تشكيل وتصويرفن و ثقافة

«العلاج بالفن» يسلط الضوء على أهمية تبني طرق حديثة في التعامل مع المشاكل النفسية

سلط مؤتمر «العلاج بالفن»، الذي نظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية-إيواء، أخيراً في العاصمة أبوظبي، الضوء على أهمية تبني طرق حديثة في التعامل مع المشاكل والصدمات النفسية، والذي يعتبر الفن التشكيلي إحدى أهم الطرق التي لم يتم العمل بها وفق المنهجية التي تؤتي بثمارها نظراً لنقص المختصين المهنيين أو تعامل البعض معها على أنها مجرد حرفة، كما أنه لم يكن معترفاً بها كأسلوب علاجي فعال حتى وقت طويل في المنطقة العربية، وناشد عدد من الأخصائيين النفسيين من ضرورة تضافر الجهود الخليجية العربية لتأسيس جمعية مهنية للعلاج بالفن، للوقوف على منهج علاجي متكامل، والذي يعتبر ذا فاعلية كبيرة في التشافي ودعم الصحة النفسية حسب الدراسات الحديثة.

وقالت الدكتورة أمينة بن حماد، خبيرة التثقيف المجتمعي من مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية-إيواء، إن العلاج بالفن يعتبر أحد الأساليب العلاجية الداعمة للعلاج النفسي، إذ يستخدم على نطاق واسع، وقد أثبتت الدراسات مدى فاعليته مع الحالات التي تعرضت للعنف والإيذاء والصدمات ومع المسنين ومرضى السرطان، ويستخدم العلاج بالفن عدة أدوات يستخدمها المعالج ضمن حدود علاقة علاجية معتمدة على علاقة استرشادية بين المعالج والمستفيد في فترة زمنية محددة، وبأطر ومنهجيات علمية مثبتة.

من جهته، أكد الدكتور عوض مبارك اليمي، من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، أن العلاج بالفن أهم أساليب التعبير الإنسانية القديمة، كما أن استخدام الفن كأداة للشفاء وتحسين حياة الإنسان موجود في شبه الجزيرة العربية، وغيرها من الثقافات، قبل أن يُعرف هذا المجال كتخصص فعلي اليوم، وأشار إلى أن الأعمال الفنية تحتوي على أحاسيس قد تكون قديمة، وعند التحليل نستثير تلك المشاكل وذكريات الألم، لذا لا بد من وجود آليات خاصة لفهم وتحليل هذه الرسومات”.

وتابع : «كم نأمل أن يكون هناك جمعية عربية للعلاج بالفن التشكيلي، فالأمر ليس حرفة، إنما علم وفن…».وفي السياق، قالت كارول حمال، أخصائية العلاج بالفن، إن 70 % من البالغين في 24 دولة يعانون من الصدمة وفق مبادرة الاستقصاء العالمي للصحة النفسية، وهي أنواع منها الصدمة من خلال موقف واحد، والنوع الثاني هو التعرض لسلسلة من الصدمات، من خلال العنف الجنسي وعنف المنازل والصدمة من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية والإرهاب، ولذلك، قمنا بتطوير برنامج التدخل المركز لعلاج الصدمات بالفن لأربعة أيام، والذي يجمع بين العلاج النفسي التحليلي والوجودي، يستخدم الفن كوسيلة لفهم المشاعر والتعامل مع الصدمات من أجل الوصول لمرحلة التعافي وتسريع الشفاء، وتم تطبيق هذا العلاج بالتعاون مع منظمة تعمل مع اللاجئين السوريين والسودانيين، الذين تعرضوا للعنف.

وشددت كريس ستورم، أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن، على أهمية دور التحفيز الحسي من خلال استخدام اليدين لعمل أشكال فنية في تحسين قدرة الإنسان على التواصل مع ذاته، ومنحه شعوراً بالراحة، وتحسين قدرته على التخفيف من توتره والاهتمام بنفسه.

وقالت: «..يعزز هذا النوع من العلاج قدرة الإنسان على فهم مشاعره الداخلية، وإدراك مشاعره من خلال مراقبة رد فعل العضلات والأحشاء ومعدل ضربات القلب وطريقة التنفس…”.

وأكدت الأخصائية النفسية السعودية روان باجسير، أهمية العلاج النفسي الرقمي، «بعد أن باتت البنية التحتية الرقمية رصينة وقوية في أغلب البلدان العربية، يستطيع البالغون والأطفال ممن يعانون من الصدمات النفسية من استخدام الأجهزة اللوحية للتعبير عن دواخلهم من خلال الرسم الرقمي»، وناشدت باجسير بضرورة التدريب المستمر والدؤوب للأخصائيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى