إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الزمن وتأثيره على المخلوقات

سالم سعيد الغامدي

لا شك أن أي مخلوق في هذا الكون يحكمه الزمن، إذا فهو مُتزمّن بزمنٍ خاص به وله تقويم زمني خاص ومحدد، وبما أن الزمن يحكم حركة المخلوقات الوجودية، إذن لا بد لهذه المخلوقات أن يسري عليها تأثير التغيُّر أي أنها تتغير في أشكالها بحكم مرور الزمن عليها على الدوام.

وكل شيء يتغيَّر بحكم حركة الزمن عليه، إلا الله سبحانه وتعالى، فلا يجري عليه عامل الزمن وهو خارج إطار الزمن ولا يخضع لقوانينه لأنه هو الخالق للموجودات ولأزمنتها؛ إذًا فهو لا يتغير أبدًا، والزمن بالنسبة له سبحانه وتعالى كله يكون في الماضي لأنه قد أحاط به علماًاوهو مُدوَّن عنده في علم الكتاب، وليس له سبحانه زمن ماضي ولا مستقبل فهو سبحانه دائم الحضور، أما ما عداه فيخضع لعامل الزمن.

وقد قرَّب أينشتاين لنا هذا المفهوم في نظريته النسبية حيث قال: {إنَّ كلَ شيء له حركة في الوجود يكون له زمنه الخاص به}، ولكن تقويم زمن المخلوقات يختلف في بعضها عن بعض، فمثلاً زمن الملائكة يختلف عن زمن الإنسان لأنها أسرع وأقوى منه، وأيضًا الزمن على الأرض يختلف عن الزمن على كوكب المريخ، فكلٌ له تقويمه الزمني الخاص به، قال تعالى:( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

والإنسان عندما يموت ثم يُبعث يُقسِم ما لبثَ غيرَ ساعة، وذلك لأنه خرج من تقويم زمني كان يعيش فيه إلى تقويم زمني جديد لا يطابق زمنه السابق الذي عاشه في الحياة الدنيا.

فسبحان مَن يُغيّر ولا يتغيَّر.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى