الموهبة الصغيرة “رام”.. رسمت البورتريه بإحساس مرهف

الفن التشكيلي عبارة عن موهبة كامنة لدى غالبية البشر، تحتاج إلى عناية ورعاية بعد اكتشافها بشكل مباشر حيث تظهر من خلال المواقف والظروف التي يوجد فيها الموهوب، فالفن سلوك ومجموعة قدرات تبرز على هيئة نتاجات مبدعة تغني المجتمع بالعلم والثقافة والأدب، ونظراً لارتفاع الذائقة الفنية، وازدهار الوعي الثقافي، أصبح الفن جزءاً رئيسياً في حياتنا اليومية وجمالياتها.
الفن هو لغة الحياة وطريقنا نحو الجمال والإبداع وتاريخ الحضارة، كما رسمته الفنانة اليافعة رام كنان أبو زيدان ابنة مدينة شهبا بالسويداء، بباقة من المواهب الواعدة تعكس إحساسها المرهف، إنها ثمار موهبة واعدة تنير طريق الثقافة والأدب والفن، فجمعت بين موهبة الرسم والغناء التي رافقتها منذ طفولتها، فأبدعت في رسم البورتريه للوجوه البشرية، وكانت تمتلك مهارة كبيرة جداً في رسم أدق تفاصيل الوجه، وإبراز الجانب الجمالي بطريقة فريدة.
ورسمت عدة شخصيات كرتونية بالألوان المائية، وتوجتها بفوزها بالمركز الأول لتصميم أفضل قصة بمسابقة المؤلف الصغير التي أقامتها مدرستها العام الدراسي الماضي بمشاركة عدد من المواهب، ونجحت في بناء الشكل من خلال كثافة المضمون الظاهر في لوحتها. وكذلك الإشارات والدلالات الخفية في أعماق اللون، وتميزت أعمال المبدعة أبو زيدان بأنها نابضة بالحياة بفضل دقتها الكبيرة في تكوين جميع أجزاء وتفاصيل الرسمة، إضافة إلى التدرج اللوني الجميل الذي أعطى الشخصية داخل اللوحة بعداً جديداً، جعلها أقرب إلى الواقع بأناملها الصغيرة.
صقل موهبتها وشجعها المدرب ثائر الصحناوي وشاركت معه في حفلاته الموسيقية، وصولاً لتعلمها أيضاً العزف على آلة العود إلى جانب الغناء.
ولها عدة مشاركات بنشاطات قدمتها على خشبات المسارح وخاصة في الحفلات المدرسية والكورال المدرسي ضمن مدرسة الشهيد أشرف دنون بأغان فردية وجماعية، ونالت مرتبة الريادة في هذا المجال بمسابقات الرواد على مستوى منطقة شهبا.
الاهتمام بمواهب الأطفال واليافعين يرنو بهم لمستقبل واعد، وتعتبر من العلامات البارزة لرقي الشعوب والأمم، ومظهراً من مظاهر تقدمها وتطورها، فالطفل تتشكل شخصيته في السنوات المبكرة من عمره، والموهبة إذا لم يتم الكشف عنها مبكراً وتوجيهها ورعايتها وتتبع نموها وتقدمها فسوف تضعف وتخمد وبالتالي سيفقد المجتمع أغلى ثرواته، لذا يعتبر الاهتمام بهذه المواهب مبكراً واجباً وطنياً، لا يقل اهتماماً عن المراحل التعليمية اللاحقة.