إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ولـي

أحمد جنيدو

ولي عمقُ عينيكِ فاتحةٌ للوجودِ.

أصارعُ معناكِ أو مشتهاكِ

على مستحيلِ الخلودِ.

فجودي بوصلِ براني اشتياقٌ

وفي لعنةِ الخوفِ جودي.

أمدُّ صلاةَ الصَّباحِ بكفِّ صداكِ،

فيسرقُ منِّي البعادُ بريقَ الصُّعودِ.

ملأتُ وشاحَ القصيدِ غناءكِ،

بينَ ثنايا الفؤادِ هزمتُ جحودي.

وكنتِ حروفًا تضجُّ مع اللازوردِ،

وكنتِ رحيقًا بفوحِ ورودي.

سأبدأ عمرًا يحاصرُني في الثَّواني

بدونِ يقينْ.

فأنتِ بلادُ الحنينْ.

وعنوانُهُ الياسمينْ.

وأنِّي المتجذِّرُ لبَّ الأنينْ.

أحاولُ أنْ أرسلَ النَّبضَ شعرًا مع العابرينْ.

خرجتُ بكفِّ حُنينْ.

تركتُ ورائي انكسارًا

وبعضُ جنونْ.

ولي بعضُ أجزاءِ حظِّي

وخارطةٌ في قيودي.

تضيئينَ بُعدي وبَعدي وقبلي وآني

وحتَّى الضِّياءْ.

وذاكَ الخيالَ المدلَّى على نجمةِ الفقراءْ.

وذاكَ السُّؤالَ المعشْعشَ في لعنةِ الشُّعراءْ.

وذاكَ الحميمَ المغطَّى ببردِ الشِّتاءْ.

وأنتِ كما أنتِ حاضرةٌ في تفاصيلِ وقتي،

بدونِ لقاءْ.

وعيناكِ أمٌّ وقلبي وليدُ العراءْ.

ربيبُ الشَّقاءْ.

غليظُ الدِّماءْ.

وأنتِ نقاءُ النَّقاءْ.

أبعثرُ ذاتي بكلِّ جهاتِ الحدودِ.

ولي قبلتانِ منَ الرِّيحِ أرضعْهما

شفتي والعتابْ.

وعصفُ التَّمنِّي جوابْ.

أعيدُ صياغةَ فهمي لديكِ،

فيُقرأُ فيكِ الكتابْ.

أتدرينَ؟!

مرَّتْ دقائقُنا دونَ وعيٍ،

ودونَ انتباهٍ ودونَ حسابْ.

على وجنتيكِ دمشقُ تنامُ وتصحو،

وبغدادُ تغفو، تفيقُ الرِّياضُ بدونِ نقابْ.

فنورُ محيَّاكِ ألغى الحجابْ.

سأبقى أردِّدُ نزفَ الغيابْ.

رسمتُكِ فوقَ الخدودِ.

ولي قصَّتانِ على سمرةِ الوجهِ،

واحدةٌ تنتمي للمحالِ، وأخرى تخونُ انتمائي،

سأركنُ في معبدي.

أنا أحفظُ السِّرَّ يا سرَّ عمري،

تعالي أخبِّئُ في ضحكتيكِ شعاعَ الغدِ.

تعالي أضمُّكِ قلبًا

لتجري دمًا بخطوطِ يدي.

تعالي تعالي تعالي

لأنِّي افتقدتُكِ جدًا على مرقدي.

أيا امرأةً ملكتْ أسرارَنا

واختفتْ في الوضوحْ.

كسرتُ قوانينَ صبري لأشرحَ شوقي

أضعتُ جميعَ الشُّروحْ.

لعنتُ ارتيابي، سكنتُ اضطرابي،

أنا في الظُّنونِ أجيءُ أروحْ.

لأكملَ خرقَ الجنونِ على ثورةٍ

أتناسى الجروحْ.

ولي عمقُ عينيكِ ذاكرةٌ للوجودِ.

على مستحيلِ الخلودِ.

تعالي تعالي تعالي

خلصتُ بشعري وعودي.

الشاعر/ أحمد جنيدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى