خبير بمرتبة لا يضاهيه بها أحد، منحها لنفسه وعلى حد قوله ليس غرورًا، وإنما بعد جهد كبير من المناقشات والجدل العنيف في العديد من “الاستراحات” ومجالس النميمة التى يعتادها ويجالس فيها طبيب الوحدة الصحية، والأستاذ محمد وموظف البلدية أبا حسام.
ولأنه من يجلب لهم “التموين”؛ فالجميع يصمت وينظر لصاحبنا حتى كسب الثقة وطلاقة اللسان، وسرد معتقده “إثمًا” بأنه دراسات عميقة من خلال مجموعة الكتب والمراجع التى قرأها منذ ولادته إلى الآن وهي تتجاوز الخمسة، لكنها كما يقول خلاصة العلم والمعرفة، وهو بصدد تلخيصها فقد وجدها غير مجدية ومضيعة للوقت، فاستعان بـ”مكتبة العلوم” في حيه؛ واستخلص عشر صفحات كافية وافية ووضع اسمه في نهايتها موقِّعًا باسم الدكتور “أبو العزائم الواثق من نفسه” وأرسلها إلى صديقه المخلص في أحد المواقع المستهلكة ونشرها، ثم أخذ بكل فخر يرسلها على جروبات الزملاء “المثقفين” أمثاله، واستعان بالله لمناظرتهم بكل ما أوتي من قوة، مُنددًا بأنه لم يأتِ لإقناعهم لأن النزول في الوحل ليس من عاداته، فعليك الاستماع والإنصات، ماذا وإلا فأنت “أبو جهل” وأمه وحفيده من الدرجة الأولى!.
ابتُلينا بالكثير من هؤلاء، وتعبنا حد الاشمئزاز من مجاورتهم، فإن تكرمنا بصمت تمادوا بهذيان يقتلع الألسن لو تقدم أحدنا بشكوى لأصم، فما بالك بمن يسمع ويعقل، يأتيك بالخبر والمعلومة، وميزانية الصحة والتعليم يعلم أرقامها قبل صدورها بستة أشهر، وليس أسوأ من ذلك غير لحظات التجلّي التي أصابته، وأقسم بالله بأن أحد أشهر شخصيات العالم ينتظره خبر جلل لن يبوح به إلّا في إحدى القنوات العالمية، فقد ولّى بالنسبة له زمن “البلاش” ويريد حفظ حقوقه المسلوبة ردحًا من الزمن، فماذا لو سحب من أذنيه ملحقًا بها لسانه وعلق بكعبيه حتى يتيبس عوده، لعل في ذلك تنشيط وإعادة تدوير لدورته الدموية ليعود لرشده، قبل أن يصل لمحظور أشد قسوة من علوم الفضاء التي لحقها نصيب من أبحاثه التي لا تنتهي.
ختامًا: الأطفال “لايكذبون لأنهم لم يعلموا الفرق بين الحقيقة والخيال”، فمن تكون أنت؟
شيء من ذاته:
على حافة الطريق منذ زمن، انتظرها لتسكن في مكانها الخالي، السعادة من اسمها، والحياة في رسمها، شجرة التفاح هل لكِ أن تثمري؟
نــقــد:
متى ستكف عنّا وكأنك المصلح في تلميحاتك المغرقة في الغموض؟ يسألني وكأنني لا أرى غيره، حتى أثقب خرم بابه لأشاهده صباحًا ومساءً، ثم أغنّي على ليلاه وأنسى ليلتي.
بقلم الكاتب/ عائض الأحمد