجبك شيء في صديقك أخبره فإنك تسعده بذلك، وإن ساءك شيء في شخص أخبره، ولا تترك للظنون مكانًا في قلبك، ولا تكتم أي شيء جميل تجاه شخص.

والجميع يستحق أن يشعر أنه مهم عندك، لأن بعض الكلمات تدخل إلى القلب دون استئذان، لذلك قل لمن تحب أنه نور عينيك، ولصديقك أنه جزؤك الأيسر، وللرائعين أنهم رائعين، وأخبر من تحب أنك تحبه.

ترويقة:

اتعلمون أن الاعتذار والعفو والصفح والمسامحة يساعدون على تخفيض نسبة السكر والضغط، كما أن لهم أثرًا بالغًا ومساعدًا في تلوين الحياة بأبهى الألوان، وأثبتت الدراسات أن من يتخذ العفو والاعتذار سلوكًا يمارسه في حياته هو أكثر البشر صحةً ورضًا وقناعةً وأقلهم حقدًا وسخطًا على من حوله.

كما أن كلمة “آسف” تساعد بنسبة 90% على التئام الجراح النفسية والاجتماعية والجسدية معًا.

ومضة:

يقول أحد الفلاسفة:

لا يصل إلى قمة النجاح إلا من يتعامل بلغةِ الاعتذار مع الآخرين.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

بقلم/ صَالِح الرِّيمِي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى