تشكيل وتصويرفن و ثقافة

فنانون إماراتيون وإيطاليون وكوريون يجددون الخرافات في أبوظبي

انطلقت فعاليات النسخة الأولى من معرض “الخراريف برؤية جديدة”، الذي تنظمه “مكتبة” التابعة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع “المجلس الإماراتي لكتب اليافعين” خلال الفترة من السادس عشر من أكتوبر الجاري إلى السادس عشر من نوفمبر القادم في المجمع الثقافي في أبوظبي.

حضر افتتاح المعرض كل من سعود الحوسني وكيل دائرة الثقافة والسياحة، وصالح الجزيري، مدير عام السياحة في الدائرة، ومروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة ورئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والأكاديمي عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وعدد من المعنيين بالشأن الثقافي والفني وممثلي وسائل الإعلام.

ويقدم المعرض لزواره مجموعة من “الخراريف” الشعبية الأكثر شهرة والُمعاد تخيل شخصياتها من قبل 10 فنانين من دولة الإمارات، و5 فنانين من إيطاليا، و5 فنانين من المكسيك، ليسلط الضوء على حكايات الماضي من منظور الأجيال الجديدة وواقع تجاربها في حوار تمتزج فيه الثقافات وتلتقي الأفكار والتعابير، لاكتشاف هذه الحكايات بأسلوب متجدد يُلهم الأجيال الحالية والمقبلة.

وقالت مروة العقروبي “يسعدنا إقامة المعرض في أبوظبي، بعد ثلاث نسخ ناجحة في إيطاليا والمكسيك وكوريا الجنوبية، حيث أسهم المشروع في تقديم جيل جديد من الرسامين الذين يعيدون سرد القصص التراثية من وجهة نظرهم وتجاربهم الشخصية، ونتطلع من خلاله إلى التأكيد على قيمنا الثقافية الإنسانية المشتركة، التي تجمعنا معا رغم امتدادنا الجغرافي على مساحات قد تبدو بعيدة عن بعضها، ولكن الخراريف أو الحكايات الشعبية تثبت مرة أخرى أن ما يجمعنا كبشر أكثر مما يفرقنا”.

وقالت العقروبي إن “الأطفال في جميع الثقافات والأجيال يدخلون إلى عالم القصص منذ نعومة أظفارهم عبر بوابة الموروث الشعبي حتى قبل أن يتعلموا القراءة بوقت طويل، ولذا لا نبالغ عندما نعطي الحكايات الشعبية هذه الأهمية في تشكيل حياتنا وأحاسيسنا، ويعد معرض ‘الخراريف برؤية جديدة’ نتاجاً لمشروع فني مشترك بين فنانين إماراتيين وإيطاليين ومكسيكيين أبدعوا في إنتاج الرسوم بناء على ما يختزنه التراث الشعبي، في تجسيد للتعاون المشترك”.

بدورها قالت شيخة المهيري، مديرة إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي “يُوفر معرض ‘الخراريف برؤية جديدة’ منصة تفاعلية لإعادة تخيل الحكايات الشعبية بطريقة فنية وعصرية يُقدمها فنانون من ثقافات مختلفة لتكون بذلك احتفاء بالتراث الوطني بوصفه تعبيرا حيا عن أخلاقيات المجتمعات وتقاليدها العريقة”.

وواصلت قولها “يُمثل المعرض جسرا لتلاقي الحضارات وتفاعلها الثقافي الإيجابي من خلال الحكايات التي يتناقلها الموروث الشعبي الذي يُعتبر بدوره جزءاً أساسياً من ذاكرة الشعوب وهويتها الثقافية والإنسانية”.

ويشهد المعرض أيضا تنظيم ورش عمل تخصصية بعنوان “الخراريف برؤية جديدة من خلال الرسم” خلال الفترة من السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين من أكتوبر الجاري يقدمها الفنان مجدي الكفراوي. ويمكن للفنانين والرسامين المحترفين والمهتمين بالحكايات الشعبية ممن يملكون خبرة في الرسم اليدوي أو الرقمي أن يشاركوا في الورش لخوض تجربة تفاعلية مصممة لإحياء عالم الحكايات الشعبية من خلال فن الرسم.

ويتضمن برنامج المعرض كذلك جلسات وورشا تفاعلية لقراءة القصص الشعبية، حيث تمتزج فيها الحكايات من الثقافات الثلاث، موفرة جسراً للتلاقي الثقافي والحضاري على أرضية إنسانية مشتركة. كما سيتم تنظيم ورش قرائية للأطفال لرواية قصص متنوعة الثقافات تصحبها ورش فنية وحرفية يستمتع بها الأطفال طيلة فترة المعرض.

وعلاوة على ذلك يجري تنظيم زيارات مدرسية إلى المعرض خلال الفترة الصباحية من الإثنين إلى الخميس.

يشار إلى أن معرض “الخراريف برؤية جديدة”، الذي يشرف عليه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، يهدف إلى الاحتفاء بالتراث وتعزيز حوار الثقافات وتبادل الأفكار الخلاقة والإبداعية.

وسبق أن قدم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين معرض “الخراريف برؤية جديدة” ضمن مشاركاته في فعاليات معارض كتب دولية مثل إيطاليا وسيول وغوادالاخارا، إذ قدم أعمالا لفنانين إماراتيين يحوم موضوعها حول خرافات البلدان التي يقام فيها المعرض، وفي المقابل قدم فنانون إيطاليون وكوريون ومكسيكيون رؤاهم للخرافات الإماراتية بأثواب جديدة مختلفة تساهم في تجديد هذه الحكايات الشعبية.

وتعد الخرافة رافدا معرفيا وثقافيا وتشكلت على أحداثها وتفاصيلها وشخصياتها أجيال متلاحقة، ما يجعلها في صدارة اهتمام التنشئة السليمة على القيم والعادات والثقافات بخصوصياتها، ومزج الخرافات بالصور يساهم بشكل كبير في انتشارها وترسيخها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى