تشكيل وتصويرفن و ثقافة

مدحت نصر يستعيد خمسة عقود من الغرافيك

من حين إلى آخر ينظم الفنان المصري مدحت نصر معرضا استعاديا لتجربته الفنية التي انحاز فيها بشكل كبير إلى فن الغرافيك، ضمن نزعة تجريبية استندت إلى استخدام تقنيات متعدّدة في العمل الواحد، مثل الجمع بين الصور الفوتوغرافية والتجسيم ثلاثي الأبعاد إلى جانب فنون الطباعة التقليدية، موظفا خبرته الأكاديمية في التصميم. وهذه المرة ينظم الفنان معرضا استعاديا لتجربته في غاليري ياسين آرت في الزمالك، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل.

يضم المعرض أكثر من 50 لوحة من تجربته الفنية التي امتدت من بعد تخرجه في الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1971، وتميزت بتنوع وثراء التوليف والابتكار، خاصة وهو الذي احترف التجريب طوال أكثر من 50 عاما حتى أنه مزج بين التقاليد الأصيلة لفن الغرافيك وتقنيات التطور التكنولوجي والتصوير الضوئي وأنظمة الديجتال والبرامج والوسائط الإلكترونية. وتأتي لوحات الفنان بمثابة لغة تعبيرية خاصة تنتمي إلى القيم الإنسانية وتبحث عن معنى للحياة وحرية الإنسان في مواجهة قوى البطش والتسلط والإرهاب.

وارتبطت موضوعات أعمال مدحت نصر بالواقع الاجتماعي والسياسي في مصر، حيث عمد إلى تسجيل العديد من الأحداث البارزة في التاريخ المعاصر، وتقديم مفردات من الحياة اليومية. ويقول عنه الناقد رضا عبدالرحمن “يمكن أن نرى ثورة مدحت نصر في عالم الغرافيك عبر أربعة عقود تميز فيها بشجاعة الطرح ومتانة الصورة وطزاجتها في آن قافزا فوق معظم الضوابط المهنية المألوفة لدى عدة أجيال متتابعة”.

ويتابع “الفنان يمارس اللعب البهيج الحر داخل نطاق العمل المطبوع، ثم يخلق له معادلا بصريا وتعبيريا عبر الإطار الخارجي الكرتوني والحبال المشدودة نحوه. وفي حالات أخرى نجده يفرغ الكرتون زخرفيا من خلال مربعات ومثلثات ودوائر ليشف عما تحته من فعل طباعي يحتوي على تراكيب، مستحضرا فرحة اللعب من جب الذاكرة البكر لدى الفنان والمتلقي في وقت واحد.

وهي التي يعتمد عليها مدحت نصر في صياغته البصرية الوليدة الجامعة بين حرفية التشييد وتلقائية الإحساس، فيحدث ذلك التوازن في المشهد بين العقلي والوجداني.. بين النظامي والعفوي، داخل شخصية الفنان نفسه الذي يبقى رحالا بين تجاربه المختلفة بصحبة الطفل الساكن بداخله، ليظلا في حضرة لذة اللعب بإصرار على الوصول إلى مشارف الدهشة الإبداعية”.

مدحت نصر من مواليد الإسكندرية في العام 1948، حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1971 وماجستير الفنون الجميلة سنة 1976 ودكتوراه الفلسفة في التصميم المطبوع عام 1983، وعضو في هیئة التدريس بكلیة الفنون الجميلة في الإسكندرية من 1971 إلى 1988 وعضو مؤسس لجمعية مركز الإسكندرية لتجمیل المدينة ومؤسس ورئیس وحدة الغرافيك فيها.

شارك الفنان في الكثير من المعارض الدولیة منذ 1971 حتى الآن وأقام سبعة عشر معرضًا خاصًا في كل من مصر والخارج. وحصل على جوائز بینالي الإسكندریة الدولي الثاني عشر والثالث عشر والثاني والعشرين، وجوائز المعرض العام 1981، 1982، 1984، والجائزة الأولى في الحفر ضمن مسابقة مصر في عيون الفنانين 1986، وشهادة تقدیر بینالي الإسكندرية الدولي الدورة الثامنة عشرة 1994. وأعماله مقتناة في كل من الأردن والإمارات والكویت والسعودیة وألمانیا وإنجلترا وإیطالیا والسوید ومصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى