إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ثلاثية الهمسات

هديل العتيبي

همسة أولى: النور نحن

بَحْرٌ تَبَخْتَرَ مَدُّهُ فَتَبَخَّرَا

مَوْجٌ مِنَ الرُّؤيَا وَسِرٌّ لا يُرَى

أقْدَامُنَا فَوقَ الرِّمَالِ تَبَيَّنَتْ

مَا زَالَ طَيفُ الحَظِّ فِي اللُّقْيَا سَرَى

مَرَّتْ هُنَا وَتَسِيرُ سَيْرًا مُرهَفًا

قدْ أزْهَرَتْ وَهْمًا تَمَدَّدَ وَانْبَرَى

دَغْدِغْ شُعُورًا نَائمًا أيْقِظْ بِهِ

في الخَدِّ دَمْعًا مَالِحًا قدْ أبْحَرَا

وَانْظُرْ أمَامَكَ لِلأَمَاكِنِ رَعْشَةٌ

وَالطَّيْفُ مِنْ سُجُفِ الغُيُوبِ تَنَوَّرَا

النُّورُ نَحْنُ .. وَكُلُّ لَيْلٍ يَنْقَضِي

يَبْقَى الظَّلامُ دَلِيلَ نُورٍ أسْفَرَا

————————————————-

همسة ثانية: تلويحة الحظ

هل نكتب أوراقًا تُرمى

كسديمٍ تحت الطرقاتْ

تحملها الريح بلا خجلٍ

لتنوء بعيدًا برؤاها

وتراب الحي يناجيها

يتلو من قصص الآياتْ

يرفعها العاصف يتمادى

تتساقط منها الكلماتْ

والجو يلوّن خاطرة

كي ترسم بؤس الصفحاتْ

ترتعد الذكرى يتبعها

حزن مكتوم الآهاتْ

هل تلحظ تلويحة حظ

ترجوك وفاء ..

وكفاكَ …

يا بلسم أحلام الذاتْ

أن تحرق تلك الأوراقِ

يقهرها رملي ورمادي

يا هادي .. يا ثلج عنادي .. يا سادي ..

عادة أوقاتي .. حزنٌ

وأنينٌ وسباتْ

فالسر بروحي مسكنه

وعليه جروحي .. تقتاتْ ..

وسطوع الضوء يكسره

نغم الأطلال على (الشاتْ)

يُشعرك الموقف أن لها

حالًا لا تبدو كحياةْ ..

والخوف وإن لم يقرأْها

يجعلها موت الظلماتْ ..

————————————————

همسة ثالثة

قلبي بِرغمِ الانْزياح

ليلٌ ويقلقه الصباح

ماذا أرادوا من كرى

موجٌ من الناس اجتياح

يجرون يسبقهم رذاذٌ

كالسراب المستباح

الحق ليس كما يقال

وضحكهم يُبكي النجاح

ماذا أرادوا؟! ليتهم

جدُّوا ويعلوهُم مُزاح

شُطْآن شيطان رسوا

ظمئوا ويلتهب القراح

ولعوا خراب ديارهم

لم يسمعوا صوت الجراح

والله خالق جنده

وترَقرْق الدمع الصُّرَاح

الدهر يظلم باجتهاد

كل مجتهد مباح

ولَّوْا بخيبة فارس

يرْمي وقوس الرّمي زاح

صارعتُ أفواه الصراخ

وقد تهافتَ واسْتراح

فبنيت منه سفينة

ودعوة حيَّ على الفلاح

بقلم/ هديل العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى