إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

لماذا نكره إيران وما يسمى دولة إسرائيل.. ويكرهوننا؟

محمد الأصلعي

بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…

سؤال قد يطرحه الجميع من السنة والجماعة أو من غيرهم، ولكي نجاوب على سوال هام جدًا من الناحية الإستراتيجية، منطلقين من الإرث التاريخي المتراكم في منطقة الشرق الأوسط منذ آلاف السنين بنيت حضارات وبادت أمم، وعلا بعضها على بعض بقدرة قادر وتصريف حكيم خبير بأمور البشر ومنابع الخير والشر، يدفع الناس بعضها ببعض لكي يميز الخبيث من الطيب. 

الأمة الفارسية أمة لها تاريخ عظيم وحضارة من أعظم الحضارات على مر التاريخ، دامت اكثر من ١٢٠٠ عامًا، استطاعت من خلالها أن تحكم مناطق شاسعة من آسيا، وكانوا الند للند مع الروم. 

ثم أتى الإسلام فهدم تلك الحضارة اللتي لم يكن في مخيلة أحد من البشر آنذاك أن تأتي نهايتهم على يد عربي، لأن العرب في جزيرة العرب وبلاد الشام كانوا بلا تاريخ يُذكر، فهم إما تابعين لفارس أو للروم أو متناحرين في ما بينهم على الماء والكلأ، عالم تسود فيه القبيلة بقيمها على كل القيم، حتى جاء اليوم الذي سبقت إرادة الله فكر البشر وقوتهم، فأنزل وحيه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ واتحد الشتات تحت شعار يعلو على صوت القبيلة وأنظمتها وقوانينها، فتوحد الهدف واستقامت الدولة بسلطان العدل وكلمة الحق فأصبح العرب الأوباش الذين لا يوحدهم رأي ولا يجمعهم فكر، أصحاب الرأي والفكر والعقيدة الواضحة التي يعمل الجميع من أجل تحقيقها، ولهذا أعلى الله شأنهم، فلم تستطع فارس العظمى الوقوف أمام إرادة الله، ثم أمة ذات عقيدة ودستور واضحتي المعالم، فانهزمت وانتهى تاريخها إلى الأبد؛ وطُمست حضارتها.

ما تفعله حكومة إيران (فارس) اليوم هو تخطيط محكم ومدروس لاستعادة مجدها ( أكان ذلك في نظرنا حق أم باطل) فهو حق مشروع لهم وهم يدركون بأنه لا يمكن تحقيقه إلا بإزالة أسباب زوال إمبراطوريتهم (الاسلام والمسلمين) ولذلك فهم مستعدون للعمل والتحالف حتى مع الشيطان إن لزم الأمر، للحصول على ما يريدون، يمشون ضمن عقيدة ثابتة لها أهداف بعيدة المدى لم يستلفوا عقيدة أمة أخرى، ولم يبعدوا معتقداتهم لكي يرتقون بشعبهم حسب شعارات الغرب.

كذلك عندما ننظر إلى نظيرتها سرطان فلسطين (دولة الكيان الصهيونى) الذي حقنه الغرب الكافر في جسد الأمة الإسلامية والعربية، لكي يتم تغذيته وحمايته من قبلهم لكي يكبر ويقضي على الجسد الذي حُقن فيه، وهذا لم يأتِ من فراغ أو فكرة عابرة، وإنما بناءً على إرث تاريخي كبير بدءًا من تلك القرون التي سيطر فيه الرومان على بلاد الشام كاملة، ومن ضمنها فلسطين، وعاشوا بها دهرًا، كان العرب فيه بلا عقيدة ولا هوية ولا راية.

عندما بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم توحدت الرايات، فأصبحت واحدة والأهداف واضحة.. كما ذكرنا سابقًا، فتم القضاء على أعظم إمبراطورية عرفها الغرب في التاريخ.

لذلك عادوا مرات عدة لمحاولة استعادة مجد تليد وعقيدة بائسة، من خلال الحروب الصليبية والغزو البريطاني والفرنسي لبلاد المسلمين، ولكنهم بفضل الله ثم فضل المناضلين الشرفاء تم طردهم المرة تلو الأخرى، فلم يجدوا سبيلًا، إلا هذا العمل الدنيء (إنشاء دولة إسرائيل) لكي تكون سرطانًا في جسد الأمة، ومكانًا يتخلصون فيه من اليهود، وهم يعلمون بأن قوة العرب المسلمين هي في عقيدتهم، لذلك بنيت إسرائيل على عقيدة فرق تسد، وذلك من خلال بث السموم بعدة طرق من أهمها:

– كراهية العرب لبعضهم البعض 

– إظهار الدين بأنه سبب التخلف 

– إشاعة الفاحشة والانحلال 

– تفكك الأسر وإضعاف روابط المجتمعات 

مما سبق من سرد بسيط وقراءة مختصرة للتاريخ، نجد أنه -في رأيي المتواضع- يجب على الأمة الإسلامية أن تتمسك بعقيدتها، وأن تكون هي رؤيتها الإستراتيجية، وأن نسالم من يريد السلام، لكن دون أن نغفل عن ثوابتنا الوطنية، أن لا ننسى بأن لكل أمة ثوابت لا يمكن أن تتخلى عنها حتى لو تظاهروا بذلك.

حفظ الله بلدي.. مهبط والوحي ومنبثق نور الإسلام، وحفظ شعبها وحكامها، وأدام علينا لُحْمَتنا وعقيدتنا، وحفظ الله المسلمين الموحدين في كل مكان.

بقلم/ م. محمد الأصلعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى