تشكيل وتصويرفن و ثقافة

جماليّات الغواية اللونيّة في المشهد التشكيلي السوري

أغواه اللون والتشكيل، فدخل إلى دهاليزهما من باب الصحافة لا من باب النقد التشكيلي، وهو ما دفع الزميل والكاتب علي الراعي أن ينجز كتابه الثالث في هذا المجال تحت عنوان “جماليات الغواية اللونيّة” وجوه من المشهد التشكيلي السوري إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب،  والذي جاء بعد كتابيّ ” الطواحين ” الدراسة في جماليات العمارة على ضفاف الأنهار السوريّة، وكتاب “دروب في المشهد التشكيلي السوري- ملامح بحث عن هويّة”.
وكانت غاية الكتاب وكما ذكر الراعي في مقدمته، ليست دراسة الحركة التشكيلية السورية خلال المئة سنة التي مرّت على حضورها كفنون تشكيلية معاصرة وإنما الغاية أخذ مقاطع من اتجاهات فنيّة مختلفة، سواء بالنوع التشكيلي، بحيث نغطي مختلف أنواع الفنون التشكيلية من تصوير ونحت وحفر وكاريكاتير وغيرها، أو من خلال أجيال مختلفة كذلك، بحيث يكون الأمر أشبه بمن يأخذ مقطعاً من هذا المشهد التشكيلي، حيناً يكون عرضانياً، وطوراً يكون طولانياً كقراءة في المشهد التشكيلي المعاصر، وإن كانت مسألة التوثيق لا تغيب عن هذه القراءات المذكورة.
وتحدث الكتاب عن تجارب تشكيلية بوّبها الراعي تحت خمسة عناوين احتوت تسع عشرة تجربة تشكيلية، كان الباب الأول بعنوان “وجوه أولى” تطرق فيه إلى تجارب الفنانين ليلى نصير، نذير نبعة، ناجي عبيد ، معد أورفلي، أما باب “وجوه تالية” تحدث فيه عن تجربة نشأت الزعبي و خليل عكاري وإدوار شهدا وأنور الرحبي ونبيل رزوق. بينما تحدث باب “وجوه خارج السرب” عن أعمال بديع جحجاح وسبهان آدم وضاح السيد وعبدالسلام عبدالله. ثم باب “وجوه بعلامات فارقة” أشار فيه إلى أعمال الفنانين جميل قاشا ونزار علي بدر وحسن عزيز محمد  وأسامة جحجاح. وختم الراعي كتابه بباب “وجوه أخيرة ” تناول فيه تجربة كل من عبدالله بصمة جي، أسمهان حامد.
اعتمد الراعي بقراءاته في هذا الكتاب على تجارب سورية تعتبر من الرواد في الحركة التشكيلية المعاصرة، تجارب أسست للتشكيل السوري بقيم تشكيلية كان لها إيقاعها على الكثير من التجارب السورية اللاحقة كما كان صداها في المشهد التشكيلي العالمي، وتطرّق إلى التجارب التشكيلية الأكاديمية التي أكملت التجارب السابقة باحترافية عالية مسنودة بالموهبة والدراسة الأكاديمية، إضافة إلى تجارب استطاعت أن تسجل لنفسها أسلوبها الخاص، باعتماد صاحب اللوحة على معطى واحد، بينما هناك تجارب ذهبت إلى أكثر باتجاه الخامة أي الحامل للموضوع التشكيلي الجمالي، هنا ثمة تماهي حضور لعنصر الخامة، وفي نهاية الكتاب نجد أن الكاريكاتير والتصوير الضوئي قد حجز لنفسه مكاناً لا يستهان به في صفوف الفنون التشكيلية.
وقد بيّن الراعي في كتابه إلى أن تجارب موضوع الدراسة والبحث في هذه الأبواب ليست نهائية وحاسمة، بمعنى ثمة الكثير من التجارب الأخرى وقد تكون أهم منها تتشارك معها في كل ما تقدم ، وكل ما في الأمر هو قراءة العينة لمعرفة كامل المشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى