أغسطس أول مؤسس للإمبراطورية في روما

الإمبراطور الروماني أغسطس هو أول إمبراطور روماني، حيث قاد أغسطس عملية تحول روما من جمهورية الى إمبراطورية خلال سنوات الإضطراب التى أعقبت إغتيال عمه الكبير ووالده بالتبني يوليوس قيصر، ونجح أغسطس بذكاء في الجمع بين القوة العسكرية وبناء المؤسسات ووضع القوانين ليصبح الحاكم الوحيد القوي لروما، كما أنه صاحب الفضل في وضع الأسس التي إستند عليها السلام الروماني الذي استمر لمدة 200 عام، وقد أستمرت الإمبراطورية الرومانية التي أسسها أغسطس لما يقرب من 1500 عام .
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وُلد أغسطس وعرف باسم أوكتافيوس حتى تمّ تبنيه من قبل عمّه الأكبر يوليوس قيصر، وقد انتخب في الجامعة البابويّة، ثمّ تبع عمّه لإسبانيا في عام 45 قبل الميلاد، عندما توفي عمه اكتشف أغسطس تبنيه له، وأنّه أصبح الوريث الوحيد، وجمع الجنود أثناء توجهه لروما ليصبح تبنيه رسمياً، ولكن تمّ منعه من منصبه من قبل أنطونيو، ثمّ استطاع بمساعدة الكاتب الروماني شيشرون امتلاك قيادة مشروعة للجيش، بالإضافة إلى إعلان أنّ أنطونيو هو العدو العام، وبمساعدة جيوشه الكبيرة استطاع السيطرة على سردينيا، وصقلية، وأفريقيا، ومن ذلك الحين ركز أغسطس على تأمين قوته وتركيز السلطة على نفسه.بدأ عهد أغسطس حقبة من السلام النسبى والمعروفة باسم باكس رومانا، حيث فيها كان العالم الرومانى خاليًا إلى حد كبير من الصراع على نطاق واسع لأكثر من قرنين من الزمان، وذلك على الرغم من الحروب المستمرة للتوسع الإمبراطورى على حدود الإمبراطورية والحرب الأهلية التى دامت عامًا والمعروفة باسم “عام الأباطرة الأربعة” على الخلافة الإمبراطورية.
أغسطس والطريق إلى السلطة :
كان أوكتافيوس البالغ من العمر 17 عامًا في أبولونيا (في ألبانيا الحالية) عندما وصل خبر وفاة قيصر ووراثه الخاص، وإحتشد حلفاء الحاكم المتوفي، بما في ذلك العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، حول أوكتافيان ضد منافسهم القوي مارك أنتوني ولكن بعد أن هزمت قوات أوكتافيان جيش أنطونيو في شمال إيطاليا، رفض الإمبراطور المستقبلي رفضاً شاملاً لأنتوني، مفضلاً تحالفًا غير مستقر مع منافسه .
وفي عام 43 قبل الميلاد أسس أوكتافيان وأنتوني وماركوس إيميلوس لابيدوس إتفاق تريفي رفات الثاني، وهو إتفاق تقاسم السلطة الذي قسم روما الى أقاليم فيما بينها، حيث تولى أنتوني الشرق والليبيدو إفريقيا وأوكتافيان الغرب، وفي عام 41 قبل الميلاد، بدأ أنتوني تحالفًا رومانسيًا وسياسيًا مع كليوباترا، ملكة مصر، والذي إستمر حتى بعد أن أجبر مرسوم جمهوري أنتني على الزواج من شقيقة أوكتافيان أوكتافيا مينور، وبقي لابيدوس شخصية ثانوية حتى أخرجه أوكتافيان أخيرا بعد التجديد الثلاثي في 37 قبل الميلاد .
وأستمرت علاقة أنتوني مع كليوباترا، وفي 32 قبل الميلاد طلق أوكتافيا، وردا على ذلك، أعلن أوكتافيان الحرب على كليوباترا، وفي معركة أكتيوم البحرية بعد عام واحد، قام أسطول أوكتافيان، تحت قيادة الأدميرال أجريبا، بحصار سفن أنتوني وهزمها، وتسابقت بحرية كليوباترا لمساعدة حليفها ، ولكن في النهاية نجا الحبيبان بالكاد، وعادوا إلى مصر وإنتحروا سويا، تاركين أوكتافيان كحاكم روما بلا منازع .
وفاة الإمبراطور أغسطس
توفّي الإمبراطور أغسطس وكانت كلماته الأخيرة موجزة تصف إنجازاته خلال عهده كإمبراطور، وقد أُعيد جثمانه إلى روما، وفي يوم جنازته المهيبة تمّ إغلاق جميع الأعمال في روما احتراماً له، وقد تمّ حرق جثته ودفن رماده في ضريح، وقد نُعي أغسطس بأنّه أعظم حاكم في البلاد.