تشكيل وتصويرفن و ثقافة

“النور في المدى”: صمود الإنسان ودفاعه عن حقوقه

يتناول معرض “النور في المدى” المقام على غاليري رؤى 32 للفنون، بمشاركة فنانين تشكيليين من الأردن والعالم العربي، صمود الإنسان ودفاعه عن حقوقه التي كفلتها الشرائع.

وتعبّر الأعمال المعروضة التي جاءت وفق تقنيات فنية متنوعة كالرسم بالأكريليك والزيت والتركيب الفني والنحت، عن توق البشر إلى كسر القيود مهما كان شكلها أو حجمها.

وقالت مسؤولة الغاليري سعاد عيساوي إن هذا المعرض الجماعي بمثابة دعوة للتفاؤل والتمسك والأمل “رغم الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تجتاح العالم في هذا الزمن المثخن بالحروب الطاحنة”.

ووضحت أن المعرض يأتي في سياق نصرة الشعب الفلسطيني من خلال 48 عملا لفنانات وفنانين من العالم العربي، يعبّر كل منها عن رؤية الفنان الخاصة تجاه مفاهيم الحرية والانعتاق ورفض الخنوع.

ومن التشكيليين المشاركين في المعرض الذي يستمر حتى 9 نوفمبر المقبل: نسمة محرم، وآمال جالوقة، وآية أبوغزالة، وزينة سليم، وسمر حدادين، وشهيرة أبوغنيمة، وشيرين عودة، وصفاء أبوعيد، وعلي حسين، وليلى دمشقية، ومنى عمارين، ونجلاء الرمحي، ونسمة محرم، ونهاد كولي، ونوال عبدالله، وناصر آغا، ودينا شمعونكي.

وتمثل الأعمال التي عُرضت للفنان الراحل عدنان يحيى صرخة تنديد في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس سياسة التهجير والتشريد ويرتكب المجازر. واختار يحيى لأعماله التي استخدم فيها وسائط فنية مختلفة مثل إلصاق بعض الرموز الموحية، الألوان الترابية والغامقة، مبرزا عبر تشكيلاته الرمزية القوية الممارسات العنصرية التي تخالف أبسط المبادئ الإنسانية.

أما التشكيلية داليا علي فتقدم لوحات متأثرة بدراستها لهندسة العمارة، وتتناول عبرها مدنا فلسطينية تَظهر عبر تكوينات مختزلة تقارب المدرسة التجريدية، وعبر البناء المحكم للتكوين والخطوط المبنية وفق قواعد هندسية وهي من خلال أعمالها وخاصة تلك التي تتناول مدينة القدس والمسجد الأقصى تؤكد على الهوية الفلسطينية غير القابلة للمحو.

ويحضر المكان أيضا في أعمال التشكيلي السوري ناصر الآغا الذي يقدم لوحات منحازة لمشاهد الأزقة والحارات الشعبية، مستلهمًا خطوطه وألوانه من العمائر القديمة والجدران التي حُفرت عليها رموز وعناصر موحية، ومبرزًا النقوش والزخارف التي تدخل في تشكيل هندسة تلك الأحياء الشعبية وتزداد جمالياتها بمرور الزمن.

وتذهب التشكيلية الأردنية ديانا شمعونكي في أعمالها باتجاه رسم المدن في فلسطين، مركزةً على القدس بما فيها من معالم وتجليات حضارية وثقافية وطبيعية، كما تقدم رسومًا لوجوه بشرية تعكس ملامحُها حالات عميقة من المشاعر الإنسانية.

أما التشكيلية السورية لجينة الأصيل فتقدم أعمالًا تتسم بالحيوية والحركة، حيث تعكس تأثير المحيط على الإنسان، مقاربةً في تكويناتها واختياراتها اللونية الهادئة المدرسةَ التعبيرية مع لمسة من التجريد.

ويحضر التجريد اللوني أيضًا في أعمال التشكيلي الأردني غازي نعيم الذي يقدم عبر لوحاته موضوعات تتعلق بالمكان الفلسطيني وبالهوية والتراث والأزياء التراثية والتطريز، وهو يطعّم لوحاته برموز وموتيفات ذات معانٍ ودلالات ترتبط بالمقاومة وبحلم العودة.

وفي أعمال التشكيلية الأردنية نوال عبدالله هناك تدفقات لونية موحية تؤكد على قوة التجريد اللوني المتدفق عبر مساحات لونية مدروسة تعبّر عن البحر والصحراء والجبل والسماء، مستثيرةً من خلال ذلك طاقة المكان الروحانية، وخاصة حين ترسم من وحي فلسطين بكل ما فيها من جماليات تتعلق بالمكان والطبيعة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى