إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

على ضفَّةٍ نائيةٍ

أحمد جنيدو

وَقفْنا على ضفَّةٍ نائيهْ.

وكانَ الوداعُ صديقًا،

لذاكرةٍ خاليهْ.

وكانَ الهدوءُ يُلازمُ حزنًا

على قصّةٍ داميهْ.

وكانتْ مشاعرُنا باليهْ.

وقفْنا نودِّعُ حبًّا كئيبًا،

وكانَ لكلٍّ سبيلا ً،

مسحْنا عنِ الوجهِ دمعتَهُ الثانيهْ .

أيا هذهِ اللحظةَ القاسيهْ.

رميْنا بقاعٍ سحيقٍ حكاياتِنَا،

في خلاصتِها ضحكةٌ خاويهْ .

سقطْنا أخيرًا إلى الهاويهْ .

ومازالتِ الضفَّةُ الثانيهْ .

تُردِّدُ أنشودتي الغاليهْ .

وقفْنَا على ضفّةٍ،

والفراتُ بعيدٌ قريبْ.

وشمسُ المغاربِ تبكي،

وتُدفنُ في نمنماتِ المَغيبْ.

وظلٌّ يحاولُ،

أنْ يستثيرَ رضوخي،

رجوعي لشيءٍ معيبْ.

وقفْنا ،يثورُ نداءٌ غريبْ.

لنرجعَ نحوَ بقاءٍ يردُّ الجوابْ.

لنرجعَ نحوَ علاقتِنا بالتُّرابْ.

ونحوَ رسومٍ على شجَرٍ،

قبلةً في السُّحابْ.

هوَ الذِّكرياتُ ولكنْ،

تحوَّلَ منْ دونِ قصدٍ سرابًا سرابْ.

تحوَّلَ منْ دونِ قصدٍ

إلى حالةٍ منْ نحيبْ.

على ضفّةٍ،

والفراتُ بعيدٌ قريبْ.

فكيفَ سيثمرُ حلمُ فؤادي الكئيبْ ؟.

على موقعي ألفُ شكٍّ،

فمنْ يستجيبْ؟!.

هُنا لحظاتٌ،

هُنا النسماتُ تغيبْ.

هُنا الدمعاتُ ستحجبُ وجهَ الحبيبْ.

ومازالَ في الضفَّةِ العندليبْ.

يغنّي بكلِّ الثَّواني وداعًا ،

فمنْ يستجيبْ؟

على ضفِّةٍ،

والفراتُ بعيدٌ قريبْ.

وقفْنا لكي نَحتسي بعضَ أحزانِنا،

كانَ منها وصولا.

ونجترُّ حلمًا جميلا.

تَرَانا عَرفْنا خُلاصةَ هذا،

وهذا رأى مُستحيلا.

كفانا نَبيعُ المِياهَ بأرضِ الفراتِ،

ونَعطشُ جدًّا،

ونَطلبُ ماءً ذلولا.

كفانا نسيرُ،

ولا نَعرفُ اليومَ أينَ السَّبيلا؟.

وكلٍّ أضَاعَ دليلا.

كفانا،

فقدْ صَارَ حبُّ البَقاءِ قَتيلا.

الشاعر/ أحمد جنيدو

من ديوان: “حلمٌ صمتٌ فدخان”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى